٥ حقائق غريبة ورائعة عرفناها عن القمر مؤخراً

القمر
لقطة رائعة للقمر من نيوزيلندا. حقوق الصورة: Mark Gee/BBC America

لقد مضى ما يقرب من ٥٠ عاماً منذ حط الإنسان قدمه على القمر. ومنذ ذلك الحين توسعت معرفتنا عن القمر بقفزات سريعة. ولم يتراجع هوسنا بالقمر أبداً. دعونا نرى معاً خمسة من أحدث المكتشفات المثيرة عن القمر.

الخسوف الكامل للقمر
الخسوف الكامل للقمر عام ٢٠١٧ من كاليفورنيا. حقوق الصورة: Carla Thomas/NASA/BBC America

١- يوجد ماء على القمر

قادت بيانات أرسلتها مركبة الاستطلاع القمرية الدوارة عام ٢٠٠٩ إلى اكتشاف الماء محتبساً في الجليد. وقد مكّن تحديث جديد للمركبة العلماء من أخذ فكرة أعمق عن هذا الماء على سطح القمر. حيث أظهر التحديث أن جزيئات الماء تتحرك حول القمر، وذلك أثناء ارتفاع درجة حرارة سطحه وانخفاضها خلال اليوم.
إذا أن الماء يبقى عالقاً على السطح حتى منتصف اليوم القمري. وعندها يذوب بعض الماء وترتفع درجة حرارته ما يكفي ليصعد في غلاف القمر الجوي الرقيق. ويبدأ الماء بالطواف قليلاً حتى يصل إلى مكان بارد بما فيه الكفاية، ما يجعله يعود ليستقر على السطح.
وتكمن أهمية الماء على الأجرام السماوية بأنه يعد مورداً قيماً للمستكشفين. وهذا ليس فقط للشرب، إنما للحصول على الطاقة. وذلك لأن الماء يمكن تحليله ليكوّن وقوداً صاروخياً. وبالتالي لن تكون هناك حاجة لحمل الوقود من الأرض.

٢- توجد كتلة معدنية هائلة تحت قطب القمر الجنوبي

على عمق كبير تحت حوض أتكين في القطب الجنوبي للقمر -وهو أكبر فوهة صدمية في النظام الشمسي- رصد العلماء «شذوذاً» هائلاً من معدن ثقيل. يستقر هذا المعدن في طبقة الوشاح. ومن الظاهر أنه يغير في حقل جاذبية القمر.
وقد قدرت دراسة أن هذه الكتلة المعدنية الشاذة تزن ما يقارب ٢.٤ كدريليون طن! ولم يستطع العلماء أن يعرفوا على وجه اليقين كيف وصلت هذه الكتلة إلى تحت سطح القطب الجنوبي. لكن عمليات المحاكاة تشير إلى أنها قد تكون بقايا كويكب من الحديد والنيكل، اصطدم بالقمر مكوناً فوهة حوض أتكين الصدمية. وذلك منذ ما يقارب ٤ مليون عام.

صورة للقمر من ويلز في المملكة المتحدة.
صورة للقمر من ويلز في المملكة المتحدة. حقوق الصورة: Allyn Wallace/BBC America

٣- القمر ينكمش ويزلزل

اكتشف العلماء أن القمر ينكمش، وأثناء انكماش قشرته، يُحدث السحب الحاصل صدوعاً شبه جرفية. وهذا يؤدي إلى الكثير من الزلالزل القمرية.
وبعودة العلماء إلى بيانات الزلازل القمرية التي جمعت في مهمات أبولو ١٩٧٧ و١٩٦٩. وضعوا خريطة للبيانات الزلزالية للصور القمرية المأخوذة للفوالق المعكوسة والجروف المتدرجة على سطحه. ترتفع هذه التشكيلات عشرات الأمتار، وتمتد لأميال، وتظهر في الصور التي التقتطها مركبة الاستطلاع القمرية الدوارة.
واكتشف العلماء أن ٢٥٪ من الزلازل هي نتيحة للطاقة المتحررة من هذه الفوالق، أكثر من كونها نتيجة لاصطدامات الكويكبات أو لنشاط جيولوجي عميق.
تمتد هذه الحواف الصدعية على سطح القمر، ويقدر عمرها بما لا يزيد عن ٥٠ مليون عام. ويشير عمر هذه الصدوع وتوزعها أنها ظهرت عندما أخذ لب القمر يبرد، مما أدى إلى انكماش قشرته وتقلصها.

صورة مذهلة للقمر من محطة الفضاء الدولية
صورة مذهلة للقمر من محطة الفضاء الدولية. حقوق الصورة: Luca Parmitano/BBC America

٤- لن تحقق الثراء المباشر على سطح القمر

إن الذهب والبلاتين وغيرها من المعادن المحبة للحديد تتوفر في قشرة الأرض أكثر من توفرها في القمر بكثير. وهذا يبدو غريباً نظراً لتاريخ الأرض والقمر المشترك.
فمنذ ٤.٥ مليار عام اصطدم كوكب بحجم المريخ يسمى ثيا بالأرض المبكرة. الأمر الذي أدى إلى تشظي كميات كبيرة من مواد هذين الكوكبين. وبعض هذه المواد انضم إلى الأرض. وبعضها الآخر تكتل مشكلاً القمر. ولكن يبدو أن العناصر المحبة للحديد كانت خارج المعادلة. ويرجح أنها وصلت بعد ذلك عبر اصطدامات الكويكبات.
ولكن لماذا تملك الأرض كمية أكبر منها؟
يعتقد الباحثون أن ضعف جاذبية القمر لا يبقي على المواد الناتجة عن الاصطدامات على سطح القمر، بقدر ما يمكن ذلك على الأرض لارتفاع جاذبيتها. أما عن الكميات القليلة من هذه المعادن المحبة للحديد على القمر، فيرجح أنها وصلت إلى صهارة القمر قبل أن تبرد فأصبحت جزءاً من لبه.

القمر بلون برتقالي فوق لندن.
القمر بلون برتقالي فوق لندن. حقوق الصورة: James Burns/BBC America

٥- للقمر وجهان بسبب كويكب ضخم على الأرجح

للقمر وجهان: الجانب القريب، له قشرة أقل ثخانة وأقل خشونة. بينما الجانب البعيد أكثر ثخانة في قشرته ومليء بالحفر الناتجة عن الفوهات الصدمية، والتي بقيت محفوظة لعدم وصول تدفقات الصهارة لها.
هذا التباين قض مضجع العلماء لزمن كبير. وقد استخدم العلماء في ورقة بحثية جديدة نماذج لاستكشاف ما يمكن أن يكون التفسير لهذه الفروقات الكبيرة. ويجري الجدل بأن هذا التباين قد يكون نتيجة اصطدام جسم عملاق بالقمر، مخلفاً حفرة صدمية عملاقة على امتداد الجانب القريب كله.

ملخص المقال

يقدم المقال خمسة حقائق غريبة ورائعة عرفناها عن القمر مؤخراً وهي: وجود الماء على سطح القمر وهذا أمر واعد. ثم أن القمر يحوي كتلة معدنية شاذة عما يوجد فيه تحت حوض أتكين في قطبه الجنوبي. يليه أن القمر ينكمش ويزلزل! ثم نعرف بأن كميات المعادن المحبة للحديد كالذهب والبلاتين قليلة جداً على القمر مقارنة بالأرض رغم تاريخهما المشترك. وأخيراً هناك اختلاف كبير بين وجهي القمر البعيد والقريب لذا يقال أن له وجهين.