عواصف شمسية من الماضي تزودنا برؤى جديدة
عواصف شمسية من الماضي، تمدنا برؤى جديدة وفق باحثين. ففي ٤ آب ١٩٧٦ ضربت اندفاعة من البلازما الشمسية الغلاف المغناطيسي للأرض، وذلك بعدما انتقلت في الفضاء مدة ١٤.٦ ساعة، وهي أسرع رحلة مسجلة بين الشمس والأرض.
والعاصفة الفضائية الناتجة -وهي واحدة من بين عدة عواصف حدثت بين ٢ و١١ آب- أحدثت اضطرابات واسعة في شبكات الكهرباء والاتصالات. ويرجح أنها أحدثت انفجارات مفاجئة لألغام البحرية الأمريكية تحت سطح البحر في شمال فيتنام.
وبعد عقدين تقريباً، أي بين ٦ إلى ١٩ آذار ١٩٨٩، حدثت سلسلة من العواصف الشمسية الأخرى. كان أكبرها في ١٣ آذار. وقد دمرت الشبكات الكهربائية في شمال أمريكا، وأحدثت انقطاعاً عاماً بالكهرباء في كيبيك الكندية استمر ٩ ساعات.
البحث الجديد
في مراجعة جديدة أجراها تسوروتاني وآخرون، فحصوا عن كثب ما حدث في عامي ١٩٧٢ و١٩٨٩. وقارنوا الحدثين معاً، وقارنوهما مع العواصف الفضائية التاريخية. وقد أكدت دراستهم إمكانية مضاهاة العواصف الفضائية المعاصرة، بل وحتى تجاوز قوتها أعتى الاضطرابات الجيومغناطيسية المسجلة في التاريخ، ونعني حادثة كارينغتون عام ١٨٥٩. وقد نشر البحث في مجلة Journal of Geophysical Research: Space Physics
بما تميزت هاتان العاصفتان؟
لقد تضمنت حادثتا عام ١٩٧٢ و١٩٨٩ كلاهما اندفاعات كتلية إكليلية من الشمس. وهي بالطبع اندفاعات قوية من جسيمات البلازما عالية الطاقة، وخطوط حقول مغناطيسية، تنبثق عن الشمس جزءاً من ألسنة لهب الشمس، نحو الأرض.
وكل عاصفة من العاصفتين المذكورتين لها خواص مميزة. فالاندفاعان الكتليان الإكليليان عام ١٩٨٩ تحركا أبطأ مما حدث في عاصفة عام ١٩٧٢ التي حطمت الأرقام القياسية. حيث استغرقا ٥٤.٥ ساعة و٣١.٥ ساعة على التوالي للوصول إلى الإرض. أما الألسنة الشمسية في حدث عام ١٩٨٩ فكانت أقل شدة بمقدار ١٠ مرات من ألسنة عام ١٩٧٢. وكان الطور الرئيسي في عاصفة ١٣ أذار ١٩٨٩ هو الحدث الأطول المسجل تاريخياً، إذ استمر ٢٣ ساعة. في حين استغرقت العواصف المغناطيسية العادية التي درسها العلماء ما متوسطه ١٢ ساعة في الواقع.
نتائج البحث
بعد مراجعة بيانات الحدثين، أشار الباحثون إلى أن عاضفة ١٩٧٢، وتحت ظروف مختلفة قليلاً لكنها محتملة واقعياً، كان يمكن أن يأتي عنها عاصفة أكبر حتى من حدث كارينغتون المدمر. كما أشارو إلى أن عاصفة ١٩٨٩ الأكبر فاقت حدث كارينغتون من جانب واحد: وهو كمية الطاقة التي حملتها الجسيمات في التيار الحلقي. وهو تيار من الجسيمات المشحونة التي تحيط بالأرض، والذي يشتد تياره خلال العاصفة الفضائية.
أثار حادث كارينغتون ١٨٥٩ أضواء الشفق القطبي حتى وصلت المنطقة الاستوائية. كما دمرت تجهيزات التلغراف. ولو حدثت عاصفة شبيهة اليوم، فإن آثارها المدمرة ستكلف تريليونات الدولارات. وستحرم ملايين الناس من الكهرباء لسنتين.
حصل العلماء عبر إلقاء نظرة على هاتين الحادثتين التاريخيتين على رؤى جديدة حول الآليات المعقدة التي تثير الطقس الفضائي المتطرف. ويمكن لما وصلوا إليه أن يساعد في أبحاث الطقس الفضائي المستقبلية والتنبؤ في مجالها.
ملخص المقال
عواصف شمسية من الماضي، تمدنا برؤى جديدة وفق باحثين. حيث راجعوا عاصفتي عام ١٩٧٢ و١٩٨٩. وتبين أن حادثة ١٩٧٢ كان يمكن أن يأتي عنها عاصفة أكبر من حدث كارينغتون المدمر.
وأن عاصفة ١٩٨٩ فاقت حدث كارينغتون في أحد جوانبه.
حصل العلماء على رؤى جديدة حول الآليات المعقدة التي تثير الطقس الفضائي المتطرف. ويمكن لما وصلوا إليه أن يساعد في أبحاث الطقس الفضائي المستقبلية والتنبؤ في مجالها.