أغرب ١٠ طقوس خرافية قبل رحلات الفضاء
بدءاً من الترحيب إلى تفريغ المثانة، يتبع جميع رواد الفضاء المتوجهون إلى محطة الفضاء الدولية أغرب ١٠ طقوس خرافية قبل رحلات الفضاء، والتي تعود بأصلها إلى عهد الاتحاد السوفيتي؟
إن رواد الفضاء جماعة تتميز بانضباطها الشديد وتدريبها العالي. فهم نتيجة عملية اختيار صارمة تمتد على الأقل خمس سنوات من التدريب المكثف يتعلمون فيه الكثير. من ذلك كيفية الملاحة بالمركبة الفضائية، وكيفية إصلاح محطة فضائية واستخدام المرحاض الفضائي. ومع هذا لا يترك شيء للصدفة.
وتعد حالياً المركبة الروسية سويوز المركبة الوحيدة التي يمكنها نقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. ولكن الصعود على متنها لا بد أن يمر عبر حقل من الخرافات والإجراءات وقواعد السلوك.
ويلاحظ أن الأساطير والتقاليد ارتبطت بعمليات الإطلاق. لربما منذ دوران يوري غاغارين الأول في نيسان/ أبريل ١٩٦٠.
وبالطبع ليست كل هذه الطقوس منطقية. ولكن عندما تكون على وشك الجلوس فوق ٢٧٤ طن من وقود الصواريخ الانفجاري، فإنك لن تجازف بأي نذير شؤم.
إليك أغرب ١٠ طقوس خرافية قبل رحلات الفضاء:
١- الترحيب برواد الفضاء
إنها بايكونور في تشرين الثاني/ نوفمبر. تعصف رياح قارسة في السهل الكازخي رافعة الثلج عن الأرض المتجمدة. وتتماهى السماء الرمادية الشاحبة مع لون مدرج المطار الرمادي. ومن المزارب المكسورة لحظيرة الطائرات تتدلى نوازل الجليد آيلةً للسقوط.
تهبط طائرة نفاثة على مدرج المطار وتدرج حتى تقف. ويندفع رجال يلبسون المعاطف لوضع السلم على مدخلها. لينزل منها ثلاثة شخصيات إلى الأرض الإسفلتية المتشققة. ثم تصدح الموسيقى من نظام صوتي سوفيتي قديم.
من ثم يبدأ صف من النساء اللواتي يرتدين معاطف أيضاً وقبعات وقفازات بالتلويح بخصل براقة بلون ذهبي في الهواء.
هذا هو الاستقبال التقليدي لتحية رواد الفضاء الذين يصلون إلى منصة إطلاق بايكونور من أجل الانطلاق إلى الفضاء. وأصول هذا التقليد غير واضحة ولكن لا تكتمل أي رحلة دون صخب كرات المشجعات البراقة.
٢- الكرسي الدوّار
لعل أكثر تأثير مباشر ومرهق لمغادرة الكوكب هو دوار الفضاء! وهي شكوى يخبر عنها حتى أصلح رواد الفضاء. فمع استغراق الرحلة إلى محطة الفضاء الدولية ستة ساعات فقط، ومع عشرات تصحيحات المسار للبقاء عليه، فإن آخر شيء ترغب فيه هو طاقم يتقيأ.
وإحدى الحلول التي ابتكرها علماء نفس الفضاء الروس هي أن تجري محاولة لجعلهم يفقدون حسهم بالاتجاهات على الأرض قبل انطلاقهم.
لذلك قبل الرحلة بساعات يتعرض كل عضو من الطاقم إلى التدوير على كرسي دوار. والإمالة رأساً على عقب على كراسٍ خاصة. وذلك لتحضيرهم لتجربة الفضاء منعدم الجاذبية.
وهناك جدل في مجتمع الفضاء إن كان أي من هذا فعالاً. وعلى أي حال، طالما تمتلك كيس التقيؤ في متناول يدك، يمكنك تجربة ذلك في المنزل!
٣- زراعة شجرة
إحدى أكثر النصب التذكارية للرحلات الفضائية إثارة للمشاعر طريق مشجّر في بايكونور. حيث زرعت الأشجار على مدى الخمسين عاماً الماضية. وكل شجرة ترمز لمهمة ولرواد الفضاء الذين صعدوا فيها. ولا تحتفي فقط بالذين تمكنوا من الوصول إلى الفضاء فقط، بل تضم تذكارات حية للذين فشلوا في ذلك.
واليوم من التقاليد التي يقوم بها كل فرد من الطاقم أن يزرع شتلته الخاصة. وهذا الأمر مناسب جداً لربيع كازاخستان المعتدل، لكنه ليس كذلك في شتائه القاسي عندما تكون الأرض جلموداً صلباً.
٤- مشاهدة فيلم يعود للسبعينيات
ماذا تفعل قبل ليلة من الإقلاع؟ تشاهد فيلماً! إنه فيلم «الشمس البيضاء والصحراء». وهو فيلم كلاسيكي روسي كما يبدو. وكل رائد فضاء انطلق من قاعدة بايكونور منذ بداية السبعينيات شاهد الفيلم كجزء من الطقوس قبل الإقلاع.
٥- التوقيع
في روسيا يجب أن توقع على كل شيء، بما في ذلك صاروخك! فمن التقليدي أن يوقع رواد الفضاء على مركباتهم للإشارة إلى موافقتهم بأنها ملائمة للطيران. وبما أنهم لم يشتركوا في بنائها، فمن غير الواضح ماذا سيحدث إذا تبين أنها غير صالحة!
كما يوقع الطاقم على جدار متحف في بايكونور. ويوقعون أيضاً على باب غرفة نومهم في بايكونور في آخر ليلة لهم على الأرض. وهذا كما الأشجار، إقرار بطول عمر برامج الفضاء الروسية والسوفيتية.
