كل ما يخص الزلازل، زلزال تركيا وسوريا ٢٠٢٣
تعد الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين من أهم مظاهر الحياة على الأرض. ولعل الزلازل أكثر الكوارث الطبيعية تأثيرا على الإنسان لحدوثها المفاجئ والسريع ولما ينجم عنها من خسائر بشرية ومادية. سنحدثكم في هذا المقال عن كل ما يخص الزلازل، وزلزال تركيا وسوريا ٢٠٢٣.
ما هو الزلزال
الزلزال هو اهتزاز شديد ومفاجئ في القشرة الأرضية، نتيجة للتحرر السريع للطاقة المختزنة في الصخور. وتنتشر هذه الطاقة بصورة أمواج في جميع الاتجاهات وتسمى الأمواج الزلزالية.
لماذا تحدث الزلازل
مع أن الأرض تبدو صلبة من الخارج، إلا أنها نشطة جداً تحت هذا السطح. وتتكون الأرض من ٤ طبقات رئيسية وهي: قشرة صلبة، وشاح حار شبه سائل، لب خارجي سائل، لب داخلي صلب.
تشكل القشرة الصلبة والطبقة العليا من الوشاح ما يسمى الغلاف الصخري (الليثوسفير). والغلاف الصخري ليس قطعة واحدة مستمرة تغلف الأرض كقشر بيضة. إنما تتكون من قطع ضخمة تسمى الصفائح التكتونية. والصفائح في حركة مستمرة.
تسبب هذه الحركة المستمرة إجهادات على قشرة الأرض، وعندما تصبح هذه الإجهادات كبيرة جداً، تؤدي إلى حدوث صدوع.
ويسمّى المكان الذي يبدأ فيه حدوث الزلزال مركز الزلزال أو البؤرة. ويكون الاهتزاز عنده الأقوى. ويمكن الشعور بالزلازل على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات من موقع حدوث الزلزال.
أسباب الزلازل
١- أسباب طبيعية
تنتج عن قوى طبيعية تخزن الطاقة في مناطق محددة من صخور القشرة الأرضية، لتخرج تحت تأثير عوامل عديدة وأهمها الإجهاد، ومن هذه الأسباب:
البراكين
تؤدي حركة الصهارة البركانية تحت الأرض إلى تغيرات في الضغط على الصخور المحيطة بها. وهذه الصخور تختزن إجهادات، مما يؤدي إلى اضطرابها وتحرر هذه الإجهادات فتتحرك أو تتكسر مسببة الزلازل.
حركات الصفائح التكتونية
من أبرز أسباب الزلازل، وتحدث على طول الحدود الفاصلة بين الصفائح عندما تتحرك متقاربة أو متباعدة عن بعضها أو تنزلق إحداها بموازاة الأخرى مسببة اضطرابات في داخل الأرض تنعكس على القشرة الأرضية.
٢- أسباب من صنع الإنسان
ومنها حقن السوائل في الآبار العميقة والانفجارات النووية الكبيرة تحت الأرض وحفر المناجم والتعدين العميق وحفر الآبار النفطية وملء السدود الضخمة بكميات مياه هائلة. إذ قد تؤدي هذه الأنشطة إلى تغيير الضغوط حول الصخور المحيطية وتحدث الزلازل.
الصفائح التكتونية في الأرض
تتكون قشرة الأرض من ٦ صفائح رئيسية وأخرى صغيرة ثانوية
أ- الصفائح الكبيرة
١-صفائح قارية: صفيحة أوراسيا
٢-صفائح محيطية: صفيحة المحيط الهادي.
٣-صفائح قارية محيطية: صفيحة أفريقيا، صفيحة أمريكا، صفيحة المتجمد الجنوبي، الصفيحة الهندية ـ الأسترالية.
ب- الصفائح الصغيرة:
ومنها الصفيحة العربية، صفيحة نازكا، صفيحة بحر الفلبين، صفيحة الكاريبي، صفيحة جنوب شرق آسيا وغيرها.
وبمقارنة خريطتي توزيع الزلازل وحدود الصفائح التكتونية في العالم، نجد ارتباطًا وثيقاً بين حدود الصفائح ومناطق النشاط الزلزالي. وعلى هذا الأساس يمكن تحديد ما يسمى بالأحزمة الزلزالية وأهمها حزام حلقة النار حول المحيط الهادي.
