ما الفرق بين الفضاء الخارجي والفضاء العميق؟

الفضاء والفضاء الخارجي والفضاء العميق: أيها هو الأبعد، وأيها هو الحدود النهائية الفعلية؟

الفضاء العميق والفضاء
صورة لمجرات في الفضاء العميق من تلسكوب هابل. حقوق الصورة: ESA/Hubble & NASA, H. Ebeling

يعد الفضاء كما هو معروف بأنه «الحدود الأخيرة»، ولكن أي جزء من الفضاء بالتحديد نتحدث عنه؟

يختلط استخدام مصطلحات الفضاء والفضاء العميق والفضاء الخارجي في العديد من السياقات، ولكن علماء الفضاء جاؤوا بفروق واضحة بينها. إذاً، ما الفرق بين الفضاء الخارجي والفضاء العميق والفضاء؟

الفرق بين الفضاء والفضاء الخارجي والعميق

يشير مصطلح الفضاء الخارجي إلى أي شيء خارح الأرض، وحتى الأشياء القريبة جداً من الأرض في مدار الأرض المنخفض، الذي يبدأ عند ارتفاع ١٦٠ كم فوق سطح الكوكب.

أما الفضاء العميق فيبدأ أبعد من ذلك قليلاً. إذ يعد الفضاء العميق أي شيء يتجاوز ببعده بعد القمر عن الأرض. كما يمكن أن يشير إلى أشياء أبعد من نظامنا الشمسي بالكامل.

ويتبين هنا أن الحدود النهائية الفعلية هي الفضاء العميق. أما مصطلح «الفضاء» فهو مصطلح عام يشمل كلاً من الفضاء الخارجي والفضاء العميق.

أصل المصطلحات

مع أن مصطلح فضاء استخدم للإشارة إلى ما هو خارج الأرض في أوائل ١٦٦٧ في «الفردوس المفقود» لجون ميلتون، لم يدخل مصطلح الفضاء الخارجي إلى الاستخدام حتى أواسط القرن التاسع عشر، وذلك عندما استخدم في ورقة بحثية في علم الفضاء.

أما كاتب الخيال العلمي غزير الإنتاج هربرت جورج ويلز، فقد ساعد في نشر مصطلح الفضاء الخارجي في رواية له عام ١٩٠١. وبعد عقود قليلة ابتكر كاتب خيال علمي آخر مصطلح الفضاء العميق وهو إدوارد سميث، وذلك في روايته «ثلاثي الكواكب» عام ١٩٣٤.

خط كارمان

جاء استكشاف الفضاء الخارجي قبل استكشاف الفضاء العميق بالطبع، فقد كان على البشر اتخاذ خطوات صغيرة في البداية لتخطي غلافنا الجوي.

وفي نهاية خمسينيات القرن الماضي رسم العلماء خطاً وهمياً اسمه خط كارمان. ويعين هذا الخط الحدود التي تنتهي عندها الأرض ويبدأ الفضاء الخارجي. ويبلغ ارتفاع هذا الخط ٨٠ إلى ١٠٠ كم فوق سطح الأرض.

ولا يحدث تغير سحري واضح عند هذا الارتفاع. إنما أتى هذا الخط من خلال حسابات أجراها المهندس ثيودور فون كارمان، ويشير إلى الارتفاع الذي يجب على المركبة الجوية أن تطير عنده بسرعة كبيرة لكي تعبر من الغلاف الجوي إلى المدار.

ومنذ إطلاق الصاروخ الذي يعد علامة بارزة عام ١٩٤٩ لكونه أول صاروخ يصل الفضاء الخارجي، والبشرية ترسل المركبات وغيرها إلى ما بعد خط كارمان نحو الفضاء الخارجي وإلى المدار حول الأرض.

الفضاء العميق

لم يستغرق الأمر بعدها وقتاً طويلاً حتى وصلنا إلى القمر، إذ بلغت مركبة روسية القمر عام ١٩٥٩. وبعد ذلك بقليل بدأت البشرية بإرسال المسبارات إلى ما بعد القمر نحو الفضاء العميق لاستكشاف الكواكب الأخرى في النظام الشمسي.

وحتى الآن أطلقت ٢٠٠ مهمة إلى ما بعد القمر. وهناك عشرات آلاف القطع التي صنعها الإنسان تدور حول الأرض قريبة منها.

وتعد المركبة فوياجر ١ التي أطلقتها ناسا في السبعينيات أبعد ما وصل إليه البشر في الفضاء العميق. إذ أنها تتحرك خارج نظامنا الشمسي وهي تهيم الآن على بعد ٢٢.٥ مليار كم عن الأرض. وهذا ما يضع فوياجر ١ في تصنيف جديد بالكامل من تصنيفات الفضاء وهو «الفضاء بين النجمي» أو الفضاء بين الأنظمة النجمية.

ما أهمية هذه المصطلحات؟

تأتي أهميتها لأنها أولاً تساعد في تتبع الأشياء. ولدى ناسا نظام اتصالات كامل للتواصل مع كل مهمات الفضاء العميق، ويسمى شبكة الفضاء العميق. إذ تنتشر ثلاثة هوائيات ضخمة حول العالم لترسل وتستقبل الإشارات من المسبارات والأقمار الصناعية ما بعد القمر.

ومؤخراً أصبح على شبكة الفضاء العميق تحديد ما إذا كانت مهمة ما تعد في الفضاء العميق، وبهذا يقع ضمن نطاقها تلسكوب جيمس ويب. إذ قرر علماء الفضاء بأن تلسكوب جيمس ويب في الحقيقة واقع في الفضاء العميق، وذلك لأن مداره يبعد ١.٦ مليون كم عنا، أبعد بكثير من بعد القمر الضئيل عنا والبالغ ٤٨٢٠٠٠كم.

ملخص المقال

قد نتساءل ما الفرق بين الفضاء الخارجي والفضاء العميق بسبب الخلط بينها.
يشير الفضاء الخارجي عموماً إلى ما يقع بين خط كارمان والقمر. أما الفضاء العميق ما يقع بعد القمر. ومصطلح الفضاء مصطلح جامع لهما. وقد أتى المصطلحان من أعمال أدبية.

كما نجد مصطلح الفضاء بين النجمي عند الوصول إلى مسافات بمليارات الكيلومترات عن الأرض.
وتفيد هذه النصنيفات في تتبع الأشياء في الفضاء، وتعمل شبكة الفضاء العميق في ذلك.

المصدر

هنا