أهم إنجازات العرب والعالم في مجال الفضاء عام ٢٠٢٣
شهد هذا العام إنجازات كثيرة في مجال الفضاء، وكان للعرب بالطبع حصة فيه. شملت هذه الإنجازات إطلاق مهمات ومركبات ومسبارات وتلسكوبات، ناهيك عن اكتشافات وتجارب علمية وغيرها. إليكم أهم إنجازات العرب والعالم في مجال الفضاء عام لعام ٢٠٢٣.
١- العرب ضمن سباق الفضاء من جديد
يعد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أول العرب الذين وصلوا إلى الفضاء عام ١٩٨٥. وتلاه السوري محمد فارس عام ١٩٨٧. ومن ثم الإماراتي هزاع المنصوري في رحلة إلى محطة الفضاء الدولية عام ٢٠١٩. ولم يتوقف الحلم واستمر العرب بتحقيق إنجازات جديدة في مجال الفضاء عام ٢٠٢٣:
السعودية في الفضاء
أعلنت وكالة الأنباء السعودية عن وصول رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني إلى جانب طاقم مهمة «أي إكس ٢» إلى محطة الفضاء الدولية في أوائل أيار مايو ٢٠٢٣.
وقد أطلقت المركبة «دراغون» التي تقلهم من فلوريدا، وأعلن نجاح التحامها بمحطة الفضاء الدولية بعد ١٦ ساعة من انطلاقها من الأرض.
وكان من أهداف المهمة كما أعلن:
- بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية.
- الاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً.
- الإسهام في الأبحاث العلمية التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء.
وقد أجرى الرائدان السعوديان ١٤ تجربة علمية في الفضاء قبل عودتهما إلى الأرض.
الإمارات في الفضاء
رافق رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي البعثة ٦٩ إلى محطة الفضاء الدولية في نيسان أبريل هذا العام مع طاقم كرو ٦ على متن صاروخ فالكون ٩ التابع لسبيس إكس.
وكان من مهام رحلته إجراء صيانة وتحديث للمحطة الفضائية. بالإضافة إلى مهام خارجية في إكمال السلسلة التحضيرية لتركيب ألواح شمسية جديدة على المحطة. وذلك في الواقع لضمان استمرار توفير الطاقة للمحطة. وعاد إلى الأرض في أوائل أيلول سبتمبر.
شارك النيادي خلال رحلته في نحو ٢٠٠ تجربة علمية على متن محطة الفضاء الدولية.
وأمضى في الفضاء ١٨٦ يوماً، وبذلك أصبح صاحب أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب امتدت ٦ أشهر على متن محطة الفضاء الدولية. ويعد أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة سير في الفضاء.
٢- أقمار ومركبات ومهمات فضائية عديدة
١- تلسكوب الفضاء إقليدس
انطلق في تموز تلسكوب الفضاء الأوروبي إقليدس في أول مهمة تاريخية لاستكشاف الجانب المظلم من الكون، أي دراسة الطاقة المظلمة والمادة المظلمة، ورسم خريطة ثلاثية الأبعاد للكون.
انطلقت المهمة على متن صاروخ فالكون ٩ التابع لسبيس إكس. ويقع مدار التلسكوب عند نقطة لاغرانج ٢ على بعد ١.٥ مليون كم عن الأرض.
سيرصد التلسكوب تطور الكون خلال ١٠ مليار عام وسيحاول الكشف عن كيفية توسع الكون. وكيف تشكلت بنيته عبر التاريخ الكوني. بالإضافة إلى محاولة معرفة خواص المادة المظلمة والطاقة المظلمة والجاذبية.
وستعمل صوره بالأشعة تحت الحمراء القريبة على تحديد الخواص الكيميائية والحركية للكثير من النجوم والمجرات والأجسام الكونية.
وستكون دقة صوره أعلى بأربع مرات من دقة صور المراصد الأرضية. وقد بلغت تكلفة المهمة ١.٤ مليار يورو. وستستمر حتى عام ٢٠٢٩.
٢- المركبة الفضائية الروسية لونا ٢٥
كان من المقرر أن تهبط المركبة الفضائية الروسية لونا ٢٥ على القطب الجنوبي للقمر، لكي تكون أول مركبة تهبط في تلك المنطقة.
لكن لم يكتب للمهمة النجاح بعد مواجهة المركبة لمشكلات خلال انتقالها إلى مدار القمر قبيل الهبوط. لتتحطم المركبة غير المأهولة في ١١ آب أغسطس. وذلك بعد خروجها عن السيطرة واصطدامها بالقمر.
ويذكر أن لونا ٢٥ كانت المهمة الروسية الأولى بعد مرور ما يقارب ٥٠ عاماً على آخر مهمة روسية إلى القمر. وكان من المقرر أن تستكشف المهمة منطقة قمرية يعتقد أنها تحوي مياه متجمدة وعناصر ثمينة.