حركات الصفائح التكتونية المسببة للزلازل
١- حركة تباعد بين الصفائح
هي حركة صفيحتين في اتجاه معاكس عن بعضهما البعض. مثل ابتعاد الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية. وتتميز هذه المناطق بوجود الصدوع العادية أو الرأسية. والزلازل التي تحدث في مناطق وجودها ضحلة ولا يزيد عمقها عن ٣٠ كم.
٢- حركة تقارب الصفائح أو التقاءها
هي حركة صفيحتين باتجاه بعضهما البعض لتلتقيا معاً وتتصادما، ويحدث التصادم إما بين صفيحتين قاريتين أو بين صفيحتين إحداهما قارية والأخرى محيطية. وتتميز مناطقها بوجود الصدوع العكسية.
وتكون الزلالزل التي تحدث في الالتقاء القاري القاري على أعماق متوسطة تتراوح بين ٦٠- ٣٠٠كم. أما في الالتقاء القاري المحيطي فتكون على عمق ٣٠٠- ٦٥٠ كم.
٣- حركة مماسية أو انزلاقية
وهي حركة انزلاق أو زحف صفيحتين إحداهما بموازاة الأخرى. إذ تتحرك الصفيحتان متماستان على جانبي الصدع محدثتين تكسيراً أو تشويهاً للصخور. وتحدث الزلازل في هذه المنطقة على أعماق ضحلة قد تصل إلى ٢٠ كم تقريباً.
الموجات الزلزالية
يتولد عن حدوث الزلازل في نقطة ما في الأرض نوعان من الموجات الزلزالية، وتنتشر في جميع الاتجاهات مبتعدة عن موقعه.
ونسمى النقطة التي تنطلق منها الحركة داخل الأرض بؤرة الزلزال. بينما نسمى النقطة التي على سطح الأرض الواقعة مباشرة فوق بؤرة الزلزال مركز الزلزال السطحي. وتعرف المسافة العمودية بين مركز الزلزال وبؤرته بعمق الهزة.
تقسم الموجات الزلزالية إلى:
أ- موجات داخلية:
الموجات التي تنفذ من خلال جسم الأرض لتظهر في مناطق أخرى على سطحها. وتنقسم الموجات الداخلية إلى نوعين:
١- الموجات الأولية أو الطولية
تنتشر هذه الموجات خلال الأجسام الصلبة والسائلة والغازية في صورة تضاغطات وتخلخلات متوالية. وتتميز بأنها ذات ذبذبات قصيرة، وتسير بسرعة عالية. ولذا فإنها تصل إلى أجهزة رصد الزلازل قبل غيرها من الموجات الأخرى، كما أنها عند وصولها إلى سطح الأرض -قادمة من العمق- يتحول جزء منها إلى موجات صوتية في الهواء يمكن للإنسان سماعها عند ذبذبات معينة.
٢- الموجات الثانوية أو القص
تنتقل في الأجسام الصلبة فقط عن طريق الاهتزاز من جانب إلى آخر، كأنها تقوم بقص الصخر أو إزاحته في اتجاه عمودي على اتجاه حركتها. وهي ذات سرعات منخفضة، وتصل إلى أجهزة الرصد بعد الموجات الأولية ولذا تسمى بالموجات الثانوية.
وعند حدوث الزلزال نلاحظ في البداية تأثير الموجة الأولية وينتج عنها اهتزاز الأشياء غير الثابتة مثل الأثاث والأبواب والنوافذ. يلي ذلك الموجة الثانوية التي تهز الأرض في الاتجاهين الأفقي والرأسي. وينتج عنها أضرار في المباني والمنشآت.
ب- الموجات السطحية
هي الموجات الأكثر تدميراً. تنتقل بالقرب من سطح الأرض دون أن تمر إلى جوفها. وهي أبطأ أنواع الموجات الزلزالية وآخر ما يتم التقاطه على أجهزة الرصد.
أنواع الزلازل
تصنف الزلازل حسب عمق بؤرة الزلزال إلى:
الضحلة: تنشأ على عمق ٧٠ كم.
المتوسطة: تنشأ على عمق ٧٠- ٣٠٠كم.
العميقة: تنشأ على عمق ٣٠٠- ٧٠٠ كم.
