٤ حضارات فضائية عدائية يحتمل وجودها في درب التبانة

حضارات فضائية
صورة فنية لمركبة فضائية. حقوق الصورة: Devrimb via Getty IMages

تعد مجرة درب التبانة موطناً لملايين الكواكب التي يحتمل أنها قابلة لنشوء الحياة فيها. وأربعة منها تقريباً يحتمل أنها تحوي حضارات فضائية عدائية قد تغزو الأرض إذا استطاعت. هذا ما قالته دراسة طرحت عام ٢٠٢٢.

الطرح الذي تقدمه الدراسة

تطرح الدراسة سؤالاً غريباً: ما هي احتمالات أن يتمكن البشر من الاتصال بحضارة فضائية عدائية قادرة على غزو الأرض؟

وللإجابة عن هذا السؤال بدأ طالب الدكتوراه ومؤلف الدراسة ألبيرتو كاباليرو من جامعة فيغو في إسبانيا بالرجوع إلى التاريخ البشري قبل النظر إلى النجوم.

يقول كاباليرو: تحاول الورقة البحثية أن تقدم تقديراً لوجود حضارات فضائية عدائية، وذلك من خلال التقدير الاستقرائي لاحتمالية أن نهاجم -نحن الحضارة البشرية- أو نغزو كوكباً مأهولاً خارج النظام الشمسي.

وللوصول إلى تقديره عمد كاباليرو أولاً إلى إحصاء عدد البلدان التي غزت بلداناً أخرى بين عامي ١٩١٥ و ٢٠٢٢. ووجد أن ٥١ بلداً من بين ١٩٥ بلداً في العالم شنت نوعاً ما من الغزو خلال تلك الفترة. وتربعت على قمتها الولايات المتحدة الأمريكية بعدد ١٤ غزواً.

ثم احتسب احتمال شن كل بلد لغزو اعتماداً على النسبة المئوية للإنفاق العسكري في كل بلد على الصعيد العالمي، وتربعت أيضاً الولايات المتحدة بنسبة إنفاق ٣٨٪.

وبعدها أضاف كاباليرو احتمالية كل بلد في التحريض على الغزو، وقسم الناتج الإجمالي على عدد بلدان الأرض، وانتهى بالوصول إلى ما أسماه: الاحتمالية الحالية للبشر لغزو حضارة فضائية خارجية.

ووفقاً لهذا النموذج فإن الاحتمالات الحالية لغزو البشر لكوكب مأهول آخر تبلغ ٠.٠٢٨٪.

وأشار كاباليرو بأن هذا الاحتمال يشير إلى الحالة البشرية الراهنة، والبشرية الآن غير قادرة على السفر بين النجوم. وإذا استمر معدل التقدم التقني الحالي بنفس الوتيرة، فلن يكون السفر بين النجوم ممكناً لمدة ٢٥٩ عاماً آخر.

وقد احتسب كاباليرو هذه الأرقام باستخدام مقياس كارداشيف الذي يقيس مستوى التقدم التكنلوجي بناءً على كمية الطاقة التي تستخدمها.

وبافتراض أن تواتر الغزو البشري استمر في الانخفاض مع الوقت بنفس وتيرة انخفاض الغزو خلال السنوات الخمسين الماضية (بمتوسط -١.١٥٪ في السنة وفق ورقة كاباليرو البحثية)، فهذا يعني أن احتمال غزو البشر لغزو كوكب آخر عندما يصبحون قادرين على السفر بين النجوم (أي حضارة من النوع الأول) تبلغ ٠.٠٠١٤٪ بعد ٢٥٩ من الآن.

ما معنى هذه الاحتمالات

قد تبدو هذه الاحتمالات ضئيلة، وهي كذلك، وذلك إلى أن تبدأ ضربها بملايين الكواكب التي يحتمل وجود حياة فيها في مجرة درب التبانة.

ومن أجل حساباته النهائية رجع الباحث إلى دراسة تعود إلى عام ٢٠١٢ توقع فيها الباحثون وجود ١٥٧٨٥ حضارة أخرى في مجرتنا نظرياً.

واستنتج كاباليرو بأن أقل من حضارة واحدة من النوع الأول -تحديداً ٠.٢٢- ستكون عدائية نحو البشر الذين يتصلون بها. ولكن الرقم يرتفع إلى ٤.٤٢ حضارة عدائية عند التعبير عن حضارات من النوع الأول غير قادرة على السفر بين النجوم كما البشر.

ويقول الباحث بأنه لم يذكر العدد ٤.٤٢ في ورقته لسببين: أولهما أننا لا نعرف إذا كانت كل الحضارات في المجرة تشبهنا. والثاني وجود حضارة تشبهنا قد لا يشكل تهديداً لكل منا على الآخر بما أننا لا نملك التقنية التي تمكننا السفر بين النجوم.

هل ينبغي أن نخاف من غزوهم؟

لا يبدو أن هذه القوى العدائية شيء يجب القلق بشأنه. إضافة إلى ذلك، إن احتمال اتصال البشر بهم ومن ثم غزونا ضئيلة جداً.

وفقاً للباحث: احتمالية غزو فضائيين وصلتهم رسائلنا لكوكبنا أقل بمئة مرة تقريباً من احتمال اصطدام كويكب قاتل بالأرض يشبه الذي اصطدم بالأرض وأدى لانقراض الديناصورات، وهذه الأحداث تقع مرة كل ١٠٠ مليون سنة.

ومع أن الفكرة التي تطرحها الورقة البحثية مثيرة، إلا أن لها حدود وفق قول مؤلفها. فاحتمال الغزو قائم على أساس جزء صغير من التاريخ البشري، ويطرح افتراضات عدة عن التطور المستقبلي لنوعنا. أيضاً يفترض النموذج أن الفضائيين لهم تركيب دماغي وقيم وإحساسات بالتعاطف كما لدى البشر، وقد لا يكون لهذا وجود.

ملخص المقال

طرحت دراسة عام ٢٠٢٢ أن هناك ٤ حضارات فضائية عدائية يحتمل وجودها في درب التبانة.
وسؤال الدراسة: ما هو احتمال أن تغزونا حضارة فضائية تصلها رسالة منا؟

انطلق الباحث من البشر فوجد أن الاحتمالات الحالية لغزو البشر لكوكب مأهول آخر تبلغ ٠.٠٢٨٪. وستصبح ٠.٠٠١٤٪ بعد ٢٥٩ سنة مع استمرار انخفاض تواتر الغزو البشري.

ووجد رياضياً أن احتمال غزو فضائيين وصلتهم رسائلنا لكوكبنا أقل بمئة مرة تقريباً من احتمال اصطدام كويكب بالأرض كقاتل الديناصورات. وهذه الأحداث تقع مرة كل ١٠٠ مليون سنة. لذا لا يجب القلق.

المصدر

هنا