٧ أماكن على الأرض تشبه المريخ

مع أن المريخ يبعد عنا ملايين الكيلومترات، إلا أننا نملك على سطح الأرض أماكن تشبه المريخ.

المريخ على الأرض

فريق مهمة مختبر المريخ العلمي عام ٢٠١٢ أجروا تجارب الحركة على كثبان كاليفورنيا الرملية تحضيراً لتشغيل المركبة على المريخ.

جربت ناسا المركبة الجوالة كوريوسيتي في وادي الموت بكاليفورنا قبل إطلاقها إلى المريخ. وهو من أكثر الأماكن البديلة للمريخ مما يفضله العلماء على الأرض. ويعود ذلك إلى مناخها الجاف وتضاريسها الفريدة.

يعد وادي الموت واحداً من بين عدة أماكن في الأرض تصح بديلة للمريخ، وذلك أثناء اختبار علماء ناسا معداتهم التي ستتجه نحو الكوكب الأحمر. وبعض هذه الأماكن باردة والأخرى حارة، وبعضها جاف والآخر مغطى بالجليد. وهي جميعها من أقسى المناطق في الأرض، ولهذا يسعى إليها العلماء لاختبار مبتكراتم التكنلوجية قبل إطلاقها إلى الفضاء. إليكم ٧ أماكن على الأرض تشبه المريخ.

١- صحراء أتاكاما في تشيلي

مركبة زوي الجوالة في صحراء أتاكاما. حقوق الصورة: Carnegie Mellon University, 2005

 

مكان من أكثر الأماكن جفافاً في الأرض. وتمتد على مسافة ٩٦٦ كم في أمريكا الجنوبية. وهي جافة جداً لتكون أقرب مكان مجدب يمكن أن تقدمه الأرض شبيها بالمريخ.

وفي عام ٢٠٠٤ قضى علماء مولتهم ناسا ٤ أسابيع في هذه الصحراء، وذلك لدراسة ندرة الحياة فيها، للوصول إلى أدلة عن كيفية بقاء الحياة على المريخ. وأصبحت هذه المنطقة القاحلة وجهة للروبوتات من أجل الضبط الدقيق لقدراتها على رصد الحياة، والتي يمكن أن تساعد على رصد الحياة على المريخ.

وتبقى الصحراء جافة بسبب ما يسمى الظل المطري، وهي منطقة جافة بسبب اعتراض سلاسل الجبال مجرى الرياح الرطبة التي تهب على شاطئ البحر، فتمنع وصول أي رطوبة لها.

وبعض محطات الطقس في أتاكاما لم تتلقَ مطراً أبداً. ولكنها اشتهرت في عام ٢٠١١ بسبب هطول ثلج فيها بثخانة ٨٠ سم، وكان هذا أغزر هطول ثلجي خلال عقدين.

٢- بحيرة فوستوك في القطب الجنوبي

المحطة الروسية في فوستوك. حقوق الصورة: Josh Landis, National Science Foundation

 

حفر العلماء الروس وصولاً إلى الماء البكر في بحيرة فوستوك، والواقع تحت ٣ كم من الجليد وذلك في عام ٢٠١٢. ترقب المحيط العلمي عندها عن كثب على أمل أن تجد البعثة دلائل تشير إلى كيفية بقاء الحياة على المريخ المتجمد، حيث تبلغ درجة الحرارة -٦٠° مئوية.

حيث غطت البحيرة طبقة جليد منذ فترة بين ٣٤ إلى ١٤ مليون عام، وأغلقتها بإحكام عازلة إياها عن العالم الخارجي. ويعتقد العلماء أن مياهها العذبة قد تكون موطناً لكائنات تحب البرودة منذ ملايين السنين. وهذا مشابه لما يمكن توقعه على المريخ.

٣- بيكو دي أوريزابا في المكسيك

قمة بيكو دي أوريزابا المكسوة بالثلج والجليد، وترتفع ٥٦٧٥ متراً عن سطح البحر. حقوق الصورة: NASA

لنفترض أننا وصلنا إلى المريخ وقررنا استعماره. كيف سنجعله قابلاً للسكن؟ هذا ما يحاول الباحثون في المكسيك العمل عليه منذ سنوات.
إذ يدرس العلماء عند حد نمو الأشجار في قمة بيكو دي أوريزابا -وهو الأعلى في العالم- كيف زحفت الحياة إلى مثل هذه المنحدرات الباردة. وما سيجدوه قد يمكن من تحويل المريخ إلى منطقة قابلة للسكن.

يرتفع بركان بيكو دي أوريزابا ٥٦٧٥ متراً، وقد ثار آخر مرة عام ١٨٤٦. ويمتد خط النمو الشجري إلى ما يقارب ٤٠٠٠ متراً. وهو أعلى ارتفاع على الأرض يمكنه أن يدعم الحياة.

قد تكون أشجار الصنوبر بعيدة الاحتمال على المريخ. لكن العلماء يجوبون الجبال منذ سنوات بحثاً عن دليل عن كيفية بدء الحياة في مناخات قاسية كالمريخ. وما يجدوه هنا عند أقصى حافة قابلة للحياة قد يكون بداية للأجيال القادمة على المريخ.