٣- المركبة الهندية تشاندريان ٣
نجحت المركبة الفضائية الهندية تشاندريان ٣ في الهبوط بنجاح على القطب الجنوبي للقمر.
وبهذا أصبحت الهند -بعد فشلها في الهبوط القمري عام ٢٠١٩- رابع دولة حالياً تحط على القمر إلى جانب الاتحاد السوفييتي وأمريكا والصين.
وتعني تشاندريان بالهندية والسنسكريتية «مركبة القمر». انطلقت في ١٤ تموز وهبطت هبوطاً آمناً على القمر بعد ٩ أيام وستقوم بعدة تجارب.
من بين هذه التجارب
التحليل الطيفي للتركيب المعدني لتربة القمر. وستأخذ عينات وتلتقط الصور وتأخذ قياسات طيفية متنوعة. وذلك لاستقصاء كيفية تفاعل المواد مع الضوء. مستخدمة الليزر بذلك. وسيخبرنا ذلك عن جيولوجيا وتاريخ الصخور.
من جهة أخرى، سيبدأ العلماء تحليل البيانات بحثاً عن إشارات عن ماء متجمد، وذلك بعد إثبات وجوده سابقاً. وتأتي أهمية الماء في التنفس وصناعة وقود المركبات. وسيدرس وجود معادن بالقرب من مناطق الماء. مما يؤسس لبناء مركبات وتأمين وقودها على القمر وهذا أقل تكلفة واستهلاكاً للطاقة. ويؤسس لقاعدة دائمة على القمر.
٤- مسبار «أديتيا ل ١» الهندي لدراسة الشمس
أطلقت الهند في ٢ أيلول سبتمبر مسبار «أديتيا ل ١» بهدف دراسة الشمس. وجاء هذا بعد أسبوع من نجاح الهند في هبوط مركبتها تشاندريان ٣ في القطب الجنوبي للقمر. وتعني كلمة أديتيا الشمس بالسنسكريتية.
ويعد هذا المسبار أول مركبة فضائية هندية مخصصة لدراسة الشمس. وفي حال نجاح مهمته ستكون الهند أول دولة آسيوية تنضم إلى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية في مجال استكشاف الشمس.
ومن أهداف المسبار دراسة ديناميكية الهالة الشمسية، والانبعاث الكتلي الإكليلي، وتطور الهالة الشمسية.
٥- مركبة «قناص القمر» اليابانية
أطلقت اليابان في ٧ أيلول سبتمبر مركبة استكشاف القمر «سلِم» على متن الصاروخ «إتش أي ٢». وحازت المركبة على لقب «قناص القمر» لأنها مصممة للهبوط على مسافة ١٠٠ متر من هدف محدد على السطح، وهو مدى أقل بكثير من النطاق المعتاد الذي يبلغ عدة كيلومترات.
وذلك سيحدث نقلة نوعية في القدرة على الهبوط حيث نريد على الأجرام السماوية، وليس حيث يسهل الهبوط فقط.
ويذكر أنه لا توجد حالات سابقة لهبوط دقيق على أجرام سماوية ذات جاذبية كبيرة مثل القمر.
وفي حال نجح الهبوط ستكون اليابان خامس دولة تنجح في الهبوط على سطح القمر في أوائل العام المقبل بالطبع.
وقد أعلنت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية أن مركبة الهبوط القمرية الآلية اليابانية «سلِم» وصلت إلى مدار القمر في يوم عيد الميلاد ٢٥ كانون الأول ديسمبر كما هو مخطط له.
ومن المتوقع أن يبدأ هبوط المركبة نحو القمر منتصف الليل بتوقيت اليابان في ٢٠ كانون الثاني يناير. ومن المقرر أن تحط على سطحه بعد ٢٠ دقيقة.
٦- مركبة جويس لاستكشاف أقمار المشتري
انطلق الصاروخ «آريان ٥» في نيسان أبريل حاملاً مهمة وكالة الفضاء الأوروبية «مستكشف أقمار المشتري الجليدية»، أو «مركبة جويس» اختصاراً إلى نظام المشتري. وتصل المهمة إلى المشتري عام ٢٠٣١ وإلى قمره جانيميد عام ٢٠٣٤. وتستهدف المشتري وأقماره الثلاثة جانيميد وكاليستو ويوروبا.
وستبحث المركبة في الحقيقة عن علامات تدل على وجود حياة في محيطات أقمار المشتري تحت قشرتها الجليدية.
وستدرس المركبة بيئة المشتري، وستجري رصداً تفصيلياً للأقمار الثلاثة الكبيرة المذكورة. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها مركبة فضائية حول قمر آخر في النظام الشمسي غير قمرنا.
