هل تقارن أعلى براكين الأرض والبراكين الفضائية؟

كيف هو بركان مونا كيا في هاواي مقارنة بالبراكين الأخرى في جوارنا الكوني؟

بركان مونا كيا

لطالما شعرت بالرهبة من البراكين، ورؤيتي الأولى لبركان نشط لم تخيب ظني أبداً. حيث انطلقت إلى بركان مونا كيا في هاواي بعد المغيب، وهو أعلى بركان على الأرض. وبدا مذهلاً ومخيفاً بعض الشيء، ووقفت على بعد خطوات من الصهارة المتدفقة. كنت قريباً في الحقيقة إلى درجة أنني كنت أرى الوهج في ظلمة الليل، واحمرت وجنتاي بالطبع من الحرارة التي تشع منها.

كيف يثور البركان؟

من الأمثلة البسيطة التي تمثل ما يحدث أثناء ثوران البركان هو تحليل لما يحدث إذا وضعنا أقراص النعناع في زجاجة مشروب غازي. حيث يمثل المشروب الغازي الماغما أو الصهارة السائلة. وهي بالطبع مثل الماغما الحقيقية، حيث توجد غازات كثيرة منحلة فيها.

أما أقراص النعناع فتمثل البلورات التي تبردت وتكاثفت من الماغما. وكل من النعناع والبلورات يمثل موقعاً منشطاً، حيث تتشكل الفقاقيع على السطوح الصلبة.

فعندما تخرج الفقاقيع من المحلول، يعقبها تأثير متسلسل، وينسحب المزيد من الغاز للخارج. وتلتصق الفقاعات على السطوح الصلبة للنعناع أو البلورات، مما يقلل من كثافتها الإجمالية ويسبب ارتفاعها في المحلول.

أما الغاز المتحرر فيزيد الحجم ضمن القارورة أو البركان، مما يزيد الضغط في النظام، حتى درجة تحرر الضغط عبر اندفاع الغاز أو الماغما من قمة القارورة أو البركان بقوة.

براكين خارج الأرض

إن براكين الأرض مثيرة للإعجاب طبعاً، ولكننا نكتشف المزيد من البراكين يوماً إثر يوم خارج الأرض في النظام الشمسي. وإذا نظرنا إلى جارنا المريخ، فإنه يحوي أكبر البراكين عن جدارة.

يرتفع بركان أولمبوس الخامد ٢٥ كم، في حين يبلغ ارتفاع مونا كيا في هاواي ٤.٢ كم فوق سطح البحر. وحتى لو قيس من قشرة الأرض أسفل سطح البحر فيبلغ ارتفاعه ٩ كم فقط.

وتظهر الصور الرادارية أن الزهرة مغطى ببراكين كثيرة، ومعظمها قليل الارتفاع مقارنة ببراكين الأرض والمريخ. وقد اعتقد حتى فترة قريبة أن براكين الزهرة خامدة، ولكن قياسات جديدة من مهمة إكسبرس التابعة لوكالة الفضاء الأوربية كشفت عن تغيرات هامة في مستويات ثاني أوكسيد الكبريت في الغلاف الجوي.

ويعد المصدر الوحيد لثاني أوكسيد الكبريت هنا على الأرض هو البراكين. هذا المصدر بالإضافة إلى مواقع نشطة تظهر على سطح الزهرة، يبدو بأنها دليل قوي على وجود براكين نشطة على الزهرة.

وإذا ابتعدنا أكثر وجدنا ثورانات أكثر، ولكنها هذه المرة من براكين جليدية. إذ يخرج من هذه البراكين غازات متجمدة كالماء والنشادر والميثان بدلاً من  الصخور المنصهرة. وتشير إحدى الصور التي التقطتها نيوهورايزنز خلال طريقها نحو بلوتو إلى اندفاع ضخم من المواد من قمر أيو التابع للمشتري. وقد اكتشفت البراكين على القمر أيو العالمة ليندا مورابيتو، التي كانت تعمل على مهمة فوياجر في تلك الفترة.

كما التقطت نيوهورايزنز أيضاً صوراً لبراكين على بلوتو وشارون. والآلية التي تولد بها مثل هذه الأجرام الصغيرة الحرارة اللازمة لهذه الاندفاعات ما تزال لغزاً. ولكننا ما زلنا في طور اكتشاف المزيد من الأحداث البركانية في النظام الشمسي. ونأمل بأن يقدم لنا ذلك الدلائل التي نحتاجها لنظريات متماسكة في المستقبل.

ملخص المقال

هل تقارن أعلى براكين الأرض والبراكين الفضائية؟ يرتفع بركان أولمبوس الخامد على المريخ ٢٥ كم، ويعد أكبر البراكين.

في حين يبلغ ارتفاع مونا كيا في هاواي ٤.٢ كم فوق سطح البحر. وحتى لو قيس من قشرة الأرض أسفل سطح البحر فيبلغ ارتفاعه ٩ كم فقط.

كما توجد براكين جليدية يصدر منها اندفاعات ضخمة من الغازات المتجمدة، مثل قمر المشتري آيو. والتقطت صور لبراكين على بلوتو والقمر شارون.

المصدر

هنا