زخة شهب الجوزائيات ٢٠٢٢
مراقبوا السماء على موعد مع الهدية الكونية السنوية في مثل هذا الوقت من العام، زخة شهب الجوزائيات أو التوأميات، والتي ستصل إلى ذروتها يومي ١٣ و١٤ كانون الأول ديسمبر ٢٠٢٢.
يصل عدد الشهب الهاطلة التي يمكن مشاهدتها ١٠٠ إلى ١٥٠ شهاباً في الساعة. وذلك إذا كانت الظروف الجوية مثالية، وهذا نادر بالطبع.
وهذا العام سيجعل القمر الأحدب المتناقص من رؤية معظم الزخة صعباً. إذ سيرى ما بين ٣٠ إلى ٤٠ شهاباً في الساعة عند ذروتها في نصف الكرة الشمالي، وذلك حسب الظروف الجوية عندها. ومع هذا، إن الجوزائيات شهب شديدة اللمعان لذا يفترض أن يكون مشهدها جميلاً بأي حال.
وينصح العلماء الجلوس في ظل بيت أو شجرة مع رؤية مفتوحة على السماء. وذلك للتخفيف من تداخل ضوء القمر.
ما هي شهب الجوزائيات ومن أين تأتي؟
زخات الشهب حطام وجسيمات تحترق عند دخولها غلاف الأرض الجوي بسرعة عالية، وعادة ما تنشأ عن المذنبات.
تنشأ زخة شهب الجوزائيات من حطام الكويكب فايثون ٣٢٠٠. وهو كويكب اكتشف لأول مرة عام ١٩٨٣. ويدور هذا الكويكب حول الشمس مرة كل ١.٤ سنة. وفي كل عام تمر الأرض عبر ذيل حطامه. وينتج عنه زخة شهب الجوزائيات.
وما زال الجدل قائماً بين علماء الفضاء حول هذا الكويكب وتصنيفه الدقيق وأصله. حيث يفتقد قشرته الجليدية، وهي الخصيصة الأساسية التي تميز الشهاب. ويعده البعض مذنباً ميتاً. ويفترضون بأنه كان يملك قشرة جليدية في السابق ولكنها ذابت.
والبعض الآخر يسمونه مذباً صخرياً لأنه يمر قريباً جداً من الشمس خلال دورانه. الأمر الذي يرفع درجة حرارته ويسبب تصدعه، فينتج الحطام والغبار.
وفي النهاية ما يزال أصل فايثون غامضاً، ولكننا نعرف بالفعل أنه مصدر الجوزائيات.
تسير الجوزائيات بسرعة ١٢٥٠٠٠ كيلومتر في الساعة، أي أنها أسرع بـ ٤٠ مرة من الرصاصة السريعة. واحتمال وصولها إلى الأرض ضعيف جداً. حيث أن معظم شهب الجوزائيات تحترق على ارتفاع يتراوح بين ٧٢ إلى ٨٨ كيلومتر.
سبب تسميتها شهب الجوزائيات
سميت زخة الشهب بالجوزائيات لأن الشهب تظهر وكأنها تخرج من كوكبة الجوزاء. وتكون الشهب القريبة من مصدرها ذات ذيل قصير وتغيب عن النظر بسهولة. لذلك على راصدي السماء تجنب النظر إلى تلك الكوكبة. وعلى أي حال، إن تعقب الشهاب رجوعاً إلى كوكبة الجوزاء يمكن أن يحدد إذا شاهدت شهاباً من زخة الجوزائيات. وذلك لأن زخات أضعف تحدث في نفس الوقت.
الجوزائيات في نصف الكرة الجنوبي
لا تظهر شهب الجوزائيات على ارتفاع كبير فوق الأفق في نصف الكرة الجنوبي. الأمر الذي يجعل راصدي السماء يشاهدون فقط ٢٥٪ تقريباً من معدل ما يرى في نصف الكرة الشمالي. أي يرى ما بين ٥ إلى ٧ شهب في الساعة في نصف الكرة الجنوبي في الساعة.
وينصح الراصدون في نصف الكرة الجنوبي بإيجاد مناطق بأقل تلوث ضوئي ممكن، ومن ثم النظر إلى الشمال لتحسين فرص رؤيتهم للشهب.
موعد حدوث الجوزائيات ٢٠٢٢
ستبدأ شهب الجوزائيات بالهطول حوالي الساعة ٩ أو ١٠ مساءً بتوقيت وسط أمريكا يوم ١٣ كانون الأول/ ديسمبر (الساعة ٤ صباحاً ١٤ ديسمبر بتوقيت غرينتش) ما يجعلها فرصة كبيرة للراصدين الذين لا يمكنهم السهر طويلاً.
وستصل الزخة إلى ذروتها الساعة ٦ صباحاً بتوقيت وسط أمريكا يوم ١٤ ديسمبر (الساعة ١٢ ظهراً يوم ١٤ ديسمبر بتوقست غرينتش) . إنما سيكون أفضل معدل هطول قبل ذلك عند الساعة ٢ صباحاً (٨ صباحاً بتوقيت غرينتش).
وبالطبع يمكن أن تشاهد الجوزائيات قبل هذا التاريخ أو بعده، ولكن آخر فرصة لذلك ستكون يوم ١٧ ديسمبر. حيث قد يشاهد الراصد شهاباً أو اثنين في تلك الليلة.
شروط الرؤية الجيدة للجوزائيات
للرؤية الممتازة لهذه الشهب، يجب أن تجد منطقة بعيدة عن المدينة وأضواء الشوارع. والبس ملابس دافئة مع بطانية وكيس نوم، واستلق على ظهرك حيث تواجه قدماك الجنوب، وانظر للأعلى.
وكن صبوراً، فقد تستغرق عيناك ٣٠ دقيقة للتكيف مع الظلام ورؤية الشهب.
وننصح بالابتعاد عن النظر إلى الهاتف الجوال أو أي جسم مضيء لكي تحافظ على تكيف عينيك.
سيستمر الهطول طوال الليل تقريباً، لذلك لديك فرص كثيرة لرؤية أذيال الضوء الجميلة هذه في السماء.
ملخص المقال
راصدو السماء على موعد مع زخة شهب الجوزائيات ٢٠٢٢ في ١٣ و١٤ ديسمبر.
يصل عدد الشهب ما بين ١٠٠ إلى ١٥٠ شهاباً في الساعة إذا كانت الظروف الجوية مثالية. وبوجود القمر الأحدب المتناقص سيرى ما بين ٣٠ إلى ٤٠ شهاباً في الساعة عند ذروتها في نصف الكرة الشمالي هذا العام.
أما في نصف الكرة الجنوبي فيظهر ٢٥٪ منها فقط.
وللرؤية الجيدة يجب الابتعاد عن التلوث الضوئي والانتظار لتكيف العين مع الظلام.
ويذكر أنها زخة الشهب سميت بالجوزائيات لأن الشهب تظهر وكأنها تخرج من كوكبة الجوزاء. ومصدرها حطام الكويكب فايثون ٣٢٠٠، الذي يسميه البعض مذنباً ميتاً.