ما هو القمر العملاق؟
قد يوحي الاسم بشيء مخيف أو مثير للرهبة، ولكن هذه الظاهرة ظاهرة طبيعية مع ذلك. فما هو القمر العملاق؟ ولماذا سمي بذلك؟ دعونا نكتشف ذلك في مقالنا.
لماذا تحدث ظاهرة القمر العملاق؟
مع اقتراب حدوث الظاهرة، ينتظرها مروجو التنجيم والعلم الزائف للتنبؤ المزعوم بالنجاح العظيم، أو بمخاطر أقل. وذلك لجميع الناس بصفة عامة. ولكن في الحقيقة لا يوجد ما هو هو مخيف أو غير عادي فيما يتعلق بهذه الظاهرة.
تعريف الظاهرة: مظهر نسبي للجرم السماوي. يحدث عندما يكون القمر قريباً من الأرض وهو في طور الاكتمال، أي البدر. ولذلك يبدو أكبر من المعتاد.
ولكي نفهم لماذا تحدث هذه الظاهرة في الأساس، ولماذا لا نشهدها عند كل اكتمال للقمر. يجب أن نفهم الفترة أو الدورة الاقترانية والفترة أو الدورة النجمية لقمرنا.
الدورة الاقترانية والدورة النجمية للقمر
كلنا على معرفة بالدورة الاقترانية للقمر. وهو الزمن الممتد بين اكتمالين متتاليين للقمر. أو بين أي طورين متطابقين للقمر بصورة عامة.
يحدث هذا التغيير لأن القمر أثناء الحركة حول الأرض يواجه الشمس بأحد وجوهه، ثم بالآخر. ويبلغ متوسط الدورة الاقترانية الكاملة ٢٩ يوماً و١٢ ساعةً و٤٤ دقيقة.
الدورة النجمية هي المدة التي يتم فيها القمر دورة واحدة حول الأرض بالنسبة إلى النجوم.
وتمتد إلى ٢٧ يوماً و٧ ساعات و٤٣ دقيقة. وفي نفس الوقت يدور قمرنا في مدار إهليلجي. وتدعى أبعد نقطة له في مداره عن الأرض نقطة الأوج. وأقرب نقطة له من الأرض في مداره تسمى نقطة الحضيض.
ولو أن الأرض لا تدور حول الشمس، لكانت الفترة الاقترانية هي ذاتها الفترة النجمية. ولكن بسبب أنها تتحرك على قوس طويل خلال الأيام السبعة والعشرين هذه حول الشمس، فإن النقطة التي يتوضع فيها القمر مواجهاً للشمس تماماً تتغير باستمرار. لذلك يبدو البدر أبعد إلى الوراء قليلاً كل مرة.
حدوث الظاهرة
تحدث ظاهرة القمر العملاق عندما يتزامن اكتمال القمر، أي البدر، مع مرور القمر في نقطة الحضيض القمري. وفي نفس الوقت قد لا يكون هذا الاقتران دقيقاً. فعندما يكون الفرق بين الحدثين من يوم إلى يومين، يبقى القرص القمري كبيراً على أية حال.
ولأن الفرق بين الفترة الاقترانية والفترة النجمية يبلغ ٢ يوماً و٥ ساعة. تشيع ظاهرة حدوث قمر عملاق يتبعه قمر عملاق آخر.
هل هذه التسمية مصطلح علمي؟
ليس من الصعب حساب وقت حدوث هذه الظاهرة بشكل أو بآخر كل ١٠- ١١ شهراً. لذا لا شيء فريد فيما يتعلق بها.
وبالطبع مصطلح «القمر العملاق» ليس مصطلحاً علمياً. حيث طرحه الفلكي ريتشارد نول. ولم يستقر على تسمية واحدة لمصطلحه هذا. حتى عام ٢٠١١ استقر على تسمية أي قمر مكتمل بهذا الاسم. وذلك إذا كان بعد القمر عن الأرض أقل من ٣٦٨٦٣٠ كم.
التسمية بلغة علم الفضاء
علم الفضاء علم دقيق. ولذلك يستخدم مصطلح
اقتران القمر في نقطة الحضيض – الأرض – الشمس. للدلالة على هذه الظاهرة. وهذه حالة تصطف فيها الأرض والشمس والقمر على خط واحد تقريباً. وذلك خلال الحضيض القمري، أي أقرب نقطة للقمر من الأرض.
ولأن هذا يتطلب الاقتران للقمر المكتمل بأقرب نقطة من مداره من الأرض، بدقة تتناهى إلى الدقائق. فإنه يحدث مرة كل عدة قرون. ولن يحدث مثلا هذا في عام ٢٠٢٢.
ويجدر بالذكر أن هذه الظاهرة ليست مثيرة كما يعتقد أنها كذلك. فعند نقطة الحضيض القمري. يبلغ متوسط بعد القمر عن الأرض ٣٦٣٣٠٠ كم. وعند نقطة الأوج القمري يبلغ متوسط بعده عن الأرض ٤٠٥٥٠٠ كم. وعندما يكون القمر بدراً في أقصى نقطة عن الأرض يسمى «القمر الأصغر».
الفرق بين القمر العملاق والأصغر والبدر العادي
الفرق بين القمر العملاق والقمر الأصغر من حيث القطر يبلغ ١٢٪ فقط. والعملاق أكثر لمعاناً بنسبة ٢٥٪. وهذه الفروق بينه والبدر العادي أصغر.
وبالتأكيد لا علاقة لهذه الظاهرة بأي حدث خرافي، وليس من الضروري أن يعني شيئاً ما.
أقمار عملاقة لعام ٢٠٢٢
حدثت الظاهرة ٤ مرات عام ٢٠٢٢ وهي:
- «القمر الدموي العملاق» أو «قمر الزهرة»، وهو الأول وكان في شهر مايو/ أيار.
- «قمر الفراولة» وهو الثاني وكان في شهر يونيو/ حزيران.
- «قمر الغزال»، وهو الثالث وكان في شهر يوليو/ تموز.
- «قمر سمك الحفش» أو «قمر الذرة الخضراء» وهو الرابع وكان في شهر آب/ أغسطس.