أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ عام ٢٠٠٣
شهد ليل الجمعة صباح السبت أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ أكثر من عقدين. إذ انطلقت تدفقات شديدة للرياح الشمسية بسبب انفجارات شمسية عنيفة بدءاً من الإثنين الماضي. وهي ثالث أقوى الانفجارات خلال دورة نشاط الشمس الحالية.
ووفقًا لمركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، حدث أول انبعاث كتلي إكليلي شمسي CME بعد وقت قصير من الساعة ١٦.٠٠ بتوقيت غرينتش. وأدى هذا الحدث إلى ظهور الشفق القطبي في أنحاء الأرض كلها.
وقد تتالت الانفجارات الشمسية المتوسطة والقوية بسبب ظهور بقعة شمسية عملاقة. يبلغ حجمها حجم ١٦ كرة أرضية. أدى ذلك لتتابع العواصف الجيومغناطيسية التي ضربت الأرض إلى أن وصلت العواصف إلى أقوى درجة فجر السبت.
شدة العاصفة الشمسية
هذه العاصفة من المستوى الخامس (G5) على مقياس شدة العواصف الجيومغناطيسية، وهي أقوى عاصفة منذ عام ٢٠٠٣، ومن أقوى العواصف في عصرنا الحديث. وأشار مقياس اضطرابات المجال المغناطيسي للأرض إلى درجة عالية، ما يعني عاصفة جيومغناطيسية قوية.
وقد أعلن مختبر علم الفلك الشمسي لدى أكاديمية العلوم الروسية في وقت سابق تسجيل انفجار شمسي عالي الفئة. ويعد الأقوى خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية. وأعلن رئيس المختبر سيرغي بوغاتشيف عن بدء عاصفة جيومغناطيسية قوية جداً على الأرض، قد تستمر بين ٢٠ إلى ٤٠ ساعة.
ظهور الشفق القطبي حول العالم
أدت العاصفة القوية إلى ظهور الشفق القطبي أو أضواء الشمال في مناطق مختلفة من الأرض، لم يكن من المعتاد أن يرى فيها. كالولايات المتحدة وبورتوريكو وإسبانيا والجزائر وأوكرانيا وتشيلي.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو منشورة على وسائل التواصل لهذه الظاهرة في عدد من الدول الأوروبية، السماء فيها باللون الزهري والبنفسجي والأخضر. وتعد الرياح الشمسية السبب الرئيسي لحدوث هذه الظاهرة.
تأثيرات العاصفة الشمسية
يمكن أن تسبب العاصفة الجيومغناطيسية مشكلات في التحكم بالجهد ونظام الحماية، وقد تنهار الشبكات بالكامل أو يحدث انقطاع للتيار الكهربائي.
ويمكن بالطبع أن تتأثر أنظمة تحديد المواقع والملاحة عبر الأقمار الصناعية وغيرها من التقنيات المعتمدة عليها، والتشويش على الاتصالات الراديوية. وقد أعلن إيلون موسك في تغريدة له أن أقمار ستارلينك التابعة لشركته تتعرض لضغط كبير بسبب العاصفة.
Major geomagnetic solar storm happening right now. Biggest in a long time. Starlink satellites are under a lot of pressure, but holding up so far. pic.twitter.com/TrEv5Acli2
— Elon Musk (@elonmusk) May 11, 2024
وقد يصاب البعض خلال العواصف الجيومغناطيسية القوية بالصداع والضعف وارتفاع الضغط والأرق.
تحذيرات
بسبب النشاط الشمسي القوي جداً مؤخراً، أصدرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، التي تراقب الطقس الفضائي، تحذيراً غير عادي حول العاصفة، يوم الخميس. رفعت من درجته يوم الجمعة، وهذا الأمر هو الأول من نوعه منذ ٢٠ عاماً.
ويجدر بالذكر أن أهم عاصفة شمسية سجلها التاريخ حصلت في عام ١٨٥٩، وتعرف باسم «كارينغتون». إذ استمرت لمدة أسبوع تقريباً، وأدت إلى ظهور شفق امتد إلى هاواي وأمريكا الوسطى. كما أثرت على مئات الآلاف من الكيلومترات من خطوط التلغراف.
ملخص المقال
شهد ليل الجمعة صباح السبت أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ أكثر من عقدين.
وهذه العاصفة من المستوى الخامس (G5) على مقياس شدة العواصف الجيومغناطيسية، أي أنها قوية جداً.
وأدت العاصفة القوية إلى ظهور الشفق القطبي أو أضواء الشمال في مناطق مختلفة من الأرض، لم يكن من المعتاد أن يرى فيها. ولها تأثيرات على شبكات الكهرباء وأنظمة تحديد المواقع والاتصالات الراديوية.