كم عدد الأقمار التي تملكها الأرض؟

تفصح سماء الليل عن قمر واحد تابع للأرض، ولكن هل هو واحد فقط؟ كم عدد الأقمار التي تملكها الأرض؟

أقمار
هل هذا قمر الأرض الوحيد؟ حقوق الصورة: Surasak Pumdontri / EyeEm via Getty Images

كم عدد الأقمار التي تملكها الأرض؟ تبدو الإجابة واضحة ألا وهي أنه قمر واحد. وحتى اسمه «القمر» يوحي بذلك، فلم يكن هناك حاجة لتسميته، وذلك لأننا خلال آلاف السنين لم نعرف بوجود قمر طبيعي غيره.

ولكن بعد عقود من علم الفلك واستكشاف الفضاء اكتشفنا مئات الأقمار في النظام الشمسي، وقد يوجد أكثر مما نعتقد بأنه يدور حول كوكبنا.

القمر

«القمر» ذلك هو الاسم الذي يحمله القمر الدائم الصلب الوحيد للأرض. ولكنه في الحقيقة ليس الجرم الوحيد الذي تسحبه الجاذبية إلى مدار الأرض.

فهناك مجموعة غفيرة من الأجسام القريبة من الأرض والسحب الغبارية التي تقربها جاذبية الأرض. ويمكن وصف هذه الأقمار المؤقتة غالباً بأنها أقمار صغرى أو أشباه أقمار أو أقمار شبحية.

ومسألة عدد الأقمار التي تملكها الأرض أكثر تعقيداً مما نعتقد. وقد تغير العدد مع الزمن من صفر إلى ١، وأحياناً إلى عدة أقمار.

أقمار مؤقتة

بالعودة إلى مرحلة نشوء الأرض قبل ٤.٥ مليار عام كان كوكبنا بلا قمر. وبعد حوالي ٤.٤ مليار عام اصطدم كوكب بحجم المريخ يسمى ثيا بالأرض، فقذفت قطع كبيرة من قشرة الأرض في الفضاء، والتحم هذا الحطام الصخري ربما خلال ساعات ليتشكل القمر. وذلك وفقاً لدراسة نشرت عام ٢٠٢٢ في أستروفيزيكال جورنال ليترز.

وغيره من الأقمار التي بلغ قطرها أمتاراً قليلة كانت مؤقتة بدرجة أكبر. والتقطتها جاذبية الأرض لفترات قصيرة قبل أن تفلت مجدداً إلى الفضاء.

في عام ٢٠٠٦ بقيت صخرة فضائية قطرها ٦ أمتار قرب الأرض وسميت 2006 RH120، وكانت أول كويكب يرصد وبقي معلقاً فترة طويلة في مدار الأرض. وبعدها في آذار ٢٠٢٠ غادرت صخرة فضائية قطرها ٣.٥ متراً مدار الأرض بعد بقائها ثلاث سنوات بوصفها قمراً مصغراً للأرض، وسميت 2020 CD3.

وفي عام ٢٠٢٠ أيضاً رصد العلماء القمر المصغر SO 2020 الذي عاد إلى الفضاء في أوائل ٢٠٢١. ومع ذلك تبين أنه لم يكن قمراً طبيعياً، بل بقايا من معزز صاروخي منذ ستينيات القرن الماضي.

قمر مصغر للأرض
القمر المصغر 2020 CD3 الذي بقي ٣ سنوات قبل الانجراف للفضاء. حقوق الصورة: Stephane Masclaux via Shutterstock

كما اعتقد العلماء لمدة ١٣ ساعة عام ٢٠١٥ بأنهم وجدوا قمراً مؤقتاً جديداً حول الأرض. ولكنهم سرعان ما أدركوا خطأهم عندما تبين أن القمر المزعوم كان تلسكوب غايا الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوربية.

أشباه الأقمار

بالإضافة إلى الأقمار التي تدخل وتخرج من مدار الأرض هناك أجسام فضائية تسميها ناسا أشباه الأقمار، كالكويكب كرويثن ٣٧٥٣. وهذه الصخور الفضائية تدور حول الشمس بصورة مشابهة للأرض وتبقى مع الأرض خلال ٣٦٥ يوم من دورانها.

وشبيه القمر كامو أوليو -الذي اشتبه بكونه ناتجاً عن القمر الفعلي- يتحرك بفعل جاذبية الشمس بصورة رئيسية، ولكن يبدو بأنه يدور حول الأرض في مدار بشكل مبرام.

أقمار أخرى

تكتسب بعض الأجسام الفضائية كالكويكب 2010 TK7 لقب قمر لأنها تعلق في الجاذبية الفريدة لنظام الأرض والشمس أو الأرض والقمر. فجاذبية الجسمين الأكبر تنتج مناطق من القوة الجاذبة للمركز تسمى نقاط لاغرانج، يمكنها أن تثبت أجساماً أصغر في مكانها في نقاط ثابتة ثقالياً في الفضاء وفقاً لناسا.

وتشكل النقطتان الكبيرتان لاغرانج ٤ ولاغرانج ٥ مثلثاً متساوي الأضلاع مع الأرض.
وعملياً تسمى الأجسام التي تثبت في هذه النقاط كويكبات طروادة، وتقع على استقامة مع الأرض وتنضم إلى مدارها حول الشمس.

وبطريقة مماثلة لتكوين القمر الصلب وثبات مداره حول الأرض، نشأت نقاط لاغرانج ٤ و٥ وبدأت بالتقاط وحجز جزيئات الغبار بين الكواكب.

ويسمي بعض علماء الفضاء هذه السحب من الجزيئات باسم أقمار شبحية. وتسمى أيضاً سحب كورديليوسكي تيمناً بعالم الفلك البولندي الذي أخبر عنها في الستينيات من القرن الماضي.

وفي البداية لم يكن معظم العلماء على اقتناع، ولكن منذ ذلك الوقت أثبتت الأبحاث التي يجريها علماء الفضاء بأن سحب الغبار هذه تتجمع في نقاط لاغرانج تلك.

غير أن هذه الأقمار الشبحية لن تشكل قمراً صلباً أبداً، لأن هذا الغبار لا يمكن أن يلتحم أو يجتمع أو يتلاصق أبداً. وفي حين تبقى نقاط لاغرانج ثابتة، فإن المواد الموجودة فيها ديناميكية، تدخل إلى السحابة وتخرج باستمرار.

ملخص المقال

نرى في سماء الليل قمراً واحداً، لكن كم عدد الأقمار التي تملكها الأرض؟

هناك أقمار مؤقتة: أقمار صغرى أو أشباه أقمار أو أقمار شبحية.
يبلغ قطر بعضها أمتار قليلة التقطتها جاذبية الأرض قبل أن تنطلق إلى الفضاء مجدداً. ومنها 2006 RH120، و2020 CD3، وSO 2020.
ومنها ما يكون في نقاط لاغرانج كالكويكب 2010 TK7، وتسمى كويكبات طروادة. كما تتجمع في هذه النقاط سحب غبارية تسمى أقمار شبحية.

المصدر

هنا