رواد الفضاء: الاختيار والتدريب والمهام
شاهدنا أفلاماً كثيرة عن الفضاء، ووثائقيات مثيرة عن رحلات رواد الفضاء إلى القمر أو إلى محطة الفضاء الدولية. ولعل بعضنا تراوده آلاف الأسئلة: كيف يختارونهم، كيف يدرب هؤلاء، وما المهام التي يقومون بها؟ وغيرها الكثير.
نقدم لك في مقالنا «رواد الفضاء: الاختيار والتدريب والمهام» بعض الإجابات. لنبدأ الرحلة.
ماذا نعني بكلمة رائد فضاء؟
رائد الفضاء شخص مدرب للقيام بعمله خلال الرحلات الفضائية إلى خارج الأرض، إذ يقوم بمهمات ذات صلة باستكشاف الفضاء. ونظراً لصعوبة الحياة في الفضاء وتحدياتها، يقضي رواد الفضاء جزءاً كبيراً من حياتهم في التدريب.
ويقوم هؤلاء ممثلين الجنس البشري كله باختبار حدود الجسم البشري في الفضاء، وينفذون الأبحاث، ويدعمون تطوير تقنيات جديدة، ويستكشفون غرائب الكون في أحد أكثر البيئات قساوة مما يمكن تخيله.
أهم الصفات الشخصية المطلوبة في رائد الفضاء
يجب على المرشح لاختياره رائد فضاء أن يتمتع بصفات شخصية معينة، أهمها:
- القدرة على العمل جزءاً من فريق متعدد الجنسيات ومتنوع المهام. وتعد المحافظة على الهدوء تحت الضغط مزية أساسية. لذلك تعد مهارات التواصل والاتصال غاية في الأهمية.
- كما ينبغي للمرشح أن يملك مهارات حركية ممتازة، ومهارات عالية في التحليل وكتابة التقارير، والقدرة على الاستيعاب السريع والربط بين المعلومات المعقدة، بالإضافة إلى قدرات عالية في اتخاذ القرار.
- ولأن عبء العمل مرتفع لدى رائد الفضاء، وقد يطول العمل لساعات دون نظام معين، فهذا يتطلب قدراً عالياً من الدافع، بالإضافة إلى المرونة. كما يجب أن يكون مستعداً لقضاء أوقات طويلة بعيداً عن العائلة والأقارب.
متطلبات أخرى لاختيار رائد الفضاء
- تطلب بعض وكالات الفضاء أن يكون المرشح حاملاً لدرجة الماجستير على الأقل في العلوم، كالعلوم الفيزيائية أو علوم الأرض وعلوم الأحياء أو الطب أو الهندسة أو الاختصاصات ذات الصلة.
- وتطلب بالإضافة إلى ذلك خبرة عملية بعد التخرج لأعوام محددة سواء في مخبر أو إجراء أبحاث عملية وغيرها.
- يطلب منه أيضاً أن تكون لغته الإنكليزية ممتازة، ومعرفة اللغة الروسية تعد ميزة ولكنها ليست شرطاً أساسياً.
- تحدد أيضاً بعض الوكالات حداً عمرياً للمتقدمين، فمثلاً تحدد وكالة الفضاء الأوربية عمر ٥٠ عاماً الحد الأعلى لعمر المتقدمين.
- يجب أن يجتاز المتقدمون أيضاً فحوصاً طبية ونفسية، ويجب أن يظهروا قدرات إدراكية وذهنية وشخصية تسمح لهم بعمل فعال. ويجب أن لا يكون لديهم أي إدمان على المخدرات أو الكحول أو التبغ.
- أما مستوى اللياقة البدنية فليس من الضروري أن يكون بمستوى عالٍ، بل إن حجم العضلات الكبير يعد سلبية في بيئات منخفضة الجاذبية. وهناك حدود للطول، فمثلاً تطلب وكالة الفضاء الأوربية أن يكون الطول بين ١٥٠ إلى ١٩٠ سم. وجدير بالذكر أن هذه الحدود تفرضها محددات تقنية.
ما هي واجبات ومسؤوليات رائد الفضاء؟
رواد الفضاء خبراء مهرة يفترض بهم تطبيق معرفتهم الواسعة وخبرتهم في ظروف عالية الإجهاد والضغط، بعيدين عن عائلاتهم وحياتهم الاجتماعية لفترات طويلة.
ولتمكينهم من الوفاء بالتزاماتهم يقدم لهم تدريب فريد، كما أنهم سفراء لوكالاتهم وبرامجها. وفي هذا يحضرون المناسبات ويشاركون في المناظرات والمناقشات، وينشطون في الإعلام التقليدي وعلى وسائل التواصل، وفي مبادرات التثقيف والتعليم.
دور رائد الفضاء التقليدي
يشارك رائد الفضاء في المهمات طويلة الأمد في محطة الفضاء الدولية، وتنفيذ التجارب في بيئة منعدمة الجاذبية وتشغيل أنظمة المحطة. كما يركبون ويشغلون ويختبرون الأجهزة الجديدة في المحطة. إضافة إلى ذلك يجرون أبحاثاً علمية ويقومون بجولات سير فضائية خارج المحطة، ويخضعون لتجارب علوم الحياة أنفسهم.