٧- عودة مركبة «أوسيريس ريكس» حاملة عينات كويكب «بينو»
عادت في أيلول الفائت مركبة أوسيريس ركس التابعة لناسا إلى الأرض. وذلك بعد جمعها عينات من صخور كويكب بينو.
حيث أطلقت المركبة عام ٢٠١٦، وجمعت عينات من الكويكب بينو عام ٢٠٢٠. وعادت بالعينات إلى الأرض في أيلول سبتمبر ٢٠٢٣.
والكويكب بينو كويكب صغير في الواقع مقارنة بالكويكبات الأخرى في النظام الشمسي، حيث يبلغ عرضه نحو ٥٠٠ متر. لكن عمره التقريبي الذي دفع العلماء لدراسته يقدر بأكثر من ٤.٥ مليار عام.
وقد أعلنت ناسا أنها عثرت على الماء والكربون في العينات المذكورة عارضة أولى الصور للغبار والأجزاء السوداء المجمعة في العينة.
وهذه العناصر عناصر أساسية في تكوين الأرض وستساعد في فهم نشأة الحياة على كوكبنا.
٣- اكتشاف الكثير من النجوم النابضة
أعلن عن قائمة من النجوم النابضة أو البولتزار التي كشف عنها تلسكوب أشعة غاما الفضائي «فيرمي» التابع لناسا ويبلغ عددها ٢٩٤ نجماً. وما يزال ٣٤ منها يشتبه بأنها نجوم نابضة وتنتظر تأكيد ذلك.
وهذا العدد من النجوم النابضة أعلى بمقدار ٢٧ مرة مما اكتشف قبل إطلاق التلسكوب عام ٢٠٠٨ ويحتمل وجود الكثير غيرها.
٤- إرسال مسبار «سايك» بيانات عبر الليزر إلى الأرض
أجرى «مسبار سايك» التابع لناسا أول تجربة لإرسال البيانات إلى الأرض عبر أشعة الليزر.
حيث أرسل المسبار بياناته للأرض عبر حزمة الليزر من مسافة ١٦ مليون كيلومتر. ووصلت البيانات إلى تلسكوب هيل في مرصد بالومار التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.
والشيء الهام في هذا أن سرعة إرسال البيانات عبر الليزر أعلى بمقدار ١٠ إلى ١٠٠ مرة من سرعة إرسالها عبر أنظمة الموجات الراديوية التقليدية المستخدمة
ويذكر أن مسبار «سايك» يقوم بمهمة تجريبية تقنية مدتها عامين، متجهاً إلى حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري.
ومن المقرر أن يحلق المسبار حول المريخ، ولذلك سيستمر إجراء الاختبارات لتحسين وتطوير طريقة الاتصال المبتكرة بالليزر بالأشعة تحت الحمراء القريبة، والتأكد من أنها سريعة ويمكن الاعتماد عليها. ويمكن أن تكون أساس الاتصالات في المستقبل مع المهام البعيدة.
٥- المركبة لوسي تحلق حول أول كويكب في مهمتها
في أول تشرين الثاني نوفمبر، وبعد سنتين في الفضاء، حلقت المركبة لوسي التابعة لناسا قرب أول كويكب في طريقها إلى مدار المشتري.
ويذكر أن هدف لوسي التحليق قرب ١٠ كويكبات خلال مدة ١٠ سنوات. وتبين أن الكويكب الأول الذي واجهته «دينكينيش» ليس وحده، بل يتبعه كويكب صغير آخر.
ويقع دينكينيش في حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري. ويذكر أن معظم أهداف لوسي من الكويكبات هي كويكبات طروادة. ودراستها قد توفر دلائل عن أصول الكواكب العملاقة في نظامنا الشمسي وعن نشأت هذا النظام.
ملخص المقال
شهد هذا العام إنجازات كثيرة في مجال الفضاء، وكان للعرب حصة فيه. شملت هذه الإنجازات إطلاق مهمات ومركبات ومسبارات وتلسكوبات، بالإضافة إلى اكتشافات وتجارب علمية وغيرها. إليكم أهم إنجازات العرب والعالم في مجال الفضاء عام لعام ٢٠٢٣:
- رائدا الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني في الفضاء
- رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في الفضاء
- تلسكوب الفضاء إقليدس
- المركبة الفضائية الروسية لونا ٢٥
- المركبة الهندية تشاندريان ٣
- مسبار «أديتيا ل ١» الهندي لدراسة الشمس
- مركبة «قناص القمر» اليابانية
- مركبة جويس لاستكشاف أقمار المشتري
- عودة مركبة «أوسيريس ريكس» حاملة عينات كويكب «بينو»
- اكتشاف الكثير من النجوم النابضة
- إرسال مسبار «سايك» بيانات عبر الليزر إلى الأرض
- المركبة لوسي تحلق حول أول كويكب في مهمتها