ما هو القمر الأزرق الذي رأيناه أمس ومتى يكون القادم؟

لن نرى ظاهرة القمر الأزرق مرة أخرى حتى عام ٢٠٢٦. وتسميته بالأزرق لا تعني بأنه أزرق بالطبع. وإليكم هذه الظاهرة بشيء من التفصيل.

القمر الأزرق
القمر الأزرق ظاهرة نادرة تعتمد على توقيت الأقمار المكتملة خلال العام. حقوق الصورة: Colin Wooderson / 500px via Getty Images

متى القمر الأزرق القادم؟

سيكون في تاريخ ٣١ أيار مايو ٢٠٢٦. وهناك نوعان من القمر الأزرق، وللأسف كلاهما لا يمت إلى اللون الأزرق بصلة.

«القمر الأزرق الموسمي»، وهي تسمية تقليدية يعرف بها القمر الأزرق. وتشير إلى القمر المكتمل الثالث في موسم واحد فيه أربعة أقمار مكتملة. فموسم الصيف هذا مثلاً بدأ يوم ٢٠ حزيران. ورأينا البدر الأول في ٢٢ حزيران، والثاني في ٢١ تموز، والثالث في ١٩ آب وهذا ما سميناه الأزرق  وسيكون الرابع والأخير في موسم الصيف يوم ١٨ أيلول القادم.

وهناك تعريف آخر نشأ من فهم خطأ للتعريف الأول وهو «القمر الأزرق الشهري». ويشير إلى القمر المكتمل الثاني في شهر تقويمي واحد. أي عندما يتكرر البدر في شهر ميلادي واحد، فكيف يحصل ذلك؟ الأمر يتعلق بدورة أطوار القمر البالغة ٢٩.٥ يوماً. وعلى أية حال، سيكون القمر الأزرق القادم في ٣١ أيار ٢٠٢٦ قمراً أزرق شهرياً.

فما هو القمر الأزرق في هذه الحالة؟

تستغرق دورة أطوار القمر أو منازل القمر شهراً تقريباً. ولهذا نرى ١٢ قمراً مكتملاً في العام. وقد أطلقت الثقافات تسميات مختلفة على كل بدر منها. ولدينا ١٢ شهراً، أي ١٢ اسماً بالطبع.

ولكن يستغرق طور القمر الواحد في الواقع ٢٩.٥ يوماً ليكتمل، أي أن ١٢ دورة قمرية تستغرق ٣٥٤ يوماً لتكتمل. وبهذا كل ٢.٥ سنة أو ما إلى ذلك، نرى القمر المكتمل رقم ١٣ خلال تلك السنة. هذا القمر الثالث عشر لا يماشي أياً من التسميات المحددة، وهكذا يسمى القمر الأزرق.

ما مدى تكرر ظاهرة القمر الأزرق؟

يحدث القمر الأزرق من الناحية الفلكية بصورة منتظمة نوعاً ما. إذ يحدث تقريباً كل سنتين إلى ثلاث سنوات. وبما أن هناك ٢٩.٥ يوماً بين الأقمار المكتملة كل شهر. إذ أنها ٢٨ يوماً في الحالة العادية و٢٩ يوماً في السنة الكبيسة. وأحياناً لا نرى في شباط أي بدر، وهذه ظاهرة تسمى القمر الأسود.

هل يمكن أن يتحول القمر إلى اللون الأزرق فعلا؟

في الحقيقة لون هذا القمر عادي وليس أزرقاً كما التسمية، ولكن يمكن أن يكون أزرقاً في حالات خاصة، ولكنه حدث نادر جداً. ففي عام ١٨٨٣ على سبيل المثال، ثار بركان كراكوتا في إندونيسيا وانبعث منه رماد بركاني إلى ارتفاع ٨٠ كم. وتلك الجزيئات الدقيقة من رتبة الميكرون عملت عمل فلتر شتت الضوء الأحمر وحول لون القمر إلى الأزرق.

كما حول اندلاع بركان آخر القمر إلى قمر أزرق عام ١٩٨٣، وذلك عندما ثار بركان إل تشيتشون في المكسيك، ومرة أخرى في اندلاع بركان جبل سانت هيلين عام ١٩٨٠ وبركان ميناتوبو ١٩٩١.

كما قد يحدث في ظروف معينة كالحرائق الضخمة التي يعمل دخانها عمل الرماد البركاني في تشتيت الضوء، ورؤية القمر أزرق بالتالي. ولكن إذا صورته من الفضاء خارج الغلاف الجوي للأرض، فستراه قمراً مكتملاً عادياً بالطبع.

هل له تأثير ضار على الأرض؟

هذا القمر المكتمل ليس له أي تأثير على الأرض بالطبع. بل إنه أفضل توقيت لرصد الفوهات الصدمية على القمر، وتضاريسه بكل وضوح. وهو بدر عادي كأي بدر.

ملخص المقال

القمر الأزرق الذي رأيناه أمس ليس أزرقاً بل هي تسمية. وله نوعان: القمر الأزرق الموسمي، وهي تسمية تشير إلى القمر المكتمل الثالث في موسم واحد فيه أربعة أقمار مكتملة.

والقمر الأزرق الشهري، ويشير إلى القمر المكتمل الثاني في شهر تقويمي واحد. أي عندما يتكرر البدر في شهر ميلادي واحد.

يحدث القمر الأزرق من الناحية الفلكية بصورة منتظمة نوعاً ما. إذ يحدث تقريباً كل سنتين إلى ثلاث سنوات. ويمكن أن يصبح لونه أزرق بالفعل بفعل مشتتات للضوء كرماد البراكين أو دخان الحرائق.

المصدر

هنا