١١ حقيقة مذهلة عن مجرتنا درب التبانة

مجرتنا
حقوق الصورة: ESA/NASA/JPL-Caltech

كم الذي تعرفه عن المدينة التي تعيش فيها؟ بالتأكيد لديك مطاعمك المفضلة، وأفضل طريق تسلكه أثناء الاختناقات المرورية. ولكن يستبعد أن تعرف تفاصيل  كل زاوية فيها. وذات الشيء ينطبق على مجرتك، درب التبانة.

إن وطننا الفضائي هذا مكان يثير الرهبة في النفس. تملؤه النجوم والمستعرات العظمى والسدم والطاقة والمادة المظلمة. ولكن هناك الكثير من نواحيها ما يزال غامضاً حتى للعلماء.

لأولئك الذين يريدون أن يعرفوا المزيد عن مكانهم في هذا الكون، إليكم ١١ حقيقة مذهلة عن مجرتنا درب التبانة.

١- تسمية مجرة درب التبانة قديمة

حقوق الصورة: Universal History Archive/UIG via Getty
حقوق الصورة: Universal History Archive/UIG via Getty

قبل الكهرباء، كان كل سكان الأرض لا يعوق رؤيتهم شيء لمشهد السماء في الليل. وكان من المستحيل ألا ترى الحزمة الضخمة من نجوم المجرة وهي تمر عبرها.
وقد أطلقت الحضارات القديمة أسماء مختلفة على بنية مجرتنا التي تشبه السحابة.
ولكن الاسم الذي نعرفه اليوم ينحدر من اليونانيين. من أسطورتهم التي تتحدث عن الطفل هيريكليس الذي يؤتى به إلى الإلهة هيرا، التي أرضعته أثناء نومها. وعندما استيقظت، انسكب الحليب من ثديها عبر السماء وهي تبتعد. وهذا الأصل قديم جداً حتى أنه نسي اليوم.

٢- عدد نجوم المجرة غير مؤكد بعد

حقوق الصورة: Two Micron All-Sky Survey
حقوق الصورة: Two Micron All-Sky Survey

إن عدّ النجوم عملية مضجرة، وحتى علماء الفلك يتجادلون حول الطريقة الأفضل لعدها. فتلسكوباتهم ترى النجوم اللامعة، وبعض النجوم التي يخفيها الغبار والغاز.

أما إحدى تقنيات تقدير عدد نجوم مجرتنا هو النظر إلى سرعة دورانها في المجرة. فهذا يعطي دلالات عن السحب الثقالي للمجرة، وبالتالي كتلتها. وبتقسيم الكتلة المجريّة على متوسط حجم نجم يجب أن تحصل على الإجابة.

ولكن كل هذه الأرقام تقريبية. فالنجوم تختلف كثيراً من حيث الحجم، ويدخل في تقدير عدد النجوم في المجرة العديد من الافتراضات.

وقد حدد القمر الصناعي غايا التابع لوكالة الفضاء الأوربية موقع مليار نجم في مجرتنا. ويعتقد علماؤها أن هذا الرقم يمثل ربما ١٪ من العدد الكلي. لذا فربما تحتوي مجرة درب التبانة ١٠٠ مليار نجم.

٣- لا أحد يعلم وزن مجرة درب التبانة

حقوق الصورة: Shutterstock
حقوق الصورة: Shutterstock

فيما يتصل بما سبق، ليس العلماء متأكدين من وزن المجرة. وتتراوح تقديرات كتلتها بين ٧٠٠ مليار إلى ٢ تريلون من مثل كتلة الشمس.

وللعلم معظم كتلة المجرة، ربما ٨٥٪ على صورة مادة مظلمة. وهي لا تصدر أي ضوء، وبالتالي يصعب رصدها.

وقد درست عالمة الفضاء إيكتا باتيل مدى قوة كتلة المجرة المتجانسة بالجذب الثقالي للمجرات الأصغر التي تدور حولها. وقد قدمت تقديرات أحدث بأن كتلة مجرة درب التبانة تعادل  ٩٦٠ مليار من مثل كتلة الشمس.

٤- يحتمل أن تكون مجرتنا في بقعة ضخمة وفارغة من الكون

حقوق الصورة: ESO/EHT
حقوق الصورة: ESO/EHT

أشارت العديد من الدراسات إلى أن مجرتنا وجيرانها يقبعون في بقع نائية ومنعزلة من الكون.