ودور رائد الفضاء يتطور باستمرار. إذ يجب أن يتحضر الرواد المستقبليون للقيام بمهام بشرية وروبوتية إلى القمر وبعدها المريخ.
مسؤوليات رواد الفضاء في المهمات الحالية والمستقبلية
بصورة عامة: تركيب أجهزة التجارب وإجرائها داخل وخارج المركبة أو المحطة. والقيام بأبحاث بشرية، والسفر إلى سطح القمر ودعم المهمات عليه. بالإضافة إلى القيام بجمع عينات وإعادتها إلى اللأرض، إلى جانب عمليات الإصلاح والتجميع، والنشاطات الإعلامية والتواصلية العامة.
على القمر والمريخ مستقبلاً: دراسة جيولوجيا السطح، جمع العينات، نشر التجهيزات العلمية، تشغيل المعدات الروبوتية وغيرها.
ما الذي يقوم به رواد الفضاء خارج أوقات تدريبهم ورحلاتهم؟
يقدم رواد الفضاء الدعم التقني لمشاريع استكشاف الفضاء البشرية أو الروبوتية، ويحافظون على مهاراتهم من خلال التدريبات المنشطة أو المهام المنفذة على الأرض. كما يقومون بأنشطة علاقات عامة لإيصال فكرة أهمية الفضاء واستكشافه.
كما ينشطون جداً على وسائل التواصل الاجتماعي، ويقومون بالظهور في مناسبات عامة، وذلك لأن مهامهم وأدوارهم تثير فضول الناس.
تدريب رائد اللفضاء
يتكون تدريب رواد الفضاء من ٣ مراحل رئيسية، وهي:
- تدريب أساسي
- تدريب متقدم ما قبل المهمة
- تدريب خاص بالمهمة
يخضع الرواد مباشرة بعد اختيارهم للتدريب الأساسي. فيكون مثلاً في وكالة الفضاء الأوربية لمدة سنة واحدة، يبدأ بمعلومات عن الوكالة وغيرها من الوكالات وبرامجها.
ينتقل بعدها المتدربون إلى أساسيات عدد كبير من الأنظمة، ومنها محطة الفضاء الدولية، ومركبات النقل كمركبات الولايات المتحدة سبيس إكس وبوينغ ومركبة سويوز الروسية.
ويشمل أيضاً التدريب على مهارات فضائية تتطلبها بعض المهمات في محطة الفضاء الدولية كالنشاطات خارج المحطة (المشي الفضائي خارج المحطة) والروبوتات والتقاء والتحام المركبات الفضائية. ويختتم التدريب الأساسي بتعليم اللغة الروسية والسلوك البشري وتمرينات على الأداء ومهارات البقاء.
ثم يأتي التدريب المتقدم ما قبل المهمة، وفيه يزود الرواد بمعارف ومهارات شاملة عن كيفية تشغيل وتخديم وإصلاح وحدات محطة الفضاء الدولية وأنظمتها ومركبات النقل والحمولة.
ومع أن هذا التدريب أكثر تفصيلاً، إلا أنه يبقى عاماً، ويزود الرواد بالخبرة اللازمة لأي رحلة تقريباً إلى محطة الفضاء الدولية.
وتبدأ المرحلة الثالثة من التدريب حالما يعين الرائد للمهمة، فيبدأ التدريب الخاص بها. وهنا يركز التدريب على المهام المحددة المطلوبة في تلك المهمة بعينها. وفي هذه المرحلة تطبق المعارف والخبرات التي تلقوها سابقاً في برنامج تجريبي.
يتعلم الرواد خلاله الخلفية العلمية وكيفية تشغيل أدوات وأجهزة البحث المطلوبة لكل تجربة. ويتحضرون لتشغيل المكونات ومراقبتها وإصلاحها عند الحاجة. ويختتم بالتدريب على مركبة النقل والعيش الآمن وإجراءات الطوارئ.
ويتطور التدريب دائماً، إذ تمكن أشكال جديدة من التدريب باستخدام الواقع الافتراضي والمعزز من تقوية التعليم وتمكن من التدريب عن بعد.
ملخص المقال
يجيب المقال «رواد الفضاء: الاختيار والتدريب والمهام» عن العديد من الأسئلة المتعلقة برواد الفضاء، وهي:
- ماذا نعني بكلمة رائد فضاء؟
- أهم الصفات الشخصية المطلوبة في رائد الفضاء
- متطلبات أخرى لاختيار رائد الفضاء
- واجبات ومسؤوليات رائد الفضاء
- دور رائد الفضاء التقليدي
- مسؤوليات رواد الفضاء في المهمات الحالية والمستقبلية
- ما يقوم به رواد الفضاء خارج أوقات تدريبهم ورحلاتهم
- تدريب رائد اللفضاء