هل يؤثر انفجار نووي على دوران الأرض؟

هل يؤثر انفجار نووي على دوران الأرض؟
هل يمكن لأقوى أسلحة البشر أن تغير دوران الأرض؟ من غير المرجح ذلك. حقوق الصورة: Romolo Tavani / Adobe Stock

تأثير الانفجار النووي على دوران الأرض

القنابل النووية أقوى سلاح صنعه البشر، وأكثرها تدميراً. ولكن لا يرجح أن يؤثر انفجار نووي على دوران الأرض حول محورها.

ولنعي ذلك، يمكننا أن نقارن طاقة الانفجار النووي، بالطاقة الحركية الدورانية للأرض.

فالطاقة الانفجارية لأكبر القنابل النووية تصل إلى ما يقارب ١٠^١٧ جول.  بينما تبلغ الطاقة الدورانية للأرض ما يقارب ١٠^٢٩ جول.

لذلك حتى وإن وجهت طاقة انفجار نووي ما بكاملها لدفع الأرض في اتجاه معين، فإن الطاقة المستخدمة لهذا الدفع ستكون أقل من واحد على تريليون من طاقة دوران الأرض حول نفسها.

بالتالي سيكون الأمر أشبه بمحاولة تغيير مسار سيارة مسرعة باستخدام طاقة بعوضة طائرة!

تأثير الانفجار النووي على مدار الأرض حول الشمس

سيكون للانفجارات النووية تأثير أقل على مدار الأرض حول الشمس، مقارنة بتأثيرها الضئيل على مدارها حول نفسها. حيث إن طاقة دوران الأرض حول الشمس أعلى بـ ١٠ آلاف مرة من طاقة دورانها حول نفسها.

هل يمكن لقنبلة نووية ضخمة أن تحدث تغييراً في ميل محور الأرض أو في مدارها؟

إن أكبر قنبلة نووية انفجرت على الإطلاق، وهي قنبلة إيفان الكبير والمعروفة أيضاً بقنبلة القيصر، كانت قوتها ٥٧ ميغا طن تقريباً، أي ما يعادل ٢.٤^١٧ جول تقريباً. وهذه القوة بعيدة جداً عن التأثير على الأرض في مدارها أو ميلها. ومن المستبعد أن تصنع قنبلة بقوة كافية لذلك.

وعلى سبيل المثال أيضاً، بلغت قوة ثوران بركان كراكاتوا عام ١٨٨٣، ما يعادل قوة ١٣ ألف قنبلة نووية. وثوران بركان القرن ١٣ كان بقوة أعلى بثماني مرات من القنبلة النووية. لكن لا شيء من ذلك أدى إلى تغيير في مدار الأرض أو في ميلها.

انفجار قنبلة القيصر

هل يتأثر دوران الأرض لو انفجرت جميع القنابل النووية على الأرض في الوقت نفسه؟

لا، فإذا انفجرت القنابل النووية الموجودة على الأرض جميعها في نفس الوقت، سيكون لدينا بضعة آلاف من الحفر الصغيرة المنتشرة في جميع أنحاء الكوكب في أماكن الانفجارات. ولا شيء أكثر من ذلك.  فالأسلحة النووية صغيرة وعاجزة أمام حجم الأرض الهائل. والسبب الوحيد لخطورة الأسلحة النووية بالنسبة لنا هو أننا ضعفاء للغاية، وكذلك البنية التحتية التي نبنيها.

وحتى إذا حاولت تفجير كل تلك القنابل في نفس المكان، فستحصل على فوهة أكبر فحسب. فمعظم طاقة الانفجار ستتجه للأعلى والأسفل، ولن تلحق ذلك الضرر بالأرض. وقد تبقى هذه الحفرة لعدة آلاف من السنين، إلى أن تردم من خلال العمليات الطبيعية.

هل يمكن لانفجار نووي أن يوقف دوران الأرض؟

بالتأكيد لا، فالأسلحة النووية أشبه بمفرقعات نارية صغيرة أمام الكتلة الهائلة لكوكبنا وقوة دورانه.

ما تأثير قنبلة هيروشيما على دوران الأرض أو مدارها؟

إن ذلك الانفجار على المقاييس الأرضية، ليس إلا أشبه بعطاس بالنسبة للأرض. فقد بلغت قوتها ما يقارب ١٥ كيلو طن. وهذا لا يذكر أمام طاقة الأرض الدورانية والمدارية.

ما هو حجم القنبلة الذرية اللازمة لتغيير زاوية ميل محور دوران الأرض؟

تبلغ الطاقة الدورانية للأرض حول نفسها ٨.٩ × ١٠^٣٣ جول. وتبلغ الطاقة المدارية للأرض حول الشمس ٢.٦ × ١٠^٤٠ جول.
وبالمقارنة، بلغت طاقة الأسلحة النووية التي جرى اختبارها حتى عام ١٩٩٦ جميعها ما يعادل ٢.١ × ١٠^ ١٨ جول. ويمكنك أن تلاحظ الفرق الهائل وصغر ذلك أمام طاقة الأرض المدارية والدورانية.
لذا لا يمكن عملياً إيجاد قنبلة ذرية حجمها مناسب لتغيير زاوية ميل محور دوران الأرض، أو التأثير على مدارها حول الشمس حالياً.

تأثير الزلالزل مقارنة بالقنابل النووية على دوران الأرض

حتى أن أكبر الزلازل ليس لها سوى تأثير ضئيل على دوران الأرض. فعلى سبيل المثال، وجد العلماء أن التسونامي الهائل الذي سبب زلزال سومطرة عام ٢٠٠٤، أدى إلى تقصير اليوم بضعة أجزاء من المليون من الثانية. وحرك القطب الشمالي بوصة واحدة.

وقد قدرت كمية طاقة الفالق المتحرك في هذا الزلزال، الذي بلغت درجته ٩.٣، أكثر من ١٠^٢٢ جول. وهذا المقدار أعلى بـ ١٠٠ ألف مرة من أكبر قنبلة نووية. لذا فإن أي تأثير لانفجار نووي على دوران الأرض سيكون أقل بكثير مما يمكن قياسه.

مخطط زلزال سومطرة
مخطط زلزال سومطرة. حقوق الصورة: Geoscience Australia

ملخص المقال

قد تتساءل هل يؤثر انفجار نووي على دوران الأرض حول نفسها، أو على مدارها حول الشمس؟ والإجابة المختصرة لا طبعاً.
والسبب الفرق الهائل بين طاقة أقوى الانفجارات النووية وطاقة دوران الأرض حول نفسها أو حول الشمس. كما لا يمكن للقنابل النووية إيقاف دوران الأرض أو تغيير زاوية ميل محور دورانها لذات السبب.
وستبقى الإجابة لا حتى لو انفجرت جميع القنابل النووية في ذات الوقت وذات المكان.
حتى أكبر الزلازل كان له تأثير ضئيل على الأرض. مثال ذلك، زلزال سومطرة عام ٢٠٠٤، الذي بلغت طاقته أكثر من ١٠^٢٢ جول. أي أعلى بـ ١٠٠ ألف مرة من أكبر قنبلة نووية.
وقد أدى إلى تقصير اليوم بضعة أجزاء من المليون من الثانية. وحرك القطب الشمالي بوصة واحدة. ويستبعد إيجاد قنبلة نووية مناسبة لتؤثر على الأرض.

المصادر:

Livesceince 

Geoscience Australia

Bigthink