أهم إنجازات الفضاء في عام ٢٠٢٤
كان عام ٢٠٢٤ من أهم الأعوام من حيث إنجازات الفضاء، نذكر ٤ من أهمها وهي:
١- أول عملية سير فضائي لشركة خاصة
تمكن طاقم مهمة بولاريس داون التابع لشركة سبيس إكس، من إكمال أول عملية سير لشركة خاصة في الفضاء في أيلول سبتمبر. وحطمت المهمة الرقم القياسي بوصولها لأعلى مدار ارتفاعاً بعد برنامج أبولو ١٩٧٢.
حيث وصل طاقم المهمة الذي تألف من أربعة أشخاص، على متن المركبة دراجون ريزيلينس إلى ذروة بلغت ١٤٠٠.٧ كم. ودارت المركة ٨ دورات حول الأرض قبل وصولها إلى أعلى ارتفاع.
وهذه المهمة مميزة في كون الرواد الأربعة مدنيون وليسوا رواد فضاء محترفين، وهذا يحدث لأول مرة. استمرت المهمة ٥ أيام، وأجرى الرواد ٤٠ تجربة. وقد هدفت المهمة إلى دراسة تأثيرات الفضاء على صحة الإنسان وأنظمة مركبات الفضاء. واختبار الاتصال بالليزر بين مركبة دراجون وقمر ستارلينك التابع لسبيس إكس. كما اختبرت بدلات النشاط خارج المركبة الفضائية الجديدة من سبيس إكس خارج المختبر.
وفي هذه المهمة غدا الملياردير جاريد إيزكمان أول رائد فضاء مدني غير محترف يسير في الفضاء. وأمضى ما يقارب ٨ دقائق خارج المركبة. كما خطت كل من سارة جيليس وآنا مينون التاريخ بكونهما الامرأتان اللتان سافرتا إلى أبعد مسافة عن الأرض. كما خرجت سارة جيليس من الكبسولة وأجرت سيراً فضائياً. ويذكر أنهما موظفتان في سبيس إكس.
وانتهت المهمة بنجاح وعاد الطاقم على متن المركبة دراجون، التابعة لسبيس إكس. وذلك في ١٥ سبتمبر، وهبطت في خليج المكسيك جنوب فلوريدا.
٢- وصول أول عينات من الجانب البعيد للقمر إلى الأرض
تمكن المسبار الصيني تشانج إيه ٦ من إحضار عينات من الجانب البعيد للقمر. انطلقت المهمة من مركز ونتشانغ للإطلاق الفضائي جنوبي الصين في أيار واستمرت ٥٣ يوماً. ودارت المركبة حول القمر قبل أن تهبط على السطح في حوض أيتكين في القطب الجنوبي للقمر على الجانب البعيد منه. وقد جمعت العينات من الجانب البعيد للقمر. وعادت المركبة إلى الأرض في أواخر حزيران يونيو.
وتأتي أهمية ذلك في أن هذه العينات هي العينات الأولى التي تجلب من الجانب البعيد للقمر. ويمكن أن ينتج عن تحليلها نظريات جديدة حول نشأة القمر وتطوره. بل والسبب في اختلاف الجانب القريب والبعيد للقمر.
ووفقاً لباحثين، من المتوقع احتواء العينة على قطع بازلت صغيرة قد يرجع تاريخها إلى مليارات الأعوام. وقد استخدم المسبار مثقاباً للحفر، والتقط العينات بذراع آلية. كما التقط صوراً لسطح القمر، وغرس علماً صينياً هناك. وهبط بنجاح على الأرض في منطقة منغوليا الداخلية.
٣- انطلاق مركبة يوروبا كليبر للبحث عن حياة في أقمار المشتري
انطلقت مركبة أوروبا أو يوروبا كليبر إلى قمر كوكب المشتري «يوروبا» بحثاً عن آثار للحياة فيه. وقد انطلقت المهمة من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا، على متن صاروخ فالكون هيفي التابع لسبيس إكس. وتعد المركبة التي يبلغ طولها طول ملعب كرة سلة أكبر مركبة صنعتها ناسا لمهمة كوكبية.
من المتوقع أن تصل المركبة إلى مدار المشتري عام ٢٠٣٠. وستجري المركبة عمليات تحليق قريبة تصل إلى ٥٠ عملية، للتأكد من أن ظروف القمر يوروبا تساعد على وجود حياة فيه. إذ ستجمع بيانات عن محيطه وتكوينه الجيولوجي.
وقد أكدت ناسا سابقاً وجود أدلة تشير إلى أن القمر يوروبا يحتوي على محيط من المياه المالحة تحت قشرته الجليدية. وهذا المحيط قد يكون من أفضل الأماكن التي يرشح وجود حياة فيها. مع العلم أنه يحوي مياهاً يبلغ حجمها ضعف كمية مياه الأرض كلها. ومن المتوقع أن تنتهي المهمة عام ٢٠٣٤، وذلك باصطدام مخطط له بأكبر أقمار المشتري جانيميد.
٤- الوصول لأقرب نقطة من الشمس
نجح مسبار باركر الشمسي التابع لناسا من الاقتراب من الشمس إلى أقرب نقطة وصل إليها جسم صنعه الإنسان على الإطلاق. حيث وصل المسبار إلى بعد ٦.١ مليون كم عن الشمس. وبسرعة تجاوزت ١٩٠ كم في الثانية. وحلق في الغلاف الخارجي للشمس أو الهالة الشمسية. وقد تعرض لدرجة حرارة تصل ٱلى ٩٨٢ درجة مئوية.
ويحاول المسبار حل أحد الألغاز وهو أن درجة حرارة الهالة الشمسية أعلى بكثير من درجة حرارة سطح الشمس المرئي. وهذا يخالف ما نعرفه عن أنظمة الحرارة الذي يقول أن مصدر الحرارة أعلى حرارة مما يحيط به. كما سيدرس المجالات المغناطيسية للشمس، والتي قد يكون لها دور في هذا اللغز. وربما يعيد صياغة ما نعرفه من نظريات عن الأمر.
وقد أعلنت ناسا أن المسبار يعمل بشكل طبيعي بعد اقترابه الأخير من الشمس. ومن المتوقع أن يجري المسبار ٤ عمليات مناورة أخرى. وسينتهي به الأمر محترقاً وتبقى بعض أجزائه لتدور في مدار شمسي لملايين السنين.
ملخص المقال
كان عام ٢٠٢٤ من أهم الأعوام من حيث إنجازات الفضاء، نذكر ٤ من أهمها وهي:
- أول عملية سير فضائي لشركة خاصة عبر مهمة بولاريس داون
- وصول أول عينات من الجانب البعيد للقمر إلى الأرض عبر مهمة تشانج إيه ٦ الصينية
- انطلاق مركبة يوروبا كليبر للبحث عن حياة في أقمار المشتري
- وصول مسبار باركر الشمسي لأقرب نقطة من الشمس
المصدر