أبرز ١٠ اكتشافات في النظام الشمسي عام ٢٠٢٣

 

تزداد معرفتنا كل عام بمدى تعقيد نظامنا الشمسي. وقد ألقى العلماء الضوء على الكثير فيه هذا العام، بدءاً من كوكب ينكمش، إلى أقمار جديدة، وليس انتهاءً ببراكين فائقة أو بقع غامضة. إليكم ١٠ من أبرز اكتشافات النظام الشمسي لهذا العام ٢٠٢٣.

١- عطارد ينكمش

عطارد
تجعيدات على سطح عطارد تشير إلى أنه ينكمش منذ وقت طويل. حقوق الصورة: NASA/Johns Hopkins University Applied Physics Laboratory/Carnegie Institution of Washington

أظهرت دراسة جرت في تشرين الأول أكتوبر احتمال أن يكون عطارد، أصغر كواكب المجموعة الشمسية، يصغر أكثر فأصغر.

ويعرف العلماء بأن الكوكب ينكمش منذ تشكله. ويظهر ذلك المنحدرات الماثلة على سطحه والتي تشكلت نتيجة تقلصه عبر الزمن.

وقد ظن العلماء أن هذه المنحدرات يبلغ قدمها مليارات السنين، إلا أن الدراسة الجديدة بينت أن عمر بعضها ٣٠٠ مليون عام فحسب. وذلك يشير إلى أن عطارد يستمر في الانكماش منذ نشأته، وربما ما زال ذلك يحدث حتى يومنا.

كما اكتشف العلماء هذا العام أيضاً أن الجليد المالح في بعض فوهات عطارد قد يؤمن الظروف المؤاتية لظهور بعض أشكال الحياة المختلفة.

٢- الأوكسجين على الزهرة

رصد العلماء الأوكسجين في غلاف الزهرة الجهنمي للمرة الثانية. حقوق الصورة: NASA/JPL/USGS

أعلن العلماء في تشرين الثاني نوفمبر عن رصد الأوكسجين في غلاف الزهرة الجوي للمرة الثانية. مما يثبت أن عنصر الأوكسجين موجود في هذا الكوكب الناري.

والأوكسجين المكتشف طبقة رقيقة من الأوكسجين الجزيئي (ذرات أوكسجين غير مترابطة). ولا يدل وجوده على الحياة. إنما يعتقد العلماء بأن هذا الغاز جاء نتيجة تفكيك الإشعاع الشمسي لجزيئات أول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

ولا يعد هذا الأوكسجين ذا فائدة للبشر في المستقبل، وسبب ذلك أن تراكيزه ضعيفة وغير قابل للتنفس.

كما اكتشف العلماء احتواء الزهرة على آلاف البراكين الأخرى، أكثر منا اعتقدنا سابقاً، وأن معظمها قد يكون نشطاً.

٣- القمر أقدم مما تصورنا

القمر أقدم مما اعتقدنا بـ ٤٠ مليون عام. حقوق الصورة: Getty Images

وجدت دراسة نشرت في تشرين الأول أكتوبر أن القمر قد يكون أقدم بـ ٤٠ مليون عام مما اعتقد سابقاً.

حيث فحص العلماء بلورات صدمية صغيرة تعرف ببلورات الزيركون. من ضمن عينة صخور قمرية جاءت بها مهمة أبولو ١٧.

وأظهر التحليل الجديد بأن هذه البلورات -التي نشأت عن اصطدام هائل بين الأرض وكوكب بحجم المريخ ونشأ منها القمر- أقدم من بلورات مماثلة وجدت في عينات قمرية أخرى.

هذه البلورات هي أقدم بلورات معروفة تشكلت بعد الاصطدام الهائل. ويمكن أن تكون نقطة ارتكاز لتعيين تاريخ القمر الزمني.

كما اكتشف العلماء هذا العام على القمر بقعة غامضة تصدر حرارة، إلى جانب رصدهم لقطعة منفصلة عن القمر تدور حول الأرض.

٤- المريخ يدور أسرع فأسرع

اكتشف العلماء أن الكوكب الأحمر تزداد سرعة دورانه كل عام. حقوق الصورة: Shutterstock

أبرز اكتشافات المريخ هذا العام أن سرعة دورانه حول نفسه تزداد كل عام، ولا يعرف العلماء السبب.

