مهمة أبولو ٨ وصورة شروق الأرض

مثلت انطلاقة مهمة أبولو ٨ عام ١٩٦٨ حجر أساس هام لاستكشاف الفضاء، حاملة أول طاقم إلى ما بعد مدار الأر ض المنخفض وباتجاه القمر، وأهدتنا صورة: شروق الأرض.

غيرت مهمة أبولو ٨ عام ١٩٦٨ مسار استكشاف الفضاء بمهمات مأهولة إلى الأبد. إذ مثلت مهمة أبولو ٨ المرة الأولى التي ترسل فيها وكالة فضاء بشراً إلى ما بعد مدار الأرض المنخفض وإلى مدار حول القمر، وقدمت لنا أول وأشهر صورة ملونة للأرض وتعرف باسم شروق الأرض.

انطلاق المهمة

انطلقت مهمة أبولو ٨ على متن الصاروخ ساتورن-٥ من مركز كينيدي للفضاء في ٢١ ديسمبر ١٩٦٨. وقد حملت على متنها رواد الفضاء: فرانك بورمان وجيمس لوفل ووليام أندريس. وفي عشية عيد الميلاد من ذات العام أكملت أبولو ٨ عشر دورات حول القمر في غضون ٢٠ ساعة. لتتوجه بعد ذلك إلى الأرض. وهبطت بعد ذلك بأمان في المحيط الهادئ في ٢٧ ديسمبر.

وتشتهر أبولو ٨ بالإضافة إلى تمهيدها الطريق لهبوط مهمة أبولو ١١ على القمر في العام التالي بإنجاز تاريخي آخر، ألا وهو: التقاطها لصورة للأرض أعادت تعريف الطريقة التي نرى بها كوكبنا ومكاننا من الكون للأبد.

أسئلة شائعة عن أبولو ٨

ماذا جرى في مهمة أبولو ٨؟

انطلقت مركبة مهمة أوبولو ٨ يوم ٢١ ديسمبر عام ١٩٦٨. ودرات حول القمر عشر دورات وهبطت بعدها في المحيط الهادئ في ٢٧ ديسمبر من ذات العام.

وخلال الرحلة التي تعد الرحلة الأولى التي غادر بها الإنسان مدار الأرض ودار حول القمر، التقط رائد الفضاء بيل أندريس الصورة الشهيرة «شروق الأرض». وهي أول صورة ملونة التقطت للأرض من الفضاء. والتي أسهمت بدورها في إحداث يوم الأرض عام ١٩٧٠ وفي تنمية الحركة البيئية.

لمَ لم تهبط أبولو ٨ على القمر؟

لم تصمم مهمة أبولو ٨ أبداً لغرض الهبوط على القمر. حيث افتقدت المركبة لمركبة هبوط قمرية وللمعززات الخلفية اللازمة للهبوط على القمر. وكان من المقرر أن تكون في الأصل وحدة قمرية اختبارية تدور في مدار حول الأرض. ولكن ناسا تأخرت عن الوقت المحدد الخاص بذلك. لهذا قررت الوكالة إرسال أبولو ٨ إلى المدار القمري.

من كان الرواد الثلاثة في أبولو ٨؟

طاقم أبولو ٨ وصورة شروق الأرض
طاقم أبولو ٨ حقوق الصورة: NASA

رواد أبولو ٨: القائد فرانك بورمان وقائد الوحدة القمرية وليام أندريس وقائد وحدة القيادة جيمس لوفيل.

التخطيط للمهمة وأهدافها

مهمة أبولو ٨
محاكاة حاسوبية لوحدة أبولو التي دارت حول القمر. حقوق الصورة: NASA

كانت أبولو ٨ المهمة الثانية التي تحمل طاقماً في برنامج أبولو، والرحلة الأولى التي تحمل طاقماً في نظام إطلاق ساتورن- ٥. وهذا الصاروخ كان حينئذ أقوى صاروخ صنعه الإنسان.

وتصف ناسا تلك المهمة بأنها كانت أداءً منظماً للطاقم ووحدة القيادة ووحدة الخدمة ووسائل دعم الاختبارات كأجهزة الاتصال والتوجيه والتتبع.

