الثقب الأسود المفقود في العنقود المجري أبيل ٢٢٦١

الثقب الأسود المفقود في العنقود المجري أبيل ٢٢٦١
حقوق الصورة المتحركة: ESA/Hubble, M. Kornmesser

قد تعتقد أن الأجسام التي تزن ملايين من مثل كتلة الشمس قد يكون من السهل إيجادها، ولكن الأمر نادراً ما يكون بهذه السهولة.
وبالخصوص عندما يتعلق الأمر بالثقوب السوداء، وأعلى خصوصية عندما يتعلق الأمر بالعنقود المجري أبيل ٢٢٦١. هذا العنقود الذي يجب أن يضم ثقباً أسود ضخماً في مركزه بالطبع. ولكننا لا نستطيع إيجاده! فأين الثقب الأسودفي عنقود أبيل ٢٢٦١؟

إيجاد لا شيء في اللاشيء

المشكلة في الثقوب السوداء أنها سوداء! والفضاء أسود أيضاً، فلا يوجد ما يكفي من التباين اللوني. الأمر الذي يجعل الرصد المباشر لهذه الوحوش الكونية صعباً جداً بالطبع.

وبدلاً من الرصد المباشر اتجه علماء الفضاء إلى عدد من التقنيات لرصد الثقوب الكبيرة والصغيرة في الكون. فأحياناً يرصدون دوران النجوم حولها. وأحياناً يلتقطون أثراً خافتاً لإشارة موجة ثقالية من المكان الذي يصطدم فيه ثقبين أسودين. ولكن أكثر تقنية مجربة وموثوقة هي رصد الغاز والغبار وهو متجه نحو مصيره داخل ذلك الثقب!

قوة الجاذبية

الثقوب السوداء أجسام ذات جاذبية هائلة، ولذلك بيئاتها فوضوية قليلاً. وعندما يتجه الغاز والغبار متجمعاً إلى جوف هذا الوحش لا نهائي العمق، يتعرض الغاز والغبار للانضغاط وارتفاع الحرارة. فينطلق سيل من إشعاعات سينية طاقية أثناء ذلك. فإذا رأيت مصدر أشعة سينية فائق السطوع في الكون، فالاحتمال أن تلك هي الإشارة الأخيرة من كمية هائلة من المواد قبل أن تختفي من الكون للأبد.

ما الذي نبحث عنه؟

فإذاً لماذا لا نشاهد مثل هذه البصمة من الأشعة السينية من مركز العنقود المجري أبيل ٢٢٦١، وهو عنقود هائل من المجرات، يبعد عنا ما يقارب ٢.٧ مليار سنة ضوئية؟ فحسب ما نعرفه، كل مجرة في الكون تحتضن ثقباً أسود ضخماً في مركزها، وحتى في مركز مجرتنا يوجد الثقب الأسود ساغاتيرس أ. وهناك مجرة ضخمة في مركز العنقود المجري أبيل ٢٢٦١، ويجب بالطبع أن تحوي ثقباً أسود هائلاً. ويجب أن تنطلق منه أشعة سينية قوية.

ولكن عمليات بحث متكررة من مرصد تشاندرا التابع لناسا عن الأشعة السينية لم تأت بشيء. وما يزيد الغموض أن التلسكوبات الراديوية كشفت عن إشارات عن أحداث فوضوية، وهي أعمدة ضخمة من مواد فائقة الحرارة انطلقت في وقت ما ضمن الخمسين مليون سنة مضت. ومثل هذه الأحداث الفوضوية يمكن أن يسببها ثقب أسود فحسب، ولكن لم يرَ شيء حتى يومنا!

ربما تصادم ثقبان أسودان متوسطا الحجم، لينتج ثقب أسود عملاق منطلقاً بعيداً عن لب المجرة. وتبين عمليات رصد النجوم التي تقع في وسطها وجود جزء كثيف يبعد آلاف السنوات الضوئية عن اللب، مشيراً إلى إمكان حدوث هذا السيناريو. ولكن المزعج، أن لا وجود لأشعة سينية تصدر من تلك البقعة.

يمكننا أن نخمن وحسب

إن أفضل تخميناتنا أن ذلك الوحش هاجع في مخبئه المجري. وإذا حدث هذا، فلم يبق المزيد من الغاز والغبار، ولا شيء ليبتلعه، وليس لديه ليطلق ذلك الفيض من الأشعة السينية.

وإن كان احتمال سكون الثقب الأسود كما قلنا، فإنه تفسير غير مرضٍ. فما الذي جرى ليحدث ذلك الدمار منذ ٥٠ مليون سنة؟ وما الذي يجري مع رقعة النجوم الكثيفة تلك التي تسير بسرعة بعيداً عن المركز؟ ولماذا لا يوجد ولو تلميح ضئيل عن الأشعة السينية؟
ومهما يكن هناك مما يجري، دعنا لا نخف لأنها تبعد ٢.٧ مليار سنة ضوئية!

ملخص المقال

قد تظن أن إيجاد الأجسام الضخمة في الفضاء سهل، كإيجاد الثقب الأسود. لكن العنقود المجري أبيل ٢٢٦١،  يجب أن يضم ثقباً أسود ضخماً في مركزه بالطبع، ولكننا لا نستطيع إيجاده!
فلا نشاهد أشعة سينية صادرة عن ابتلاعه الغاز والغبار، ولا أي شيء يشير إليه. ويخمن العلماء أنه هاجع وساكن لا شيء لديه ليبتلعه.

المصدر

هنا