نظرة عن قرب على قمر المشتري يوروبا الذي يحتمل وجود الماء فيه

يملك المشتري أقماراً عديدة، أشهرها أقمار غاليليو. من بين هذه الأقمار قمر المشتري يوروبا، الذي يحتمل وجود الماء تحت سطحه الجليدي وفق علامات كثيرة.

نقاط بارزة

  • يملك يوروبا سطحاً أملس أكثر من جميع أسطح الأجسام الصلبة الأخرى في النظام الشمسي.
  • قد يخبئ السطح تحته ماءً أكثر من الماء الموجود على الأرض.
  • لدى وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوربية مهمات مقررة لزيارة القمر يوروبا وغيره من أقمار المشتري.

لماذا ندرس قمر المشتري يوروبا؟

يعد يوروبا القمر السادس من حيث كبر حجمه في النظام الشمسي، ورابع أكبر قمر تابع للمشتري. ومع أن مظهره مشقق وباهت، إلا أن سطحه هو الأكثر ملوسة بين أجسام النظام الشمسي. حيث إن أعلى مرتفعاته -وهي قليلة- لا تتجاوز في ارتفاعها عدة مئات من الأمتار. كما أن الفوهات الصدمية نادرة.

أما الخطوط المتقاطعة والبقع التي تغطي سطحه الصخري فهي ناتجة على الأرجح عن كسور سطحية وتركيبات مختلفة للأرض. وهذه الشقوق ليست ضخمة كالشقوق الموجودة في أجرام أخرى.

أما ملوسة سطحه تعني بأن سطحه حديث إلى حد بعيد. أي عدة ملايين من السنين على الأرجح لا عدة مليارات كغيره من الأجرام. وبطريقة ما غطى الجليد السطح وأصبح أملساً أسرع من الأجرام الأخرى. أما كيف حدث ذلك فلا إجابة أكيدة حتى الآن، غير أنه من المحتمل أن يكون ذلك له صلة بما تحت هذا السطح.

فقمر المشتري المتجمد هذا يخفي سراً مذهلاً. وهذا السر بحر محتمل يحوي ماءً بقدر ضعفي الماء الذي تحويه محيطات الأرض مجتمعة. وبينما يكون سطحه الجليدي صلباً كالصخر، فما بداخله أعلى حرارة.

وتأتيه هذه الحرارة من تمدد وتقلص لبه الحديدي ووشاحه الصخري. فالجانب الأقرب إلى المشتري يتعرض لقوى جذب أعلى من الجانب البعيد عنه. الأمر الذي يؤدي إلى تمدد القمر كله، ويسبب تلك الشقوق الطويلة على الأرجح على سطحه، ويسخن داخله بالإضافة إلى ذلك.

 

هل يوجد دليل على الماء؟

إن الأدلة على وجود نوع ما من الماء أو الجليد الذائب تحت سطح يوربا قوية إلى حد ما. ويعتمد في ذلك على النماذج التي تبين كيف يؤثر المحيط المدفون على سطحه الجليدي. كما أن قياسات حقله المغناطيسي أشارت إلى وجود نوع  ما من سائل ناقل كهربائياً -كالماء المالح على سبيل المثال- يسيل تحت سطحه.

بالإضافة إلى ذلك هناك صور من تلسكوب هابل الفضائي يبدو بأنها تظهر خروج اندفاعات من بخار الماء من قطبه الجنوبي، وهذه الصور ليست بدقة كافية لتكون حاسمة.

فإذا كان المحيط السائل موجوداً فعلاً ، فهذا يجعل من يوروبا مكاناً واعداً للبحث عن حياة. ببساطة لأن الماء أساسي للحياة كما نعرفها. ولكن تبقى هناك الكثير من الأمور الغامضة عن هذا القمر الضخم. بدءاً من ثخانة سطحة، وصولاً إلى ما يجري تحته.

