اكتشاف أقمار جديدة محتملة تدور حول كويكبات في النظام الشمسي عبر مركبة جايا

اكتشاف أقمار جديدة محتملة في النظام الشمسي حول ما يزيد عن ٣٥٠ كويكباً. هذا ما أعلنت عنه مهمة جايا التابعة لوكالة الفضاء الأوربية. وقد درست جايا سابقاً كويكبات معروفة بامتلاكها لأقمار تدور حولها، وأكدت وجود هذه الأقمار. ولكن هذه المرة بحثت المركبة الكويكبات التي لا يعرف بامتلاكها أقماراً. والنتيجة أنها وجدت ٣٥٢ مرشحاً.

أقمار جديدة جايا
تصور فني لمركبة جايا. حقوق الصورة: ESA–D. Ducros, 2013

يصعب إيجاد الكويكبات الثنائية بالطبع لأنها بعيدة وصغيرة جداً بمعظمها. ومع أننا نتوقع بأن سدس الكويكبات سيكون لها مرافق، فإننا وجدنا حتى الآن ٥٠٠ كويكباُ في أنظمة ثنائية من بين مليار كويكب. ولكن هذا الاكتشاف يظهر وجود العديد من الأقمار التابعة للكويكبات تنتظر اكتشافها.

لماذا ندرس الكويكيات؟

الكويكبات صخور فضائية من بقايا نشوء النظام الشمسي. أي بقايا مواد القرص الغباري الذي أحاط بشمسنا الوليدة يوماً ما. وترى هذه البقايا على هيئة كويكبات في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري. وبهذا يمكن دراسة الكويكبات، وذلك لمعرفة كيف كان نظامنا الشمسي في بدايته، وكيف تطور عبر الزمن.

ويمكن للكويكبات الثنائية إعطاء علماء الفلك نظرة على كيفية تشكل الأجسام المختلفة وكيفية تصادمها وتفاعلها في الفضاء.

وإذا أثبتت بيانات مركبة جايا، فإنها ستضيف ٣٥٢ كويكباً ثنائياً إلى الإجمالي. وهذا يعني في الواقع مضاعفة العدد المعروف للكويكبات التي تملك أقماراً.

اكتشاف جايا للكويكبات

كانت مهمة تلسكوب جايا التابع لوكالة الفضاء الأوربية الذي أطلق عام ٢٠١٣ مسح ما يزيد على مليار نجم. وذلك لإنشاء أدق خريطة ثلاثية الأبعاد لمجرتنا درب التبانة.

وفي الإطلاق الثالث لبياناتها كشفت المهمة في الحقيقة عن مواقع ما يفوق ١٥٠ ألف كويكب وحركاتها. وكان باستطاعة العلماء استخدام هذه البيانات للبحث عن الكويكبات التي تتأرجح نتيجة السحب الثقالي لقمر في مدار حولها. وهذه هي الطريقة ذاتها للكشف عن النجوم الثنائية أو حتى الكواكب الخارجية التي تدور حول نجوم.

اكتشاف أقمار جديدة في النظام الشمسي
١٥٠ ألف كويكب مرصود عام ٢٠٢٢. حقوق الصورة: ESA/Gaia/DPAC; CC BY-SA 3.0 IGO, CC BY-SA 3.0 IGO. Acknowledgements: P. Tanga (Observatoire de la Côte d’Azur)

كما استطاعت مهمة جايا بالإضافة إلى ذلك الكشف عن الخصائص الكيميائية للكويكبات. حيث جمعت بيانات الانعكاسية الطيفية للكويكب. والتي تتصل بكيفية كشف الضوء المنعكس عن جسم فضائي لمعلومات عن لون ذلك الجسم وتركيبه.

وقد أثبتت جايا أنها مستكشفة كويكبات مميزة، ومستمرة بالعمل على كشف أسرار الكون ضمن النظام الشمسي وخارجه. وهذا الكشف الجديد يلقي في الحقيقة الضوء على أن إطلاق بيانات جايا يمثلاً تقدماً هاماً في جودة البيانات. ويكشف عن العلم الجديد الذي تجعله هذه المهمة متاحاً.

جايا ودارت

ساعدت مهمة جايا مهمة دارت عام ٢٠٢٢، والتي اصطدمت عمداً بالقمر ديمورفوس الذي يدور حول الكويكب ديدوموس.
وكان هدف مهمة دارت دراسة كيفية تأثير الاصطدام على المسار المداري للقمر الصغير التابع للكويكب.

وقد رصدت جايا الظل الذي ألقاه ديدوموس أثناء مروره أمام نجوم بعيدة، الأمر الذي يعرف بالكسوف أو الاحتجاب النجمي.

وتستعد مهمة هيرا التابعة لوكالة الفضاء الأوربية للانطلاق في أكتوبر ٢٠٢٤. وهدفها إجراء مسح لاحق لاصطدام مهمة دارت للقمر ديمورفوس.

ملخص المقال

اكتشاف أقمار جديدة محتملة في النظام الشمسي حول ما يزيد عن ٣٥٠ كويكباً، وذلك عبر مهمة جايا التابعة لوكالة الفضاء الأوربية. وللعلم يصعب إيجاد الكويكبات الثنائية لأنها بعيدة وصغيرة جداً بمعظمها.

أما دراسة الكويكبات فتفيدنا لمعرفة كيف كان نظامنا الشمسي في بدايته، وكيف تطور عبر الزمن. وكيفية تشكل الأجسام المختلفة وكيفية تصادمها وتفاعلها في الفضاء.

ويجدر بالذكر أن مهمة جايا ساعدت مهمة دارت عام ٢٠٢٢. وأن مهمة هيرا تستعد للانطلاق في أكتوبر ٢٠٢٤ لإجراء مسح عن نتائج مهمة دارت.

المصدر

هنا