حيث أظهرت بيانات قادمة من مهمة إنسايت التابعة لناسا أن سرعة دوران المريخ حول نفسه تتسارع بمقدار ٤ ميللي ثانية قوسية كل عام. الأمر الذي يعني أن يومه يصبح أقصر بقليل.

وهناك افتراضان أساسيان يفسران ذلك: أولهما هو أن تراكم الجليد في قطبيه يغير قليلاً من توزع كتلته. وثانيهما هو ظاهرة تسمى «الارتداد بعد الجليدي». وتعني ارتفاع اليابسة للأعلى بعد آلاف السنين من وجودها تحت الجليد.

كما حل العلماء لغز أكبر زلزال مريخي، واحتسبوا أقل عدد لازم من البشر لإقامة مستعمرة مريخية.

٥- المشتري يملك عشرات الأقمار الجديدة

يملك المشتري أقماراً أكثر مما نعتقد. حقوق الصورة: NASA/JPL/University of Arizona

أكد العلماء هذا العام وجود ١٢ قمراً جديداً للمشتري (اكتشفت بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢). ما زاد عددها الإجمالي إلى ٩٢ قمراً. والأقمار الجديدة صغيرة يتراوح عرضها بين ١ إلى ٣.٢ كم. ولمعظمها مدارات واسعة، إذ أن ٩ منها يستغرق ٥٥٠ يوماً كي يدور حول المشتري.

كما اكتشفت المركبة جونو وجود مركبات عضوية على سطح أكبر أقمار المشتري جانيميد. وقد جاءت هذه الجزيئات على الأرجح من المحيط الواقع تحت سطحه، وتشير إلى احتمال دعمه للحياة.

٦- زحل يملك أقماراً أكثر

نال زحل رسمياً ٥٠ قمراً جديداً هذا العام. حقوق الصورة: dottedhippo via Getty Images

أكد العلماء رسمياً إضافة ٦٢ قمراً إلى أقمار زحل. ما يزيد عددها الإجمالي إلى ١٤٥، لتحطم الرقم القياسي وتتجاوز المشتري.

بعض هذه الأقمار لا يتجاوز عرضه ٢.٥ كم، إلا أنها جميعها أقمار شاذة. ويعني ذلك أنها تتبع مدارات إهليجية وبعيدة حول الكوكب وغالباً ما تتحرك حركة تراجعية. أي بعكس جهة دوران زحل.
وبعضها متلازم، ما يشير إلى أنها كانت جسماً واحداً وانفصل.

كما اكتشف العلماء أيضاً مركبات عضوية أساسية تندفع من سطح قمره إنسيلادوس. كما اكتشفوا احتمال إصابة كريستيان هوغنس مكتشف تيتان أكبر أقمار زحل بالحسر (قصر البصر).

٧- رصد دوامة قطبية على أورانوس

 

دوامة قطبية على أورانوس
رصد دوامة قطبية في قطب أورانوس الشمالي لأول مرة. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech/VLA

أظهرت صور جديدة وجود دورامة هائلة تدور حول قطب أورانوس الشمالي. ما يشير إلى أن غلافه الجوي ليس خاملاً كما نعتقد.

والدوامة القطبية حلقة دوراة من الهواء الساخن أو البارد التي تدور حول المنطقة القطبية لكوكب. وقد رصد مثلها في الزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل ونبتون. وفي عام ١٩٨٦ رصدت مركبة فوياجر ٢ دورامة قطبية حول قطب أورانوس الجنوبي، أثناء رحلتها إلى خارج النظام الشمسي.

ويعتقد بأن هذه الحلقات الدوارة تنتج بسبب تيارات نفاثة جوية عالية الارتفاع. والآلية تختلف من كوكب إلى آخر.

وقد رصد العلماء في وقت سابق من هذا العام وجود دوامة قطبية على الشمس لأول مرة.

٨- بقع غامضة يزداد حجمها على نبتون

بقع غامقة غامضة رصدت أكثر من مرة على نبتون. حقوق الصورة: ESO/P. Irwin et al

التقط العلماء هذا العام أول صورة واضحة لإحدى البقع الغامضة على نبتون من الأرض. كما التقطوا صورة لبقعة مضيئة لم ترصد ساطعة سابقاً.