فالكون يبدو عن بعد وعلى مقياس ضخم شبكة كونية هائلة. فهي ذات خيوط تربط مناطق كثيفة يفصل بينها فراغات هائلة وخالية غالباً. وهذا يعني أن مكان إقامتنا المجريّ يبدو بأنه قائم في فراغ كينان وبارغر وكوي الكوني، الذي سمي بذلك تيمناً بعلماء الفضاء الثلاثة الذين حددوه في دراسة عام ٢٠١٣.

وقد درس فريق آخر حركة المجرات في الشبكة الكونية تلك، ليقدموا تأكيدات إضافية بأننا نهيم في أحد أكبر مناطق الكون وأكثرها خلاءً.

٥- التقطت صورة للثقب الأسود الهائل في مركز مجرتنا

حقوق الصورة: ESO/EHT
حقوق الصورة: ESO/EHT

يكمن في قلب مجرتنا وحش ضخم، وهو ثقب أسود عملاق يزن ما يعادل وزن ٤ ملايين شمس.

وقد عرف العلماء أنه موجود لأنهم يستطيعون تتبع مسارات النجوم في مركز مجرتنا، ورؤية أنها تدور حول جسم هائل الكتلة لا يمكن رؤيته.

وفي السنوات الأخيرة جمع العلماء نتائج الرصد من تلسكوبات متعددة للوصول إلى لمحة عن البيئة المحيطة بالثقب الأسود. والتي يملؤها الغبار والغاز الذي يدور حول فم الثقب الأسود.
وقد تمكن مشروع تسلكوب أفق الحدث التقاط صورة للثقب الأسود في مركز مجرتنا.

٦- تصطدم المجرات الصغيرة التي تدور حول مجرتنا بها

حقوق الصورة: Juan Carlos Muñoz/ESO
حقوق الصورة: Juan Carlos Muñoz/ESO

أبحر ماجلان إلى نصف الكرة الجنوبي في القرن ١٦. ويعد هو وطاقمه من أوائل الأوربيين الذين تحدثوا عن عناقيد دائرية من النجوم في سماء الليل وفقاً للمرصد الأوربي الجنوبي.
وهذه العناقيد الدائرية في الحقيقة مجرات تدور حول مجرتنا. وسميت سحابات ماجلان الصغرى والكبرى.

والعديد من مثل هذه المجرات القزمة تدور حول مجرتنا، وأحياناً تلتهمها مجرتنا الضخمة. وقد أظهرت بيانات جديدة من القمر غايا ملايين النجوم في مجرتنا تتحرك في مدارات ضيقة مشابهة. الأمر الذي يشير إلى أنها نشأت عن مجرة قزمة سابقاً.

٧- درب التبانة مليئة بالدهون السامة

حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech
حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech

تدور بين النجوم في مجرتنا في الفضاء شبه الخالي كمية من الدهون القذرة. وهي جزيئات عضوية زيتية تعرف باسم مركبات الكربون الأليفاتية. وتنتج هذه المركبات في بعض النجوم، لتتسرب منها إلى الفضاء بين النجمي.

وقد وجدت دراسة حديثة أن المواد التي تشبه الدهون يمكن أن تكون مسؤولة عن ربع إلى نصف الكربون في مجرتنا. وهذه الكمية ضعف ما كان يعتقد سابقاً.

ومع أن هذا غريب، فإن هذه النتائج تبعث على التفاؤل. وذلك ببساطة لأن الكربون لبنة بناء أساسية في الأشياء الحية. ووجودها بكثرة في المجرة يمكن أن يشير إلى وجود أنظمة نجمية تدعم الحياة.

 

٨- ستصطدم مجرتنا بجارتها بعد ٤ مليون سنة

حقوق الصورة: Shutterstock
حقوق الصورة: Shutterstock

من المحزن أن نقول أن مجرتنا لن تبقى للأبد. فعلماء الفلك يعرفون أننا نتجه بسرعة نحو جارتنا مجرة أندروميدا بسرعة ٤٠٠ ألف كيلو متر في الساعة.
وقد أشار معظم العلماء أن مجرة أندروميدا الضخمة ستبتلع مجرتنا عند الاصطدام بعد ٤ مليون عام وتستمر.

ولكن دراسة حديثة أعادت تقدير وزن أندروميدا وتبين أنه يبلغ وزن ٨٠٠ مليار من مثل وزن الشمس تقريباً، ليساوي تقريباً وزن مجرتنا.

