أول رائد فضاء عربي في التاريخ

 

لعل الاهتمام بالسماء وتجربة الطيران لها جذور عميقة عند العرب، فمن منا لا يعرف عباس بن فرناس! إلا أن رحلة الأمير سلطان بن سلمان تجاوزت ذلك عندما وصل إلى الفضاء ليدخل التاريخ كأول رائد فضاء عربي.

من هو الأمير سلطان

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود من مواليد الرياض في المملكة العربية السعودية ١٩٥٦ أول رائد فضاء عربي، وهو أيضاً أول مواطن سعودي وأول مسلم وأول فرد من العائلة السعودية المالكة يسافر إلى الفضاء.
تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، حيث حاز درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية والسياسية من كلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة في جامعة سيراكيوز في نيويورك، وعمل باحثاً بعدها في وزارة الإعلام في المملكة العربية السعودية، وفي عام ١٩٨٥ عُين ضابطاً في القوات الجوية الملكية السعودية بصفة قائد طائرة مقاتلة، وتقاعد من الجيش برتبة عقيد طيار.

خبراته في الطيران

امتلك الأمير سلطان خبرة في الطيران المدني والعسكري، فهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي، حيث حصل على ترخيص من قبل هيئة الطيران الاتحادي الفيدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٧٦ ومن رئاسة الطيران المدني في المملكة العربية السعودية عام ١٩٧٨، وعلى التصديق الفرنسي لرخص الطيران الأجنبية عام ٢٠٠٩، هذا على صعيد الطيران المدني.
أما على صعيد الطيران العسكري فقد عمل لمدة تجاوزت عشر سنوات في القوات الجوية الملكية السعودية منذ عام ١٩٨٥ حتى تقاعد برتبة عقيد طيار عام ١٩٩٦.
وقد حلّق على مدار مسيرته المهنية مئات ساعات الطيران على متن شتى أنواع الطائرات العسكرية والمدنية والنفاثة والانزلاقية والحوامة، واكتسب خبرة كبيرة في المناطق الصحراوية والجبلية.

اختياره للمهمة

اختارت ناسا الأمير سلطان ليكون متخصص حمولة على متن المكوك الفضائي ديسكفري في الرحلة إس تي إس-٥١- جي بعدما رشحته المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) لتمثيلها، وقد كان عندئذ طياراً مدنياً ولديه خبرة في قيادة بعض الطائرات ويحمل رخصة طيران تجاري.

التدريب على المهمة

بدأ الأمير سلطان تدريباً مكثفاً يشمل كيفية إطلاق القمر الصناعي عربسات على بعد ٣٢٠ كم من سطح الأرض، وكذلك كيفية التصوير باستخدام آلة تصوير من طراز (هاسل‌ بلاد – ٥٠٠) لالتقاط صور التضاريس الجيولوجية لشبه الجزيرة العربية، وإجراء العديد من التجارب.

 

انطلاقه إلى الفضاء

انطلق الأمير سلطان إلى الفضاء يوم ١٧ حزيران/ يونيو ١٩٨٥ على متن المكوك ديسكفري ضمن طاقم من سبعة رواد فضاء، وذلك من مجمع الإطلاق ٣٩ في مركز كينيدي للفضاء، وقد حملت البعثة ثلاثة أقمار اتصالات صناعية، من بينها عربسات ١ب.
خلال المهمة التي امتدت سبعة أيام مثل الأمير سلطان المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) وكان له دور في إطلاق القمر الصناعي عربسات ١ب. كما أنه أجرى عدداً من التجارب التي صممها علماء سعوديون ومن بينها تجربة غاز مؤيّن، وتجربة عن سلوك الزيت والماء عند مزجهما في غياب الجاذبية، ومجموعة تجارب مع زميله الفرنسي باتريك بودري تتعلق بتجربتهما الطبية المشتركة لرصد سلوك أعضاء الجسم البشري في حالة انعدام الوزن.

وأجرى جولة إرشادية في داخل المكوك باللغة العربية بثتها قنوات التلفزيون في الشرق الأوسط.
كما تحدث الأمير إلى عمه الملك فهد هاتفياً، ويذكر الأمير سلطان في كتابه «٧ أيام في الفضاء» جزءاً من هذه المحادثة: «الابن العزيز سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أنتهز هذه الفرصة لأبعث لك ولزملائك من وطنك المملكة العربية السعودية، أطيب التمنيات على متن هذه الرحلة التي سوف تكون إن شاء الله لخدمة الإسلام والمسلمين والأمة العربية. إننا فخورون بأدائك لمهمتك الناجحة في الفضاء ونتمنى لك عودة سعيدة».
هبط المكوك في ٢٤ حزيران/ يونيو ١٩٨٥ في قاعدة إدواردز الجوية.

بعد العودة من الفضاء

أصبح الأمير سلطان إبان عودته من الفضاء عضواً مؤسساً لرابطة مستكشفي الفضاء وهي مؤسسة دولية لرواد الفضاء وكان ضمن مجلس الإدارة.
وهو رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء منذ تأسيسها وحتى ٢ أيار/ مايو ٢٠٢١، ومستشار خاص لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير منذ ٢ أيار/ مايو ٢٠٢١، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك سلمان غير الربحية.
كما عُين الأمير سلطان الأمين العام الأول للهيئة العليا للسياحة في السعودية منذ تأسيسها عام ٢٠٠٠، عزز أثناء ذلك السياحة وعمل على تطوير استراتيجية السياحة ووضع القوانين المنظمة، وبقى على رأس هذه المؤسسة حتى تغير اسمها عام ٢٠٠٨ إلى الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني. ويذكر أنه أصبح الرئيس الفخري للمنظمة العربية للسياحة.

التكريمات

حظيت إنجازاته بتكريمات وأوسمة كثيرة خاصة من الدول العربية والإسلامية كباكستان والكويت وقطر والبحرين والمغرب وسوريا، ومن الدول الغربية كأمريكا وفرنسا.
ومنحته جمعية مستكشفي الفضاء جائزة مستكشفي الفضاء ووسام الجمعية، تقديراً للجهود الكبيرة التي قدمها لفترة طويلة في مجال الفضاء وخدمة أهداف وجهود الجمعية.

 

ملخص المقال

الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود من مواليد الرياض في المملكة العربية السعودية ١٩٥٦ وهو أول رائد فضاء عربي، حيث صعد إلى الفضاء يوم ١٧ حزيران/ يونيو ١٩٨٥. اختارته ناسا بناءً على خبرته في الطيران العسكري والمدني ليكون مسؤول حمولة على متن مكوك ديسكفري بترشيح من المنظمة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) ليمثلها، ولعب دوراً في إطلاق القمر عربسات ١ب، كما أجرى العديد من التجارب أثناء الرحلة. تقلد بعد الرحلة العديد من المناصب كرئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، والأمين العام الأول للهيئة العليا للسياحة في السعودية، وكان عضواً مؤسساً لرابطة مستكشفي الفضاء. لقي الكثير من التكريم في الدول العربية والأجنبية ومنها جائزة مستكشفي الفضاء ووسام الجمعية.