٤- جزيرة إليسمير في كندا

تظهر الصورة الملتقطة من هيلوكوبتر بقعة من الكبريت من المرجح جداً أنها ناتجة عن حياة بكتيرية. وتمكن قمر صناعي يعمل خارج نطاق الضوء المرئي من الوصول إلى النتيجة ذاتها تقريباً. ما يقدم طريقة لرصد الحياة على الكوكب وعلى أي كوكب آخر عبر قمر صناعي. حقوق الصورة: NASA/Earth Observatory

 

إن اليابسة الموجدة أقصى شمال الأرض أيضاً من الأماكن الرائدة من أجل أبحاث المريخ. حيث تعد جزيرة إليسمير المساحة الأرضية العاشرة في الترتيب العالمي وثالث أكبر جزر كندا. وأكبر مدينة في الجزيرة يبلغ عدد سكانها ١٤١ نسمة. ويجرب العلماء هنا حفارة يمكن أن تحفر بحثاً عن الماء في المريخ يوماً ما.

وفي عام ٢٠٠٦ أمضى علماء ناسا أسبوعين وهم يحفرون حفرة عمقها ١.٨ متراً، وذلك باستخدام مثقاب يستهلك من الطاقة ما يستهلكه مصباح صغير فحسب. وهذا المثقاب يمكن نقله إلى الفضاء بسهولة. وقد يستخدم ما يشابهه يوماً ما في حفر القمم الجليدية في المريخ بحثاً عن ماء أو حياة.

٥- جزيرة ديفون في كندا

على أطراف فوهة هوتون الصدمية. حقوق الصورة: Elaine Walker, courtesy of NASA Haughton-Mars Project 2004

تقع الجزيرة في شمال المنطقة الكندية القطبية وهي منطقة أبحاث للمريخ. تعد أكبر جزيرة صحراوية غير مأهولة في العالم. وهي باردة وجافة كما المريخ تماماً. ولكن أحد المعالم الطبيعية فيها اجتذبت العلماء من مناطق مناخية ألطف، وهي فوهية صدمية قطرها ٢٤ كم.

وتعد الفوهة الصدمية -فوهة هوتون- التي يبلغ عمرها ٢٣ مليون عام تحضيراً مثالياً للمهمات إلى المريخ. وقد استقبلت الفوهة بعثات من ناسا منذ عام ١٩٩٧. ومؤخراً اختبر العلماء نموذجاً أولياً لحفارة في الفوهة الأقرب شبهاً إلى المريخ.

 

٦- الوديان الجافة في القطب الجنوبي

وديان ماكموردو الجافة في القطب الجنوبي رطوبتها قليلة جداً وغير مغطاة بالجليد. وجدت فيها بكتريا تقوم بالتركيب الضوئي في الصخور الداخلية الرطبة نسبياً. ويعدها العلماء أقرب البيئات للمريخ. حقوق الصورة: NASA/GSFC/METI/ERSDAC/JAROS, and U.S./Japan ASTER Science Team

 

اختبر فيها علماء ناسا أيضاً حفارات لمعرفة أفضل سبل عملها في مهمات قادمة للمريخ. حيث يعتقد العلماء أن قطب المريخ الشمالي قد استضاف الحياة في وقت ما. إذ كانت هذه المنطقة تتلقى ضوءاً أكثر منذ عدة ملايين من السنين ولكن تغير مدار الكوكب وزاوية محور دورانه. والمزيد من الضوء يعني احتمال وجود الماء، وبالتالي الحياة.

وقد وجدت مركبة هبوط فونيكس التابعة لناسا مساحة صغيرة من التربة تغطي طبقة من الجليد في منطقة القطب الشمالي للمريخ. وهذه البنية موجودة في مكان واحد على الأرض وهو الوديان الجافة في القطب الجنوبي. لذلك هي مكان اختبار جيد لحفارات البحث عن الحياة والمياه في المريخ.

٧- وادي الموت في كاليفورنيا

حقوق الصورة: Greg Clure, National Park Service

اختبرت مركبة كوريوسيتي التابعة لناسا اختباراً شاملاً في وادي الموت بكاليفورنيا. حيث اختبروا كيف ستتعامل مع التضاريس المريخية الصعبة.
وقد اتجه إليها العلماء لدراسة طبقات صخورها وتاريخ الأض من خلالها. ويساعد هذا المكان العلماء على اختبار روبوتاتهم في تخطي صعوبات يمكن مواجهتها على المريخ.

وليس وادي الموت بالبديل المثالي عن المريخ، إذ أنه حار جداً. إذ تصل درجة الحرارة إلى ٥٧° مئوية تقريباً. في حين أقصاها على المريخ يكون – ٥° مئوية. ولكن وادي الموت يحوي أفضل الستروماتوليت المتحجر الذي يعود إلى مليار عام مضى. وهي صخور رسوبية كانت تحوي كائنات حية تعد أقدم الميكروبات على الأرض حصرت الرسوبيات وتراكمت طبقات. ومثل هذا الاكتشاف على المريخ سيكون مذهلاً وسيشير إلى مكان يدعم الحياة المكروبية.

ملخص المقال

مع أن المريخ يبعد عنا ملايين الكيلومترات، إلا أننا نملك على سطح الأرض أماكن تشبه المريخ، نستطيع اختبار معداتنا فيها قبل إرسالها إلى الفضاء. نعرفكم على ٧ أماكن على الأرض تشبه المريخ:

  • صحراء أتاكاما في تشيلي
  • بحيرة فوستوك في القطب الجنوبي
  • بيكو دي أوريزابا في المكسيك
  • جزيرة إليسمير في كندا
  • جزيرة ديفون في كندا
  • الوديان الجافة في القطب الجنوبي
  • وادي الموت في كاليفورنيا

المصدر

هنا