آلاف البراكين على الزهرة قد تكون نشطة

آلاف البراكين أزيد مما كنا نعتقد على الزهرة، وقد تكون نشطة. إذ تمكن العلماء من تحديد ٨٥ ألف منها على سطح الكوكب، وتشير النتائج الأخيرة إلى احتمال أن يكون بعضها نشط.

آلاف البراكين على الزهرة قد تكون نشطة
تصور فني للنشاط البركاني على تضاريس شبه بركانية على سطح الزهرة تعرف باسم التضاريس التاجية أو كورونا. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech/Peter Rubin

لم يكن العلماء منذ أقل من شهر متأكدين إذا كان على الزهرة براكين نشطة، ولكن أفصحت مؤخراً خارطة جديدة عن ٨٥ ألف بركان تغطي سطح هذا الكوكب الجهنمي.

الكوكب الميت جيولوجياً

اعتقد الخبراء حتى وقت قريب بأن كوكب الزهرة ميت جيولوجياً، ولا يمكن حدوث ثورانات بركانية فيه. وقد حدد العلماء في الماضي آلاف البراكين على سطحه، بالإضافة إلى تضاريس تاجية -براكين مسطحة- وكأنها معالم مغطاة بصهارة متصلبة.

والزهرة يحوي وشاحاً لزجاً تحت قشرته الخارجية، وغلافه الجوي غني بثاني أوكسيد الكربون والكبريت، مما يدل على أن الكوكب كان له ماضٍ بركاني.

غير أن الزهرة لم يعد لديه أي صفائح تكتونية، وهي تؤدي دوراً مهماً في النشاط البركاني والثورانات الكبيرة على الأرض. ولهذا السبب اعتقد العلماء بأنه من غير المحتمل أن تكون براكين الزهرة حالياً أو مؤخراً في حالة نشاط.

ولكن في ١٥ آذار الماضي، نشر العلماء تحليلاً جديداً للبيانات التي جمعت خلال مهمة ماجلان التابعة لناسا، والتي دار فيها مسبار حول الزهرة بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩٤.

 

وكشفت البيانات عن الدليل الأول عن نشاط بركاني حديث على الزهرة، وذلك بعد أن رصد العلماء آثار ثوران بركاني حدث عام ١٩٩١.

وفي وقت سبق ذلك في ٢٣ شباط الماضي، بينت مجموعة أخرى من الباحثين باستخدام بيانات ماجلان أن قشرة الكوكب الخارجية أقل رقة وأكثر هشاشة مما اعتقد سابقاً. وهذا ما يشير إلى قدرة الصهارة على العبور منها من خلال التضاريس التاجية على الزهرة.

خريطة جديدة لسطح الزهرة

في دراسة نشرت في ٢٤ آذار في «مجلة الأبحاث الجيوفيزيائية: الكواكب»، أنشأ الباحثون خريطة جديدة لسطح الزهرة، معتمدين على الاكتشافات الجديدة، وقد حددو فيه مكان كل بركان محتمل.

ولفعل ذلك استخدموا برنامجاً حاسوبياً لدراسة بيانات مهمة ماجلان بحثاً عن آثار على البراكين. وقد حددوا ٨٥ ألف بركان على الأقل. غير أن الباحثين لا يعرفون إذا كانت نشطة أو خاملة أو ميتة جيولوجياً.

ويجدر بالذكر أن هناك ١٣٥٠ بركان يحتمل أنه نشط على الأرض، مع أن هذه البراكين لا يوجد لها مخاريط بركانية ميتة. ومن المحتمل أن يوجد الكثير من البراكين الكامنة دون أن تكتشف تحت سطح محيطات الأرض.

آلاف البراكين على الزهرة
الخريطة الجديدة التي وضعها الباحثون للبراكين على الزهرة. حقوق الصورة: Rebecca Hahn, Washington University in St. Louis

تعد الخريطة الجديدة أكثر الخرائط شمولاً للبنى البركانية على سطح الزهرة حتى الآن. ومن الجدير بالذكر أن ٩٩٪ من البراكين الموجودة على الخريطة صغيرة جداً، إذ يقل اتساعها عن ٥ كم.

وهذا ما جعل هذه البراكين مما يصعب تمييزه عن محيطه، ولذلك لم تلاحظ حتى الآن.

والكثير من هذه البراكين الصغيرة متراصة في مجموعات تسمى الحقول البركانية، ولكن من غير الواضح سبب حدوث ذلك.

ويعتقد الباحثون باحتمال وجود براكين أصغر تقل عن ١ كم بالعرض، ولا تظهر على خريطتهم. وبهذا قد يكون عدد البراكين بمئات الآلاف.

صورة حاسوبية ثلاثية الأبعاد للبركان الذي وجد مؤخراً أنه ثار عام ١٩٩١ على الزهرة. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech

مستقبل البحث عن براكين الزهرة

ستزودنا المهمات القادمة إلى الزهرة بصور عالية الدقة قد تمكننا من تحديد هذه البراكين الصغيرة جداً. ومن هذه المهمات مهمة فيريتاس التابعة لناسا والمخطط إطلاقها عام ٢٠٢٧. ومهمة إنفيجن التابعة لوكالة الفضاء الأوربية والمخطط لها أن تطلق في أوائل العقد القادم.

ويأمل الباحثون أن يستخدم علماء آخرون خريطتهم الجديدة للتنبؤ بالثورانات المستقبلية وليعرفوا أكثر عن ماضي الزهرة البركاني وحاضره.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة بول بيرن: سمعنا أن زملاءنا حملوا البيانات وبدؤوا في تحليلها، وهذا ما نريده بالتحديد. ونحن متشوقون لنرى ما الذي سيكتشفونه باستخدام قاعدة البيانات الجديدة.

ملخص المقال

تمكن العلماء من تحديد ٨٥ ألف بركان على سطح الزهرة، وتشير النتائج الأخيرة إلى احتمال أن يكون بعضها نشط.

ووضع العلماء خريطة جديدة لها نتيجة تحليل جديد للبيانات التي جمعت خلال مهمة ماجلان التابعة لناسا، والتي دار فيها مسبار حول الزهرة بين عامي ١٩٨٩ و١٩٩٤.

ويعتقد الباحثون باحتمال وجود براكين أصغر مما كشفوه ولا تظهر على خريطتهم. وبهذا قد يكون عدد البراكين بمئات الآلاف. ويترك ذلك للأبحاث والمهمات القادمة.

المصدر

هنا