رصد إعصار حلزوني قطبي على أورانوس لأول مرة

إعصار حلزوني على أورانوس
استخدم العلماء الرصد بالأمواج الصغرية لرصد أول إعصار حلزوني قطبي على أورانوس. ويرى نقطة باهتة على يمين مركزه في كل صورة. واستخدمت خرائط لونية مختلفة في كل منها لإظهار معالم الإعصار. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech/VLA

استطاع علماء ناسا رصد إعصار حلزوني قطبي على أورانوس لأول مرة. وقد استخدموا تلسكوبات أرضية ليحصلوا على صورة غير مسبوقة له، وقد ساعدهم بالطبع موضع الكوكب في مداره الطويل حول الشمس في ذلك.

دليل على الإعصار الحلزوني

حصل علماء ناسا للمرة الأولى على دليل قوي على وجود إعصار حلزوني قطبي على أورانوس. وقد رصدوا هذه الظاهرة عند قطب العملاق الجليدي الشمالي بفحص الموجات الراديوية الصادرة عنه.

وتكشف هذه النتيجة في النهاية حقيقة عامة عن كل الكواكب التي تملك غلافاً جوياً كثيفاً بما يكفي ألا وهي: سواء أكانت الكواكب غازية أم صخرية، فإن أغلفتها الجوية تظهر علائم على دوامات تدور عند أقطابه.

ويعلم العلماء منذ زمن بأن أورانوس لديه دوامة تدور في قطبه الجنوبي. إذ أظهر التصوير من فوياجر ٢ التابعة لناسا لقمم سحب الميثان وجود رياح في مركز القطب تدور أسرع مما فوق بقية القطب. ولم تظهر قياسات فوياجر ٢ بالأشعة تحت الحمراء تغيرات في درجة الحرارة. ولكن نتائج الدراسة الجديدة قد رصدت تغيرات حرارية ونشرت في جيوغرافيكال ريسيرش ليترز.

وعن طريق استخدام هوائيات وصحون منظومة التلسكوبات الكبيرة جداً VLA في نيوميكسيكو، رصد العلماء ما هو أسفل غيوم الكوكب. وتبين لهم أن هذا الهواء الدوار يبدو بأنه أعلى حرارة وأكثر جفافاً. ويدل هذا في الحقيقة على إعصار حلزوني قوي.

وقد جمعت البيانات في عام ٢٠١٥ و٢٠٢١ و٢٠٢٢، وغاصت أعمق في غلاف أورانوس الجوي أكثر من أي وقت مضى.

أورانوس
صورة لأوروانوس من فوياجر ٢ عام ١٩٨٦  حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة أليكس أكينز من مختبر ناسا للدفع النفاث: تخبرنا هذه النتائج المزيد عن قصة أورانوس، فهو كوكب أكثر ديناميكية مما نعتقد. أي ليس مجرد كرة غازية بسيطة. بل هناك الكثير من الأسرار فيه.

ويبرز الكثير من أورانوس أمامنا هذه الأيام، وذلك بالطبع بفضل موقعه من مداره الطويل حول الشمس. والذي يستغرق ٨٤ عاماً لإتمامه. فلم تكن أقطابه في العقود الأخيره متوجهة نحو الأرض. ولكن منذ العام ٢٠١٥ أصبح موقعه أفضل وأصبح العلماء قادرين على النظر أعمق في غلافه الجوي فوق القطب.

الإعصار الحلزوني

يحوي إعصار أورانوس الحلزوني ذو البنية المضغوطة هواءً مرتفع الحرارة وجافاً في داخله. ويشبه الأعاصير التي كشفتها كاسيني على زحل.

وبفضل النتائج الجديدة فإن الأعاصير الحلزونية (التي تدور بجهة دوران الكوكب) والأعاصير الحلزونية العكسية (التي تدور بعكس جهة دوران الكوكب) رصدت على أقطاب كل كواكب المجموعة الشمسية. ما عدا عطارد الذي لا يملك غلافه الجوي كثافة ملائمة.

غير أن الأعاصير الحلزونية على زحل وأورانوس لا تتشكل فوق الماء كما على الأرض (فلا يوجد على سطحها ماء كما الأرض). كما أنها لا تتحرك بل تبقى ثابتة فوق القطبين.
وسيراقب العلماء عن كثب الأعصار الحلزوني المكتشف حديثاً على أورانوس. وذلك لمعرفة منحى تطوره في الأعوام القادمة.

يقول أكينز: هل يعكس اللب الحار الذي رصدناه سرعة الدوران العالية ذاتها التي رصدتها فوياجر؟ أو هل هناك أعاصير حلزونية متراكبة على أورانوس؟ ومتابعة الحصول على هذه الاكتشافات الصغيرة عن منحى غلاف أورانوس الجوي يثير الحماس، ويدفع للكشف عن المزيد من غموض هذا الكوكب.

ملخص المقال

استطاع علماء ناسا رصد إعصار حلزوني قطبي على أورانوس لأول مرة. وقد رصدت فوياجر ٢ سابقاً علائم عليه.
وقد استخدم العلماء لفعل ذلك منظومة التلسكوبات الكبيرة جداً VLA في نيوميكسيكو.
وساعد في رصده موقع أورانوس على مداره الآن، إذ تتوجه أقطابه نحو الأرض. وسيراقب العلماء منحى تطور الإعصار لكشف المزيد من الغموض عن منحى الغلاف الجوي لأورانوس.

المصدر

هنا