الفرق بين شدة الزلزال وقوته
يستخدم العلماء مفهومي شدة الزلزال وقوة الزلزال للتعبير عن حجم الزلزال:
مفهوم شدة الزلزال مصطلح يستخدم لقياس الطاقة التي تنتج عن الزلزال. وتُعرف شدة الزلزال بأنها مقياس وصفي لما يحدثه الزلزال من تأثير على الإنسان وممتلكاته.
وتقاس قوة الزلزال بمقياس ريختر المكون من تسع درجات. ويعتمد أساساً على كمية طاقة الإجهاد التي تسبّب في إحداث الزلزال. وهذا مقياس علمي تحسب قيمته من الموجات الزلزالية التي تسجلها محطات الزلازل المختلفة.
فمثلاً:
لنفترض وقوع زلزال تحت المدينة «أ» أي بؤرته العميقة تحتها. فتكون هي المركز السطحي للزلزال.
فإذا كان حجم الدمار في المدينة «أ» أكثر من الدمار في المدينة «ب» فهذا يعني أن شدة الزلزال في المدينة «أ» أكبر من شدته في المدينة «ب».
أما قوة الزلزال فهي ثابتة ولا تتأثر بالمكان الذي يحدث فيه الزلزال، وتقاس على مقياس ريختر.
جدول شدة الزلزال وقوة الزلزال
الزلزال المدمر في تركيا وسوريا ٢٠٢٣
وقع مركز الزلزال على بعد ٢٦ كم شرق مدينة نورداي التركية بقوة ٧.٨ ريختر. وبلغ عمقه ١٨ كم تقريباً عند فالق شرق الأناضول. وهذا الفالق لم يسبب نشاطاً زلزالياً كبيراً في القرن الماضي.
وتعد مناطق التقاء أو اصطدام الألواح الصخرية أو الصفائح التكتونية هي الأكثر عرضة للزلازل، وتعرف باسم الفوالق أو الصدوع، ومنها فالق شرق الأناضول. حيث يشكل منطقة الحدود التكتونية من نوع الصدع التحويلي بين الصفيحة الأناضولية ضمن الصفيحة الأوراسية والصفيحة العربية المتحركة.
تتحرك الصفيحة العربية منذ ملايين السنين باتجاه الشمال الشرقي، وهو ما يؤدي لاصطدامها بالصفيحة الأوراسية، وهذه الاصطدامات تقع منذ مئات السنين أو أكثر، مولدة ضغوطات تكتونية تختزن داخل الصخور لسنوات طويلة حتى تُجهد الصخور وتفقد قدرتها على تحمل الضغوطات، فيحدث الزلزال.
وما حدث فجر الإثنين الماضي هو تفريغ مفاجئ لطاقة متراكمة بسبب الضغوطات. تخزنت هذه الطاقة في الصخور عبر سنوات طويلة، ثم تحررت في أقل من دقيقة في منطقة محددة.
الهزات الارتدادية
هزات أو زلازل تعقب الزلزال الرئيسي. وعادة ما تكون قوة الزلزال الارتدادي أقل بدرجة ريختر واحدة عن الزلزال الرئيسي، ثم يتبعها لاحقا عشرات أو مئات الزلازل الارتدادية الأضعف.
وتحدث الزلازل الارتدادية لاستكمال تفريغ الطاقة التي لم يفرغها الزلزال الرئيسي. إذ يفرغ الزلزال الرئيسي ٦٠-٧٠٪ من الطاقة المخزنة في الفوالق أو الصدوع التي تقع في الصخور. ثم تفرغ الزلازل الارتدادية ما تبقى على مدار أيام أو أسابيع، وأحيانا شهور.
وعادة ما تقع الزلازل الارتدادية في المنطقة المحيطة ببؤرة الزلزال الرئيسي وفي محيط قطره ١٥٠ كم.
ملخص المقال
يحدثكم في هذا المقال عن كل ما يخص الزلازل، ومنها زلزال تركيا وسوريا منذ أيام:
- ما هو الزلزال
- لماذا تحدث الزلازل
- أسباب الزلازل
- الصفائح التكتونية في الأرض
- حركات الصفائح التكتونية المسببة للزلازل
- الموجات الزلزالية
- أنواع الزلازل
- الفرق بين شدة الزلزال وقوته
- جدول شدة الزلزال وقوة الزلزال
- الزلزال المدمر في تركيا وسوريا
- الهزات الارتدادية