ما هو احتمال اصطدام كويكب بالأرض؟
كلما زاد حجم الصخور الفضائية، قل احتمال اصطدامها!
ما هي الكويكبات
من المعتقد أن الكويكبات قد نشأت في بدايات النظام الشمسي، حيث كانت الشمس محاطة بسحابة كثيفة من الغبار. ولما أخذ هذا الغبار يتبرد خلال ملايين السنين التالية، بدأ يتكتل شيئاً فشيئاً لتزداد الكتلة مع ذلك. واستمرت العملية بالطبع إلى أن وصلت كتلة بعض هذه التجمعات إلى حد مناسب لتصبح كواكب. لكن بعض هذه التجمعات لم تتحول إلى كواكب وبذلك أصبحت كويكبات.
أين توجد الكويكبات؟
توجد معظم الكويكبات في النظام الشمسي ضمن ما يسمى حزام الكويكبات. وهذا الحزام سحابة من الغبار والصخور الفضائية تمتد على مدى ٢٢٥ مليون كم، وتدور في الفضاء الواقع بين المريخ والمشتري. ورصد العماء ما يزيد عن مليون من هذه الأجسام. وبالطبع يوجد ملايين غيرها لم ترصد.
ما أكبر كويكب؟
يعد الكويكب سيريس أكبر الكويكبات التي يمكن رصدها بالتلسكوب. وقد كان أول جسم يعرف من أجسام حزام الكويكبات عام ١٨٨١. وقد صنف على أنه كوكب قزم عام ٢٠٠٦ مثل بلوتو، إلا أن بلوتو أكبر من سيريس بمقدار ١٤ مرة. أما أصغر الكويكبات فهو مثار جدل. لعدم الاتفاق على أصغر قطر يمكن أن نصنف جسماً بأنه كويكب على أساسه.
أنواع الكويكبات
تصنف الكويكبات إلى ثلاثة أنواع: الكربونية والصخرية والمعدنية.
تعد الكويكبات الكربونية هي الأكثر شيوعاً، ويعتقد أن لها تكوين مشابه لتكوين الشمس، غير أنها تفتقر للهيدروجين والهيليوم، وهي غامقة اللون ومن أقدم الأجسام في المجموعة الشمية. أما الكويكبات الصخرية فتتكون من السيليكات والحديد والنيكل. والكويكبات المعدنية فتتكون من معادن مختلطة بالصخور وذات لون أفتح.
احتمال اصطدام كويكب بنا
يعد احتمال اصطدام كويكب أو مذنب بالأرض احتمالاً ضئيلاً، ولكنه ليس معدوماً.
فإذا أخذنا المذنب شوميكر ليفي ٩ على سبيل المثال، وهو المذنب الذي اصطدم بكوكب المشتري عام ١٩٩٤. فلو أنه اصطدم ذاته بالأرض، لانقرضت الحياة عليها، كما حدث مع الديناصورات بالطبع قبل ٦٦ مليون عام. ولحسن الحظ فإن فرصة اصطدام مذنب أو كويكب بهذا الحجم بكوكبنا فرصة ضئيلة جداً. إذ يقدر أن يحدث مثل هذا الاصطدام مرة كل ١٠ مليون عام على وجه التقريب.
الكويكبات الكبيرة والصغيرة
هناك احتمال كل عام أن تصطدم كويكبات بالأرض قطرها يبلغ ثلاثة أمتار تقريباً، وأن تتفكك في غلافها الجوي، وبهذا لا تشكل أي خطر حقيقي علينا.
أما الكويكبات التي يتجاوز قطرها ٣٠ إلى ٥٠ متراً، فحجمها يكفي لتمر عبر الغلاف الجوي للأرض دون أن تتفكك. وتشير التقديرات إلى أن فرصة حدوث ذلك هو مرة واحدة كل ١٠٠ عام. وبالطبع سيكون الضرر الناجم عن اصطدام كويكب بهذا الحجم ضرر واسع النطاق، ويمكن أن يزيل مدينة بأكملها من الوجود إذا اصطدم الكويكب بمنطقة مأهولة.
اقتراب كبير
اقترب كويكب يسمى VT4 من سطح الأرض على مسافة ٣٨٣ كم عام ٢٠٢٠. وبذلك مر ذلك الكويكب الذي يبلغ قطره ١٠ أمتار أقرب من أي كويكب معروف آخر مر بقرب الأرض. وذلك هو ارتفاع مدار محطة الفضاء الدولية تقريباً، ولم يكتشف إلا بعد أقرب مرور له من الأرض بـ ١٥ ساعة.
إذاً، ما هو احتمال اصطدام كويكب بالأرض في المستقبل؟ وهل نحن مستعدون لاحتمال ذلك الاصطدام؟
ستكون اقترابات الكويكب أبوفيس البالغ قطره ٣٩٠ متراً من الأرض في ٢٠٢٩ و٢٠٣٥ و٢٠٣٦. وتلك الاقترابات تسلط الضوء على أهمية مراقبة الفضاء والاستعداد لأي ارتطام محتمل.
ملخص المقال
توجد معظم الكويكبات في النظام الشمسي ضمن ما يسمى حزام الكويكبات. ويعد احتمال اصطدام كويكب أو مذنب بالأرض احتمالاً ضئيلاً، ولكنه ليس معدوماً.
فإذا كان الكويكب صغيراً، لا يصل إلى سطح الأرض، ولكن إذا كان كبيراً مثل كويكب شوميكر ليفي ٩ على سبيل المثال، وهو المذنب الذي اصطدم بكوكب المشتري عام ١٩٩٤، فإنه إذا اصطدم ذاته بالأرض تنقرض الحياة عليها.
ولكن فرصة اصطدام مذنب أو كويكب بهذا الحجم بكوكبنا فرصة ضئيلة جداً. إذ يقدر أن يحدث مثل هذا الاصطدام مرة كل ١٠ مليون عام على وجه التقريب. ولكن يجب أن نظل متيقظين ومستعدين.
المصدر