إنسيلادوس قد يتشابه مع الأرض المبكرة في نشوء الحياة
القمر إنسيلادوس بالطبع من أكثر أقمار زحل لفتاً للنظر. يتميز سطحه الجليدي بشقوق تسمى خطوط النمر، ويعتقد بأن تحتها محيط يحوي مكونات الحياة. وقد يتشابه إنسيلادوس مع الأرض المبكرة في نشوء الحياة. لنتعرف أكثر على هذا القمر الفريد.
نقاط بارزة
- لإنسيلادوس سطح جليدي عليه أثلام وشقوق هائلة تسمى خطوط النمر.
- أكدت مركبة كاسيني التابعة لناسا بأنه يحوي المواد الكيميائية اللازمة للحياة المكروبية في محيطه.
- قد تكون فوهات المياه الحارة في إنسيلادوس شبيه بالتي ساعدت على ازدهار الحياة في الأرض المبكرة.
إنسيلادوس
مع أنه ليس أكبر أقمار زحل -إذ يذهب هذا اللقب إلى تيتان– كما ليس هو أقرب الأقمار إلى زحل. إلا أنه يتربع على عرش أكثر توابع الكوكب إثارة. فليس كل قمر بالطبع يستطيع أن يولد حلقته الكوكبية، هذا إن كان أي قمر يستطيع ذلك.
وما يثير الدهشة أكثر في الواقع هو وجود محيط تحت ما يسمى خطوط النمر على قشرة هذا القمر الجليدية. ويحوي هذا المحيط المكونات الضرورية للحياة.
ومع أن القليل من المركبات قد درست هذا القمر –كاسيني التابعة لناسا مؤخراً- فإن الكثير عنه ما زال غامضاً. وعن طريق دراسة طبقات هذا الجرم المثلم الصغير، يمكننا أن نعرف الكثير عن وحدات بناء الحياة وكيف وجدت خارج الأرض.
لماذا ندرس إنسيلادوس؟
اكتشفت كاسيني عام ٢٠١٥ اكتشافاً هاماً. وذلك بعد أن دخلت في إحدى اندفاعات المياه. وهذه الاندفاعات رذاذ هائل من بخار الماء ينبثق من داخل القمر إلى الفضاء.
وقد رصدت كاسيني داخل هذه الاندفاعات الهيدروجين الجزيئي، وهو غاز يعد «حلوى للمكروبات». واستنتج علماء إنسيلادوس بأن اندفاعات المياه تحوي مواد من محيط تحت سطح إنسيلادوس. وتندفع هذه المياه من خلال فوهات حرارية مائية على سطح المحيط. ثم تنبثق المواد للخارج عبر خطوط النمر.
وكاسيني بالطبع لم ترصد حياة على إنسيلادوس، إنما أكدت أنه يحوي المكونات اللازمة للحياة ألا وهي: الماء ومصادر الطاقة من الفوهات الحرارية المائية وبعض العناصر الكيميائية (كالكربون والهيدروجين والنيتروجين والأكسجين على سبيل المثال).
وحتى الآن هناك أسئلة أكثر من الإجابات عن هذا المحيط وما قد يحويه. وقد يكون سبباً وجيهاً للعودة يوماً ما إلى إنسيلادوس.
حقائق عن إنسيلادوس
- درجة حرارة السطح: -٢٠١ درجة مئوية
- متوسط بعده عن الشمس: ٩.٥ وحدة فلكية
- القطر: ٥٠٤ كم
- الحجم: ٧٦.١ مليون كم مكعب
- الجاذبية: ٠.١١٣ متر/ ثانية^٢
- اليوم الشمسي: ٣٢.٩ ساعة
- الغلاف الجوي: بخار ماء في معظمه وكميات نتروجين قليلة وثاني أوكسيد الكربون وميثان.
إنسيلادوس والأرض المبكرة
هناك فكرة شائعة مفادها أن الحياة على اللارض بدأت قبل ٤ مليار عام. وذلك في مناطق من قاع المحيط لا تصلها أشعة الشمس. وهنا تلامس الماء الدافئ مع قشرة الأرض الصخرية، مؤدياً إلى تحرير الفوهات الحرارية المائية في قاع المحيط الغذاء الكيميائي اللازم للحياة، ومن ضمنه الهيدروجين الجزيئي.
وكان من الممكن للحياة أن تزدهر حول هذه الفوهات الحرارية المائية، وأن تتغذى على المواد الغذائية المتحررة عبر هذه الفوهات تحت الماء.
وقد تشير نتائج كاسيني في الواقع بأن هذه الظروف في الأرض المبكرة ربما تشابه لما هو موجود اليوم على إنسيلادوس. لذلك قد تكون الحياة المكروبية مختبئة في مكان ما في أعماق القمر المالحة.
وحتى مع أفضل تخميناتنا لا يمكننا أن نقول قولاً أكيداً في كيفية نشوء الحياة على الأرض. كما لا يمكننا أيضاً أن نؤكد بأنه يوجد الآن -أو وجد سابقاً- أي شكل شبيه بأشكال الحياة على إنسيلادوس. وما نملكه الآن مجرد دلائل تستحق المزيد من البحث، وتمكننا من معرفة أي نوع من أنواع الحياة قد يكون مزدهراً في الخفاء.
ملخص المقال
ربما يشابه القمر إنسيلادوس الأرض المبكرة في نشوء الحياة. وهو من أكثر أقمار زحل لفتاً للنظر. ويتميز سطحه الجليدي بشقوق تسمى خطوط النمر، ويعتقد بأن تحتها محيط يحوي مكونات الحياة.
إذ تندفع هذه المياه من خلال فوهات حرارية مائية في سطحه. وتحوي وفق ما وجدته كاسيني الهيدروجين الجزيئي وبعض العناصر الكيميائية.
وهذا يعني بالطبع احتمال وجود حياة مكروبية ما في مكان ما من محيطه. حيث تتشابه هذه الشروط مع الشروط المفترضة لنشوء الحياة في قاع محيطات الأرض المبكرة.