قمر المشتري يوروبا يحتمل وجود الماء فيه
القمر يوروبا، التقتطه فوياجر ٢ عام ١٩٧٩. حقوق الصورة: NASA/Ted Stryk/Edited by The Planetary Society

حقائق عن القمر يوروبا

  • متوسط درجة حرارة السطح: -١٦٠ درجة مئوية
  • متوسط البعد عن الشمس: ٥.٢ وحدة فلكية
  • القطر: ٣١٠٠ كم (أصغر قليلاً من قمر الأرض)
  • الحجم: ١٥.٩ مليوم متر مكعب
  • الجاذبية: ١.٣١٥ متر/ ثانية^٢
  • اليوم الشمسي: ٣.٥ يوماً أرضياً
  • السنة الشمسية: ١٢ سنة أرضية تقريباً
  • الغلاف الجوي: قليل الكثافة جداً، ومعظمه من الأوكسجين

المهمات الفضائية إلى يوروبا

أول رصد مسجل ليوروبا كان على يد غاليليو غاليلي عام ١٦١٠. ولهذا سمي يوروبا وثلاثة أقمار غيره -آيو وجانيميد وكاليستو- أقمار غاليليو. ولكن لم تظهر أية علائم على وجود ماء تحت سطحه إلا بعد ٣٦٩ سنة تلت ذلك. وذلك عندما حلق مسباري فوياجر في نظام المشتري، وأرسلا صوراً مفصلة ليوروبا.

وبقي بعدها يوروبا حتى عام ١٩٩٥، إلى أن أصبحت مركبة غاليليو أول مركبة تدور حول المشتري. وبقيت في مدارها لمدة ٨ سنوات، ملتقطة أدق الصور التي نملكها ليوروبا. وفي نهاية المهمة لم يتبقَ للمركبة ما يكفي من الوقود للإفلات من نظام المشتري إفلاتاً كاملاً.

ولم يرد العلماء إبقاءها هناك لكي لا ترتطم بالقمر يوروبا في نهاية المطاف، فتلوثه وتجعل البحث عن حياة فيه صعباً. لذلك وجهوا المركبة إلى داخل المشتري لتتحطم.

وفي عام ٢٠١٦ استبدلت مركبة غاليليو بمركبة جونو. وهي ما تزال تدور حول المشتري. وفي عام ٢٠٢٢ حلقت جونو أقرب إلى القمر يوروبا من أي مركبة بعد جاليليو، لتقترب منه بأقرب نقطة مسافة ٣٥٢ كم من سطحه.

ويخطط لإطلاق مهمتين في السنوات القليلة القادمة، وهما: مستكشف أقمار المشتري الجليدية التابعة لوكالة الفضاء الأوربية، ويوروبا كليبر التابعة لناسا. وفي حين سترصد الأولى يوروبا وجانيميد وكاليستو، فإن الثانية ستحلق ٤٥ تحليقاً قريباً من يوروبا.

بل وربما تحلق عبر أعمدة الماء المندفعة منه. ومع أن ناسا صرحت بأن مهمة يوربا كليبر ليست مهمة للبحث عن الحياة. إلا أنها ستحاول تحديد مواقع تحت قشرة يوروبا الجليدية التي يحتمل أن تدعم الحياة.
كما تدرس ناسا إمكانية إرسال مركبة هبوط إلى يوروبا لدراسة معالم سطحه. ولم تتلق تمويلاً وما تزال فكرة حتى الآن.

ملخص المقال

قمر المشتري يوروبا قمر جليدي مميز، وتشير دلائل متعددة إلى وجود ماء تحت سطحه. ويتميز بأكثر السطوح ملوسة في النظام الشمسي.

أما الماء المحتمل وجوده تحت سطحه فيقدر بضعفي حجم الماء على الأرض. ويعتمد في تأكيد ذلك على النماذج، وعلى قياسات حقله المغناطيسي وصور تلسكوب هابل ومسباري فوياجر. ووجود الماء يجعله مكاناً واعداً للبحث عن حياة.

ويذكر أنه على موعد مع مهمتين تنطلقان نحوه، أولهما تابعة لوكالة الفضاء الأوربية لرصد ثلاثة أقمار. والثانية تابعة لناسا ستحلق قربه. وهناك فكرة لإرسال مركبة تهبط على سطحه لدراسته.

المصدر

هنا