هل يملك كل نجم كواكب؟

هل بعض النجوم وحيدة؟ أو تملك جميعها مجموعة من الكواكب؟

اكتشف العلماء عام ١٩٩٢ أول كوكب خارج النظام الشمسي ومنذ ذلك الحين رصدت التلسكوبات آلافاً مما يسمى كواكب خارجية، تدور حول نجوم لا تشبه الشمس فحسب، بل وحول أنظمة نجمية ثنائية، أو حول نجوم صغيرة أدنى حرارة تسمى الأقزام الحمراء. وهذا يجعلنا نتساءل: هل يملك كل نجم كواكب؟ أو كوكباً على الأقل يدور حوله؟

البحث عن كواكب خارجية

الإجابة المختصرة: لا. أو بمعنى لا وفق ما نعرفه حتى الآن. فالأمر يتعلق فيما إذا كان بإمكاننا رصد شيء أو لا. فلا يمكننا أن نعرف على وجه التأكيد.

ولكن من المؤكد وجود الكثير من النجوم جرى فيها البحث عن كواكب، ولم نصل إلى أي منها حتى الآن.

ويقدر العلماء وجود كواكب بقدر عدد النجوم في مجرتنا، ولكن هذه الكواكب ليست موزعة على نحو متماثل.

وبعض النجوم كالشمس، والنجم تيرابيست ١ أيضاً وهو نجم قزم أحمر يبعد عنا ٤٠ سنة ضوئية، موطن لستة كواكب على الأقل، وبعضها قد يملك واحداً فحسب.

ما الذي يحدد امتلاك نجم لكواكب؟

ما الذي يجعل نجماً ما يستضيف عدداً من الكواكب، بينما تبقى بعض النجوم وحيدة؟
يعتقد العلماء أن ذلك يعود إلى طريقة تشكل النجم في الأصل.

فعندما تكون النجوم الفتية في طور التشكل، عادة ما تكون محاطة بحلقة من الجسيمات الغبارية. وتصطدم هذه الجسيمات الغبارية ببعضها بعضاً مكونة قطعاً أكبر فأكبر، لتشكل الكواكب في النهاية. ولكن ليست كل النجوم الوليدة محظوظة على هذه الشاكلة.

وإذا كان لدينا نجم تكون من تراص سحابة بين نجمية حدث وكان لها سرعة دوران كبيرة، وكانت هذه السحابة تنكمش بدلاً من تمددها على شكل قرص، فقد تنقسم هذه الكتلة إلى قسمين أو أكثر مشكلة نظاماً نجمياً ثنائياً أو متعدداً.
وفي هذه الحالات، إذا لم يتشكل القرص، فمن المحتمل بأن النظام النجمي الثنائي أو الثلاثي لن يحظى بأي كوكب أبداً.

هل تحظى الأنظمة النجمية الثنائية بكواكب؟

يمكن للنجوم الثنائية أن تكوّن كواكب في بعض الحالات، وذلك كما في حالة كيبلر ٤٧ وكواكبه الثلاثة. ولكن يجب أن تكون الشروط دقيقة.

فهناك أنظمة نجمية ثنائية لها كواكب، فهل ينتهي الأمر بانقسام موادها إلى كتلتين ثم تشكل قرص حول إحدى هاتين الكتلتين، أو كليهما؟ هل هناك ما التقط صور له؟

لعل الأكثر ندرة أن تدور كتلة نجمية مليئة بالغبار ببطء شديد، بحيث تنخمص إلى نجم دون أن يتشكل لها قرص أبداً.

ومن الممكن أيضاً لنجم أن يشكل كواكب، لتأتي الجاذبية الشديدة لنجم آخر وتقذف هذه الكواكب بعيداً خارج النظام النجمي، أو إرسالها بعيداً بحيث لا يمكن رصدها.

ولعل هذا ما حدث مع الكوكب HD 106906 b الذي يدور حول نظام نجمي ثنائي يدور في مدار غريب، ويبعد عن نجمه ١٨ ضعف المسافة بين بلوتو والشمس.

https://m.youtube.com/watch?v=Ig3zzOleoHY

وبالطبع فإن معرفتنا عن كيفية استضافة العديد من النجوم كواكب تخضع لما يمكننا رصده. وذلك لأن العديد من الكواكب رصدت باستخدام طريقة العبور، التي تستخدم الانخفاضات في ضوء النجم كإشارة دالة بأن كوكباً يمر أمام النجم.

وفي النهاية يمكننا دوماً النظر إلى نجم معين والقول: لم نرصد كوكباً حوله، ولكن ربما يكون هناك كوكب لكنه صغير ويدور بعيداً عن النجم ولا يؤدي إلى خفوت ضوئه عند اجتيازه لذلك لا نراه. هذا احتمال، لكن هناك احتمال كبير بأن هناك نجوم لا تملك كواكب حولها قط.

ملخص المقال

هل يملك كل نجم كواكب؟ والإجابة وفق ما نعرفه حتى الآن وما يمكننا رصده، لا. ويقدر العلماء وجود كواكب بقدر عدد النجوم في مجرتنا. وبعض النجوم تملك عدة كواكب وبعضها واحداً.
ووجود الكواكب من عدمه يرتبط بطريقة تشكل النجم، والحلقة الغبارية حوله. ويمكن لأنظمة نجمية ثنائية أو متعددة أن تحظى بكواكب، ويمكن أن تدور هذه الكواكب على بعد كبير من النجم نتيجة جاذبية شديدة لنجم آخر.
وتكتشف الكواكب بانخفاض ضوء النجم عند مرورها أمامه.

المصدر

لايف ساينس