وهذا يعني أن المجرة التي ستخرج بأقل ضرر من الاصطدام سيبقى تحديدها سؤالاً مفتوحاً.

٩- تتسابق نجوم المجرات الجارة نحو مجرتنا

حقوق الصورة: ESA/Marchetti et al 2018/NASA/ESA/Hubble/CC BY-SA 3.0 IGO
حقوق الصورة: ESA/Marchetti et al 2018/NASA/ESA/Hubble/CC BY-SA 3.0 IGO

من كان ليعلم أن المجرات تتبادل النجوم!
يدرس العلماء مؤخراً النجوم فائقة السرعة التي تقذف بسرعات خيالية خارج مجرتنا. وذلك نتيجة تفاعلها مع الثقب الأسود وسط مجرتنا.

ولكن المفاجئ أنهم وجدوا بأن معظم النجوم السريعة تنطلق بسرعة نحو مجرتنا.
وقد تكون نجوماً من مجرات أخرى تمر بسرعة عبر مجرتنا.

ويشير الباحثون في الدراسة إلى أن أصل هذه النجوم قد يعود إلى سحابة ماجلان، أو من مجرة أبعد. وقد يكون هناك الكثير منها.

١٠- تنبثق فقاعات غامضة من مجرتنا

حقوق الصورة: NASA Goddard
حقوق الصورة: NASA Goddard

تخيل أن غرفة معيشتك، التي تحفظها عن ظهر قلب، كانت تحتوي فيلاً لم تلاحظه؟ هذا أشبه بما حدث للعلماء عام ٢٠١٠ عندما اكتشفوا بنى ضخمة تمتد على مدى ٢٥ ألف سنة ضوئية فوق مجرتنا وتحتها.

أطلق عليها فقاعات فيرمي. وهذه الأجسام التي تصدر أشعة غاما أعجزت العلماء عن تفسيرها منذ ذلك الوقت.

وقد جمع فريق عام ٢٠١٧ أدلة تشير إلى أن هذه الفقاعات من أعقاب حدث طاقيّ منذ ٦ إلى ٩ مليون عام. وذلك عندما ابتلع الثقب الأسود العملاق في مركز المجرة كتلة ضخمة من الغاز والغبار، ثم تجشأ هذه الغيوم اللامعة وفقاً لناسا.

١١- تمطر مجرتنا دفقات طاقة غريبة من الجانب الآخر للكون

حقوق الصورة: OzGrav Swinburne University of Technology
حقوق الصورة: OzGrav Swinburne University of Technology

استمر علماء الفضاء خلال العقد المنصرم برصد ومضات غريبة من الضوء تأتي إليهم من الكون البعيد. تسمى الدفقات أو الانفجارات الراديوية السريعة ولا تحظى باتفاق على تفسيرها.

ورغم اكتشافها منذ ما يزيد عن ١٤ عام، رصد العلماء ما يزيد عن ٥٠ منها.
ورغم عدم معرفة مصدرها، تبين أن هذا الضوء قادم من مسافة بعيدة، تمتد لعدة مليارات من السنين الضوئية بين الغبار والغاز.

ملخص المقال

نعرف الكثير عن مجرتنا، لكن الذي لا نعرفه كثير. فعديد من نواحيها ما يزال غامضاً حتى للعلماء.
ولأولئك الذين يريدون أن يعرفوا المزيد عن مكانهم في هذا الكون، إليكم ١١ حقيقة مذهلة عن مجرتنا درب التبانة:

  • تسمية مجرة درب التبانة قديمة
  • عدد نجوم المجرة غير مؤكد بعد
  • لا أحد يعلم وزن مجرة درب التبانة
  • يحتمل أن تكون مجرتنا في بقعة ضخمة وفارغة من الكون
  • التقطت صورة للثقب الأسود الهائل في مركز مجرتنا
  • تصطدم المجرات الصغيرة التي تدور حول مجرتنا بها
  • درب التبانة مليئة بالدهون السامة
  • ستصطدم مجرتنا بجارتها أندروميدا بعد ٤ مليون سنة
  • تتسابق نجوم المجرات الجارة نحو مجرتنا
  • تنبثق فقاعات غامضة من مجرتنا
  • تمطر مجرتنا دفقات طاقة غريبة من الجانب الآخر للكون

المصدر:

هنا