وعند عودة رواد الفضاء غالباً ما يوقعون على الغطاء الخارجي المحترق لكبسولتهم.
٦- العملات المعدنية والمباركة
تعد مشاهدة الطاقم لصاروخهم وهو ينقل إلى منصة الإطلاق نذير شؤم لذلك يبعدون عنه. وكما للرواد طقوس، أيضاً للمهندسين وفريق الدعم وعائلات الرواد.
تنقل المركبة سويوز من حظيرتها على سكة حديد. تجرها قاطرة ببطء شديد لتستغرق عدة ساعات.
وبينما يتحرك القطار ببطء، يضع المتفرجون عملات معدنية على السكة لكي تسحقها العجلات. ويعتقد أن هذا يجلب الحظ للمهمة. وحتى الآن لم يؤدي إلى إصابات أو خروج عن السكة.
وعندما يصل الصاروخ منصة الإطلاق، يباركه قسيس.
٧- لعبة محشوة
لاحظ أي فديو لداخل الكبسولة في إطلاق أي صاروخ روسي وستلاحظ وجود لعبة ناعمة تتدلى من لوحة التحكم.
وفي البعثة ٤٠ إلى محطة الفضاء الدولية كانت اللعبة زرافة لطيفة تعود لابنة رائد الفضاء التابع لناسا رايد وايزمان.
لا تؤدي هذا اللعبة دور جالب للحظ ففط. بل عندما تصل سويوز إلى المدار تطفو اللعبة بحرية، فتشير إلى رواد الفضاء أنهم الآن في بيئة معدومة الجاذبية.
٨- قرص أغاني رومنسية روسية
خلال كامل تاريخ الرحلات الفضائية السوفيتية والروسية لم يفقد إلا ٤ رواد فضاء حياتهم خلال المهمة، وهم: رائد سويوز ١ فلاديمير كوماروف عام ١٩٦٧. وطاقم سيوز ١١ الثلاثي عام ١٩٧١. ويحاول الروس الحفاظ على سجل أمان الرحلات القياسي هذا.
يقول منطق الخرافات، بإنه إذا جرى شيء بطريقة معينة في مهمة ما وكانت ناجحة، فيجب أن يجري بذات الطريقة في المهمات التالية. فلماذا المخاطرة والتغيير؟
ويمكن تتبع أحد هذه الخرافات إلى الرائد الروسي يوري غاغارين.
ففي نيسان/ أبريل ١٩٦١، كان غاغارين واضعاً أحزمة الأمان ضمن كبسولته على منصة الإطلاق. وقد أغلقت بوابتها. وانتهت جميع عمليات الفحص وكان جاهزاً للطيران.
ولعدم وجود شيء يفعله سوى التحديق بلوحة التحكم على بعد سنتيمترات من وجهه، طلب من فريق التحكم أن يشغلو له بعض الموسيقا عبر نظام الاتصال الداخلي. فشغلوا له شريط أغانٍ رومنسية.
وذات الشيء يحدث اليوم، رغم وجود خيارات أوسع لانتقاء الموسيقا.
٩- مثانٍ ممتلئة
لعل أكثر الطقوس غرابة يعود إلى غاغارين أيضاً. فمن الظاهر، أنه غاغرين وهو في طريقه إلى منصة الإطلاق، طلب من سائق الحافلة التوقف لكي يتبول. ونزل وتبول على الإطار الخلفي الأيمن للحافلة.
ففي عام ١٩٦١، كان هذا طبيعياً بأن لا يرغب أول رجل فضاء بوجود كرات عائمة من البول في كبسولته.
وهي أقل منطقية اليوم عند ارتداء رواد الفضاء بذاتهم ثلاثية الطبقات واختبارها ضد التسرب قبل الركوب في الحافلة. ولكن ما زال الرواد يريدون فعل ذلك.
١٠- منشفة
هذا طقس جديد يجب أن يدخل بين باقي الطقوس! فكل رائد فضاء يجب أن يعلم أن أكثر شيء فائدة هو أن تملك منشفة في الفضاء.
ولعل المعجبين بسلسلة دليل السفر إلى المجرة للكاتب دوغلاس آدم يعرفون استخداماتها: من لفها لتدفئتك عند عبور أقمار جغلان بيتا، إلى الاستلقاء عليها في شواطئ أحد الكواكب، أو استعمالها غطاءً للنوم، أو شراع أثناء إبحارك في أحد أنهر المجرة، أو أن تلوح بها للإستغاثة، وغيرها مما ورد في هذه السلسة.
ولعل هذا الطقس الجديد سيجعل غاغارين فخوراً بالطبع!
ملخص المقال
مع أن رواد الفضاء يتميزون بانضباطهم الكبير، وتدريبهم العالي، وخضوعهم لسلسة اختبارات قاسية لاختيارهم. إلا أنه من الملاحظ أن الأساطير والتقاليد ارتبطت بعمليات انطلاقهم إلى الفضاء. ولربما منذ صعود يوري غاغارين إلى الفضاء. فجميع رواد الفضاء اليوم يقومون بعدد من الطقوس الخرافية دوماً قبل الإقلاع في أي رحلة فضائية! وأغرب هذه الطقوس:
- ترحيب مشجعات بهم
- تدويرهم على كرسي دوّار
- زراعة شجرة في بايكونور
- مشاهدة فيلم يعود للسبعينيات
- التوقيع على المركبة وأبواب غرف النوم
- وضع عملات معدنية على السكة ومباركة قسيس
- اصطحاب لعبة محشوة
- الاستماع إلى أغاني روسية رومنسية
- التبول على إطارات الحافلة
- اصطحاب منشفة