هل الهبوط على سطح القمر خدعة؟ ٩ مزاعم وتفسيرها علمياً
أطلقت ناسا في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن المنصرم مهمات أبولو إلى القمر. وقد أوصلت هذه المهمات في النهاية ١٢ رائد فضاء إلى سطح القمر، في سلسلة من المهمات التاريخية. ولكن هل فعلو ذلك حقاً؟ أم كان الهبوط على القمر خدعة؟
نعم فعلت ناسا ذلك في الواقع وهبطت على سطح القمر. ولكن ذلك لم يوقف أصحاب نظريات المؤامرة من الاستمرار باعتقادهم أن الإنسان لم يطأ القمر أبداً. وأن تلك الجهود جميعها جرى تمثيلها ليراها العالم.
وإليكم أكثر الادعاءات بزيف مهمات أبولو جموحاً، والعلم الحقيقي الذي يفسر هذه الادعاءات.
١- رفرفة العلم
الادعاء: يبدو العلم الأمريكي وهو يتموج بفعل الرياح القمرية.
التفسير العلمي: إذا دققت النظر، سترى حواف العلم مشدودة. وقد قاموا بهذا عمداً لمنع العلم من أن يكون مسطحاً أثناء تعليقه. وهذا ممكن بسهولة من خلال إدخال سلك قاسٍ في القماش. وتلك «الرفرفة» نتجت أثناء عمل رواد الفضاء على نصب العلم، وبقي على الهيئة التي شُكل بها السلك. فبدت الراية كأنها تتموج.
٢- تعرض رواد الفضاء للإشعاع
الادعاء: لو عبر رواد الفضاء أحزمة فان ألن الإشعاعية، لقتلهم الإشعاع.
التفسير العلمي: تنتج أحزمة فان ألن الإشعاعية عن حقل الأرض المغناطيسي، وتحمي الكوكب من الأشعة الشمسية الضارة. حيث تجمع الأحزمة هذه الإشعاعات الضارة، وتحبسها في طبقة تحيط بالأرض. فإذا لم تتجه بمركبتك الفضائية لتحلق عمداً في تلك الطبقة، لساعات أو أيام، فإن التعرض للإشعاع يقع تحت الحدود الخطيرة بكثير. وقد عبر رواد فضاء أبولو الأحزمة في أقل من ٤ ساعات بالمجمل. وهذا ليس أكثر في تأثيره من التعرض لصورة بالأشعة السينية.
٣- ظلال رواد الفضاء
الادعاء: تثبت الظلال متعددة الزوايا في صور القمر وجود عدة مصادر للضوء لا مصدراً واحداً. أي كمصابيح الاستوديو.
التفسير العلمي: كان الرواد يلتقطون الصور في مكان هضبي وذو إضاءة عالية، وكانت الشمس قريبة من الأفق. تخيل التقاط الصور لأحد ما على أرض ثلجية متموجة غير مستوية، عندما يكون القمر بدراً وقريباً. ستنتج عندها حواف الأرض ظلالاً بأطوال متنوعة وكثيرة.
٤- احتراق الفيلم
الادعاء: ترتفع حرارة القمر تحت أشعة الشمس إلى ١٣٨ درجة مئوية تقريباً. وبهذه الحرارة يذوب الفيلم وكثير من الأشياء.
التفسير العلمي: لم يترك أحد الفيلم على أرض القمر الحارة، إنما كانت كل المواد موضوعة في علب تحميها. علاوة على ذلك، حطت مهمات أبولو على القمر إما في وقت الشروق أو عند الغسق. ونتيجة لهذا كانت درجات الحرارة مقبولة.
٥- ماء سائل على القمر
الادعاء: إن إبقاء طبعة حذاء على أرض القمر تحتاج وجود رطوبة في التربة، اليس كذلك؟
التفسير العلمي: ليس ذلك ما يحصل دائماً. فإذا جئت بقليل من الغبار ناعم الحبيبات، كالبودرة مثلاً، وضغطت عليها، فمن السهل ترك آثار عليها تحافظ على شكلها. حيث تحافظ الحزيئات على مواضعها نظراً للاحتكاك فيما بينها.
٦- الموت بنيزك
الادعاء: الفضاء مليء بالنيازك الدقيقة عالية السرعة، والتي يمكنها أن تصدم المركبة وتقتل الرواد.
التفسير العلمي: الفضاء ضخم جداً. وإن كان بالفعل هناك ما لا يحصى من قطع الحطام الفضائي الصغيرة، والتي تسير بسرعة هائلة في الجوار. فإن حجم الفضاء يجعل الكثافة منخفضة. واحتمال مرور نيزك دقيق في أي متر مكعب من الفضاء يقارب الصفر. علاوة على ذلك، تحوي بذّات رواد الفضاء طبقة من ألياف كيفلار الواقية. لحمايتهم من أي حطام دقيق قد يواجههم.
٧- لا وجود لحفرة في موقع الهبوط
الادعاء: عندما هبطت الوحدة القمرية، لم يخلف محركها الجبار حفرة عميقة في السطح الغباري.
التفسير العلمي: تحت طبقة الغبار، يتكون القمر من صخر مضغوط كثيف. أما ما كان على السطح من غبار وتربة غير متماسكة، فقد تعرض للطرد كما أفاد الرواد، وكما التقطت كامرات الهبوط.
٨- مركبة كبيرة
الادعاء: من المستحيل أن تلك المركبة الجوالة الضخمة التي كانوا يقودونها قد اتسعت لها وحدة الهبوط القمرية.
التفسير العلمي: بنيت المركبة الجوالة بذكاء من مواد خفيفة جداً. وصممت بحيث يمكنها أن تنطوي على نفسها متكورة، كما في الرجال الآليين!
٩- الفضاء مليء بالنجوم
الادعاء: الفضاء مليء بنقاط مضئية، أي بالنجوم. فلماذا لا نجدها في الصور؟
التفسير العلمي: إذا حدث والتقطت صورة في الليل، فستلاحظ أن الأجرام المضيئة الخافتة لا تظهر في الصورة. وهذا ليس لأن الغلاف الجوي يحجبها، إنما لأن إضاءة الأجسام القريبة تغمر الصورة. وفي الواقع، إذا كنت تقف في الجزء النهاري من القمر، فيجب عليك أن تحجب سطح القمر نوعاً ما لكي تتكيف عيناك بما يكفي لتمييز النجوم.
ملخص المقال
هناك ادعاءات كثيرة بأن الهبوط على سطح القمر خدعة، وأن مهمات أبولو بالهبوط على القمر مزيفة. والعلم يفنّد هذه الادعاءات. من هذه الادعاءات رفرفة العلم، وأن تعرض الرواد للإشعاع في أحزمة فان ألن الإشعاعية سيقتلهم. ووجود ظلال متعددة الزوايا في الصور. واحتراق الفيلم بفعل حرارة القمر. وأن طبعة الحذاء على القمر تحتاج وجود الماء. وعدم اصطدام نيازك دقيقة بالمركبة أو الرواد رغم كثرتها. وعدم تشكل حفرة تحت محرك مركبة الهبوط الجبار. وأن المركبة الجوالة كبيرة لا تتسع لها مركبة الهبوط. وأخيراً عدم وجود نجوم في الصورة. وقد فسّر المقال كل ادعاء من هذه الادعاءات تفسيراً علمياً.
مصدر: space