كما كان من أهداف أبولو ٨ البرهان على الدخول في مدار انتقالي قمري (أي الدخول في مسار إلى القمر)، وتحسين الأنظمة والعمليات المطلوبة للعمليات القمرية المستقبلية، ومن ضمنها هبوط أبولو ١١ عام ١٩٦٩. وقد حققت أبولو ٨ هذه الأهداف جميعها ووفق ما هو مخطط لها.

الدوران حول القمر في أبولو ٨

أطلق الصاروخ ساتورن-٥ يوم ٢١ ديسمبر ١٩٦٨. وقد قال لوفيل أن الضجيج في وحدة القيادة أثناء الإطلاق كان شديداً إلى درجة قطع الاتصال مع الأرض.

ولكن نجحت المهمة ووصلت إلى مدار الأرض خلال ١٢ دقيقة ودارت حول الأرض دورتين.
ثم أدارت المهمة محركات المرحلة الثالثة التي أطلقت المركبة إلى مسار يقودها إلى القمر.

ووصلت المركبة إلى مدار القمر يوم ٢٤ ديسمبر على ارتفاع ١١٣ كم من سطح القمر. قضت في ذلك ٢٠ ساعة حول القمر، أنهت خلالها ١٠ دورات حوله. وأثناءها أجرت مسوحاً للموقع المحتمل الرئيسي لهبوط أبولو ١١. كما أجرت مسوحات جيولوجية لمعالم سطح القمر وصورت سطحه.

وقد فقد مركز التحكم في الأرض الاتصال مع المركبة عندما وصلت إلى الجانب المظلم (البعيد) من القمر. وبهذا كان الطاقم أول البشر الذين يرون الجانب البعيد من القمر.

وفي ٢٥ ديسمبر، أدارت أبولو ٨ محركاتها مجدداً لتتحرك إلى مسارها نحو الأرض. وبعد ١٤٧ ساعة في الفضاء، هبطت مركبة أبولو ٨ بسلام في مياه المحيط الهادئ. وما تزال وحدة القيادة في متحف العلوم والصناعة في شيكاغو.

شروق الأرض وبث عشية عيد الميلاد

مهمة أبولو ٨ وصورة شروق الأرض
طاقم أبولو ٨ يبثون صوراً غير مسبوقة للأرض والقمر في ٢٤ ديسمبر ١٩٦٨. حقوق الصورة: NASA

عندما كانت أبولو ٨ في مدارها حول الأرص في ٢٤ ديسمبر استخدم أندريس فيلماً ملوناً والتقط صورة تاريخية للأرض وهي تشرق خلف القمر.

تعرف الصورة رسمياً باسم «صورة ناسا ٢٣٨٣» ولكنها تشتهر أكثر باسم «شروق الأرض».

وأصبحت أشهر صورة في التاريخ. كما أن تأثيرها كان قوياً إذ برهنت على هشاشة الأرض وموقع الإنسان في الفضاء الشاسع. وهذا ألهم نمو حركات البيئة حول العالم. كما ينسب الفضل لهذه الصورة في إحداث يوم الأرض عام ١٩٧٠.

ويحتفى به كل عام في ٢٢ أبريل. كما بث الرواد مقاطع من سفر التكوين. واختتموا بقولهم «تصبحون على خير، وحظاً طيباً، وميلاداً مجيداً، وبارككم الله جميعاً على أرضنا الطيبة».

ملخص المقال

مثلت انطلاقة مهمة أبولو ٨ عام ١٩٦٨ حجر أساس هام لاستكشاف الفضاء، حاملة أول طاقم إلى ما بعد مدار الأر ض المنخفض وباتجاه القمر. كما قدمت أول صورة ملونة للأرض وتعرف باسم شروق الأرض.

حمل المهمة الصاروخ ساتورن-٥. ووصلت إلى مدار الأرض خلال ١٢ دقيقة ودارت حول الأرض دورتين. ووصلت إلى القمر على ارتفاع ١١٣ كم من سطحه.

قضت في ذلك ٢٠ ساعة حول القمر، أنهت خلالها ١٠ دورات حوله. وأثناءها أجرت مسوحاً للموقع المحتمل الرئيسي لهبوط أبولو ١١. كما أجرت مسوحات جيولوجية لمعالم سطح القمر وصورت سطحه. وبعد ١٤٧ ساهة هبطت بسلام في المحيط الهادئ.

المصدر

هنا