وقد وثقت البقع الغامقة المؤقتة على أبعد كواكب المجموعة الشمسية منذ عام ١٩٨٩ عند مرور فوياجر ٢ قربه. ويعتقد العلماء أن هذه البقع أعاصير ضخمة تشبه البقعة الحمراء العظيمة على المشتري، ولكنهم لا يعرفون لماذا تبدو غامقة هكذا.

أما البقعة المضيئة التي لم ترَ من قبل استمرت لأسابيع فقط. ما جعل أصولها أكثر غموضاً. ولكن يعتقد العلماء أن البقع على اختلافها مترابطة بطريقة ما.

كما لاحظ العلماء هذا العام أن غيوم نبتون كلها قد اختفت. ويرجح أن ذلك يعود إلى ذروة النشاط الشمسي خلال دورة الشمس الممتدة لمدة ١١ عام.

٩- بركان جليدي على بلوتو

اكتشف العلماء بركاناً جليدياً ضخماً على بلوتو. حقوق الصورة: NASA/JPL

أظهرت دراسة وجود بركان جليدي على الكوكب القزم بلوتو يقارن ببركان يلوستون حجماً.
والبراكين الجليدية تقذف ماغما جليدية (جليد وماء وغازات متنوعة) لا صخراً منصهراً.

وقد وجد هذا النوع من البراكين في أماكن أخرى مثل الكوكب القزم سيريس وفي قلب المذنبات المتفجرة مث مذنب الشيطان.

سمي البركان المكتشف على بلوتو كيلادزي كالديرا. وقد اعتقد سابقاً أنه فوهة صدمية في صورة مهمة نيوهورايزنز. ولكن مع التدقيق لاحظ العلماء وجود ماغما جليدية حول حفرته. وذلك دليل على أنه ثار عدة مرات.

ولا يعلم العلماء إن كان نشطاً حتى الآن. وفي حال ذلك فإنه ينتج ماغما جليدية تغطي لوس أنجيلوس.

١٠- الكوكب التاسع قد لا يكون موجوداً وقد يكون

ازدادت قصة الكوكب التاسع غموضاً هذا العام. حقوق الصورة: Shutterstock

الكوكب التاسع كوكب افترض وجوده في أقاصي النظام الشمسي. وجاء هذا الافتراض عندما لاحظ العلماء شذوذات بالجاذبية في حزام كايبر.

وأشارت هذه الشذوذات إلى وجود كوكب خفي أكبر من الأرض بعشر مرات يكمن وراء حزام كايبر.

ولكن طرحت دراسة في سبتمبر أيلول فرضية تنص على أن هذه الشذوذات بالجاذبية قد تفسرها نظرية بديلة في الجاذبية. تسمى هذه النظرية ديناميكا نيوتن المعدلة.

وتقول ديناميكا نيوتن المعدلة أن الكيانات الواقعة على أطراف درب التبانة (كالنظام الشمسي) تتعرض لقوى سحب ثقالي -من الثقب الأسود في مركز المجرة- أعلى مما تسمح به الجاذبية التقليدية.

أي أن الجاذبية أقوى على جسم في حزام كايبر مما يجب، ولا يعود ذلك إلى كوكب غامض. وهذه النظرية ليست مقبولة بالكامل إلى الآن. لذلك لا يمكننا القول إلا أن الكوكب التاسع كوكب مفترض حتى الآن.

ملخص المقال

نكتشف كل عام كم يبلغ تعقيد نظامنا الشمسي. وهذا العام ألقى العلماء الضوء على الكثير فيه. إليكم ١٠ من أبرز اكتشافات النظام الشمسي لهذا العام ٢٠٢٣:

  • عطارد ينكمش
  • الأوكسجين على الزهرة
  • القمر أقدم مما تصورنا
  • المريخ يدور أسرع فأسرع
  • المشتري يملك عشرات الأقمار الجديدة
  • زحل يملك أقماراً أكثر
  • رصد دوامة قطبية على أورانوس
  • بقع غامضة يزداد حجمها على نبتون
  • بركان جليدي على بلوتو
  • الكوكب التاسع قد لا يكون موجوداً وقد يكون

المصدر

هنا