لماذا تدور كواكب النظام الشمسي في مستوٍ واحد؟

لكي نجيب عن هذا السؤال يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء في الحقيقة.

الكواكب
صورة فنية توضح كواكب المجموعة الشمسية التي تدور حول الشمس. حقوق الصورة: Mark Garlick/science Photo Library via Getty Images

بداية المجموعة الشمسية

إذا كنت قد نظرت إلى نموذج للمجوعة الشمسية، لاحظت على الأرجح بأن الشمس والكواكب وحتى الكويكبات تتوضع كلها تقريباً في مستوٍ واحد.

والسؤال: لماذا تدور كواكب النظام الشمسي في مستوٍ واحد؟

وبالطبع للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نعود بالزمن إلى الوراء. وتحديداً إلى بداية النظام الشمسي، أي قبل ٤.٥ مليار عام بالطبع.

في ذلك الوقت كان النظام الشمسي مجرد سحابة ضخمة دوارة من الغبار والغاز. وكان امتدادها ١٢ ألف وحدة فلكية. وللعلم ١ وحدة فلكية يساوي البعد بين الأرض والشمس. ويعادل بالتالي ١٥٠ مليون كيلومتراً.

وأصبحت تلك السحابة كبيرة جداً. فحتى مع أنها كانت مليئة فقط بجزيئات الغبار والغاز، إلا أنها بدأت تنخمص وتتقلص تحت وطأة كتلتها.

وأثناء دوران هذه السحابة الغازية والغبارية حول نفسها وبدء انكماشها، تسطحت أيضاً.

والأمر أشبه بمشهد خباز البيتزا وهو يرمي العجينة لتدور في الهواء. وأثناء دوران هذه العجينة في الهواء تتوسع، وتصبح رقيقة ومسطحة أكثر. وهذا بالضبط ما حصل في الكون المبكر جداً.

وفي هذه الأثناء، وفي وسط هذه السحابة التي تستمر في التسطح، تنضغط جميع جزيئات الغاز هذه مع بعضها بعضاً ضغطاً شديداً، فتزداد درجة الحرارة.

وتحت هذا الضغط والحرارة الشديدن اندمجت ذرات الهيليوم والهيدروجين، وبدأ تفاعل نووي قبل ملايين السنين ليتشكل نجم وليد وهو الشمس.

وخلال الخمسين مليون عام التالي استمرت الشمس بالنمو، مبتلعة الغاز والغبار من محيطها. مع إخراجها أمواجاً من الحرارة والإشعاع الكثيفين في نفس الوقت. ومع الوقت، نظفت هذه الشمس المتنامية الفضاء الفارغ المحيط بها كما قطعة الدونات.

 

تشكل القرص حول الشمس

ومع ازدياد نمو الشمس، استمرت السحابة بالانكماش مشكلة قرصاً حول الشمس. وأخذ يزداد تسطحاً وتمدداً مع وجود الشمس في وسطه.

وفي النهاية أصبحت السحابة بنية مسطحة تسمى قرص الكواكب البدئي، ويدور حول الشمس الوليدة. وأخذ ذلك القرص يمتد مئات الوحدات الفلكية. وكانت ثخانته عُشر هذا الامتداد فقط.

ولعشر ملايين عام تلت ذلك، دارت جزيئات الغبار في هذا القرص بهدوء، وأحياناً كانت تصطدم ببعضها. وبعضها كان يلتصق.

وخلال ملايين السنين هذه، أصبحت هذه الجزيئات حبيبات تمتد ميليمترات. وأصبحت سنتيمترات. واستمرت الحصيات بالتصادم والالتصاق ببعضها.

وفي النهاية التحمت معظم مواد قرص الكواكب البدئي مع بعضها مشكلة أجساماً أكبر. وبعض هذه الأجسام كبرت كثيراً لتشكلها الجاذبية على هيئة كواكب كروية وكواكب قزمة وأقمار.

وبعض الأجسام أخذت أشكالاً عشوائية كالكويكبات والمذنبات وبعض الأقمار الصغيرة.

تشكل الأجرام
بداية تشكل الأجرام في المجموعة الشمسية في المستوي نفسه. حقوق الصورة: NASA

ومع أن أشكال هذه الأجرام وأحجامها تختلف. إلا أنها بقيت تقريباً في مستوٍ واحد، حيث نشأت المواد المكونة لها أصلاً.

ولذلك، وحتى هذا اليوم، مازالت كواكب النظام الشمسي والأجرام السماوية تدور تقريباً في مستوٍ واحد.

ملخص المقال

قد نتساءل لماذا تدور كواكب النظام الشمسي في مستوٍ واحد؟ والإجابة تكمن في بداية النظام الشمسي منذ ٤.٥ مليار عام. حيث كان سحابة كبيرة وممتدة من الغاز والغبار.
وبسبب كتلتها الهائلة أخذت تنخمص وهي تدور فتسطحت كما تتسطح عجينة البيتزا أثناء رميها في الهواء لتدور.

وبالتالي انضغطت جزيئات الغاز بشدة لتزداد الحرارة وينتج بهما تفاعل نووي يولد الشمس.
ومع ازدياد حجمها تشكل حولها قرص كواكب بدئي واستمر بالدوران حولها. ومع الوقت ومع تصادم جزيئاتها والتحامها أخذت تتشكل أجسام أكبر معطية الكواكب وغيرها، واستمرت بحركتها الدورانية في المستوي الذي نشأت به.

المصدر

لايف ساينس