كم شخصاً مشى على القمر؟
إليك عدداً من رواد الفضاء الذين وطأت أقدامهم سطح القمر.
كم شخصاً مشى على القمر؟
لم يحظَ حتى اليوم سوى ١٢ شخصاً بشرف المشي على سطح القمر. ومع أن الكثيرين قد غامروا بالذهاب إلى الفضاء، إلا أن قلة مختارة فقط هم من داست أقدامهم القمر. وهو من حيث المبدأ عالم غريب عن عالمنا وإن كان صغيراً. ويقع القمر الطبيعي الوحيد التابع للأرض على مسافة تقارب ٣٧٠ ألف كم عنا. وهي مسافة قصيرة إذا قسناها على مجرتنا.
وفي عام ١٩٦٢ تعهد الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي بأن ترسل بلاده رائد فضاء إلى القمر، وذلك في خطابه الشهير: «قررنا أن نتوجه نحو القمر في هذا العقد وأن نقوم بأشياء أخرى؛ لا لأنها سهلة، بل لأنها صعبة».
أتى هذا الإنجاز الرائد على خلفية «سباق الفضاء» في فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. هذا الاتحاد الذي كان أول الدول التي ترسل رجلاً نحو الفضاء وهو يوري غاغارين. وأول من سيصل إلى القمر سيكون له الحق بالتفاخر والمباهاة.
وما إن جاء عام ١٩٦٩ حتى كانت المشية الأولى على سطح القمر يمشيها الأمريكي نيل آرمستورنج. فكان أول من يضع بصمة قدمه على القمر، ناطقاً عبارته الشهيرة: «هي خطوة صغيرة لإنسان، لكنها قفزة عملاقة للبشرية».
تبعه إدوين باز ألدرين، وكانا اثنين من بين ١٢ شخصاً مشوا على القمر في ما سمي مهمات أبولو. ويبلغ عدد من أجرى رحلة ٢٤ شخصاً كلهم من الأمريكيين، بقي ١٢ منهم على متن مركباتهم.
رواد الفضاء الذين ساروا على سطح القمر خلال عصر أبولو
- نيل أرمسترونج (أبولو ١١)
- باز ألدرين (أبولو ١١)
- تشارلز «بيت» كونراد (أبولو ١٢)
- آلان بين (أبولو ١٢)
- آلان شيبرد (أبولو ١٤)
- إدغار ميتشل (أبولو ١٤)
- ديفيد سكوت (أبولو ١٥)
- جيمس إيروين (أبولو ١٥)
- جون يونغ (أبولو ١٦)
- تشارلز ديوك (أبولو ١٦)
- يوجين سيرنان (أبولو ١٧)
- هاريسون شميت (أبولو ١٧)
كيف هو المشي على القمر؟
لعل أبرز ما يميز القمر جاذبيته المنخفضة. فلأن جاذبية القمر تبلغ سدس جاذبية الأرض تقريباً، فإن وزنك سيكون ١٦٪ فقط من وزنك على الأرض، وستتمكن من القفز إلى ارتفاع أعلى بست مرات تقريباً.
ستشعر بأن وزنك أخف على القمر بصورة ملحوظة، كما ستشاهد ألواناً زاهية سببها الغلاف الجوي الرقيق للقمر. وشبه باز ألدرين -الإنسان الثاني الذي يمشي على سطح القمر- التجربة بأنها أشبه بالقفز على الترامبولين، لكنها أكثر ثباتاً منها وأقل قوة في الوثب.
ووصف سطح القمر بأنه أرض مقفرة لكنها رائعة. يغطي سطحها غبار قمري وتعلوها سماء سوداء قاتمة. أما الأرض فقد بدت نقطة صغيرة يمكن أن تخفيها وراء إبهامك إن رفعته.
وفي تصريح للرائد تشارلي ديوك رائد أبولو ١٦ لمجلة فوربس يقول: أكثر ما أتذكره عن القمر هو الجمال، والتباين الشديد بين اللون الرمادي اللامع للقمر وسواد الفضاء المحيط به. وقد بلغ سطوع اللون الرمادي درجة كبيرة حتى بدا بأنه أبيض تقريباً، مع خط فاصل دقيق بين السطح والأفق. وكانت الشمس مشرقة دوماً، فلا ترى بسبب ذلك النجوم والكواكب.
لم يكن المشي كافياً
للمشي على القمر أهمية رمزية، لكنه ليس عملياً جداً عندما يكون لديك مساحة كبيرة تريد مسحها ودراستها وليس لديك الكثير من الوقت. لذا كان ابتكار المركبات القمرية الجوالة تغييراً فعلياً لكل ما يخص المهمات المأهولة.
وقد استخدمت مهمة أبولو ١٥ مركبة كهربائية لأول مرة عام ١٩٧١، وكانت خفيفة الوزن، ومصممة للعمل في بيئة منخفضة الجاذبية على القمر بالطبع، ويمكن طيها عند الانطلاق بالرحلة، ومن ثم فتحها بمجرد هبوط الطاقم على القمر. ويمكن للمركبة أن تتحرك بسرعة ١٦ كم في الساعة تقريباً، في مدى يبلغ ٨٩ كم.
رحلات مستقبلية إلى القمر
مضى زمن طويل منذ آخر رحلة بشرية إلى القمر، لكن برنامج أرتميس التابع لناسا يهدف إلى تغيير الأمر بإعادة البشر إلى سطح القمر. وسيتعاون هذا البرنامج مع شركاء تجاريين ودوليين لإنشاء قاعدة بشرية دائمة على القمر، لتكون بذلك بالطبع منصة انطلاق لمهمة مستقبلية إلى المريخ. وجدير بالذكر أن ناسا أرادت الوصول إلى القمر مرة أخرى هذا العام، ولكنها أرجأت الموعد إلى وقت ليس أبعد من أيلول سبتمبر ٢٠٢٦ خلال مهمة أرتيميس ٣.
ملخص المقال
كم شخصاً مشى على القمر؟ لم يحظَ حتى اليوم سوى ١٢ شخصاً بشرف المشي على سطح القمر. وكان ذلك بسبب التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على غزو الفضاء إبان الحرب الباردة. وأولهم هو الأمريكي نيل أرمسترونج.
وعند اتساع المساحات اللازمة دراستها من سطح القمر وضيق الوقت اللازم لذلك اخترعت المركبات الجوالة القمرية، وأولها استخدم في مهمة أبولو ١٥ عام ١٩٧١.
وقد كنا على موعد هذا العام لرجوع البشر إلى القمر بعد زمن كبير، ولكن ناسا أرجأت الموعد إلى وقت ليس أبعد من أيلول سبتمبر ٢٠٢٦ خلال مهمة أرتيميس ٣.
المصدر