أكثر ٥ محطات فضائية واعدة في الحاضر والمستقبل
إن التطور المستمر في الفضاء مستحيل دون المقدرة على العيش فيه بالطبع. وهذا يعني الحاجة لبناء محطات فضائية في أقرب وقت. وها نحن ذا هنا نتحدث عن خمسة مشاريع مدارية يُخطط لإنشائها أو إتمامها في المستقبل القريب. وتعد أكثر ٥ محطات فضائية واعدة في الحاضر والمستقبل.
٥٠ سنة من بناء المحطات الفضائية
ظهرت أولى المحطات الفضائية منذ ٥٠ عاماً مضى. حيث أطلقت في ربيع عام ١٩٧١ المحطة السوفيتية ساليوت- ١، وتلتها بعد عامين المحطة الأمريكية سكاي لاب. وقد كانتا بنيتان أسطوانيتان بسيطتان جداً بحجم حافلة. ومع تقدم الوقت كبرت ساليوت- ١ شيئاً فشيئاً، وبقى الرواد فيها مدة أطول بعد ذلك.
ويصور الخيال العلمي صورة المستقبل الذي يعيش فيه البشر في محطات الفضاء التي تبلغ أبعادها كيلومترات. ولكن ما زلنا بعيدين عن ذلك بالتأكيد. ومع هذا، فإن المحطات الخمسة المدارية التي ستبنى أو يكتمل بناؤها في المستقبل المنظور مذهلة.
١- محطة الفضاء الدولية
ظهرت فكرة بناء محطة الفضاء الدولية في بداية التسعينيات من القرن الماضي. وذلك عندما رأى الاتحاد الأوربي وأمريكا وروسيا أن بناء محطات منفصلة أمر مكلف جداً في الواقع. هكذا قرروا بناء مشروع مشترك.
وقد وضعت الوحدة الأولى من المحطة في الخدمة عام ١٩٩٨. ومن ثم بدؤوا يضيفون معدات جديدة إليها، حتى وصلت إلى طول ١٠٩ متراً، ووزن ٤٤٠ طناً.
وتتألف المحطة المدارية من ١٩ وحدة رئيسية، ناهيك عن الدعامات والمنصات المتنوعة. وتعد محطة الفضاء الدولية أكبر جسم صنعه الإنسان في الفضاء اليوم.
وقد أجريت العديد من التجارب العلمية على متن محطة الفضاء الدولية. ولكنها تهرم بالتدريج، بالإضافة إلى المشكلات السياسية بين روسيا -التي تملك جزءاً مهماً منها- مع أمريكا، الأمر الذي يعوق العمل بالطبع.
ومع كل ذلك، من المخطط توسيع محطة الفضاء الدولية في أقرب وقت. إذ ستقوم شركة أكسيوم سبيس بإضافة مقصورتين تجاريتين للمحطة. ومن المخطط أن يجرى بهما تجارب تمولها شركات خاصة.
٢- محطة تيانغونغ الفضائية
اندفعت الصين في بداية القرن الحادي والعشرين إلى حقل الفضاء بسرعة. فأطلقت عام ٢٠١١ تيانغونغ- ١، وفي عام ٢٠١٦ تيانغونغ- ٢. وفي عام ٢٠٢١ بدأ بناء محطة جديدة، متعددة الوحدات هذه المرة. وستحمل الاسم نفسه لكن دون رقم.
تبلغ كتلة الوحدة الأساسية في المحطة ٢٤ طناً، وتحمل اسم تيانهي. وقد التحمت بها في صيف ٢٠٢٢ وحدة وينتيان، وهي مختبر. ثم التحمت بها في أواخر الصيف الوحدة التوأم لها مينتيان.
وفي العموم تعد الصين هذه المحطة علمية. وقد طور لها برنامج ضخم من التجارب من بينها تجارب دولية.
ومن المزايا المميزة لمحطة تيانغونغ التلسكوب المداري خوانتيان. وهذا التلسكوب لن يكون جزءاً مادياً من المحطة، إنما سيكون بالمقدور التحامه معها من أجل الأعمال التقنية.
٣- محطة أوربيتال ريف
يفترض أن تظهر عام ٢٠٢٧ أول محطة فضائية تجارية بالكامل في مدار الأرض. وستتكون من وحدات قابلة للتكبير. وتجري عمليات بنائها شركات سييرا سبيس وبلو أوريجن.
بالإضافة إلى ذلك، تشترك الكثير من المؤسسات في تنفيذ المشروع، من أمازون إلى جامعة أريزونا.
أساس المحطة سيكون وحدة أسطوانية كبيرة، وستربط بها بقية المقصورات من الجوانب. وسيكون حجمها الإجمالي ٨٣٠ متراً مكعباً. وهي ضعف المساحة التي توفرها محطة الفضاء الدولية لرواد الفضاء.
من المخطط أن يعمل في المحطة ما يصل إلى ١٠ أشخاص. ومن غير المعروف الآن ما التجارب التي سيقومون بها هناك. أما نقل الأشخاص ونقل الحمولة فسيكون مهمة السفينة الفضائية دريم تشيسر التي تبنيها شركة سييرا سبيس حالياً.
٤- ستارلاب
تطور شركتا نانوراكس ونورثروب غرومان محطة ستارلاب الفضائية. ومن المخطط إطلاقها في نهايات هذا العقد، وقد خصصت ناسا مسبقاً ١٦٠ مليون دولار لتطويرها.
ومن المتوقع أن يتألف تصميمها من وحدة رئيسية كبيرة، وستكون قابلة للتكبير. بالإضافة إلى مقصورة نقل معدنية.
وسيصل الحجم الداخلي للمحطة إلى ٣٤٠ متراً مكعباً، أي أنها ستكون أصغر بقليل من محطة الفضاء الدولية.
وعلى أية حال، لن يكون هذا الحجم موزعاً على مقصورات منفصلة، بل سيكون في مكان كبير واحد. ويتوقع أن يستطيع ٤ رواد فضاء العمل معاً على متن ستارلاب.
٥- البوابة القمرية
لا بد أن تكون المحطة الفضائية البوابة القمرية أكثر المحطات طموحاً في المستقبل القريب. وسينفذ بناؤها خلال برنامج أرتيميس.
لذلك لن توضع في مدار حول الأرض، بل في مدار حول القمر.
وتشترك في بناء المحطة ناسا ووكالات الفضاء الأوربية واليابانية والكندية. وستكون محطة صغيرة نسبياً بحجم يصل إلى ١٢٥ متراً مكعباً. ومن المفترض أن يبدأ البناء خلال هذا العقد.
وعلى خلاف المحطات الأخرى، ليس الهدف الرئيسي للمحطة إجراء التجارب العلمية، بل ستعمل مركزاً وسيطاً لرواد الفضاء والروبوتات المتجهة نحو سطح القمر. وقد تصبح في المستقبل نقطة انطلاق مهمات تابعة لناسا نحو المريخ.
ملخص المقال
إن التطور المستمر في الفضاء مستحيل دون المقدرة على العيش فيه. وهذا يعني الحاجة لبناء محطات فضائية. ولعل أكثر ٥ محطات فضائية واعدة في الحاضر والمستقبل هي:
- محطة الفضاء الدولية
- محطة تيانغونغ الفضائية
- محطة أوربيتال ريف
- ستارلاب
- البوابة القمرية