بيرسيفيرانس أكدت وجود بحيرة قديمة على المريخ قد تحمل دلائل على حياة ماضية

أكدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لناسا -عبر عينات جمعتها- وجود دليل على رواسب بحيرة قديمة على المريخ، وذلك في قاع فوهة جيزيرو. ويمثل ذلك أملاً جديداً لوجود آثار للحياة في هذه العينات.

مركبة بيرسيفيرانس أكدت وجود بحيرة قديمة على المريخ
تصور فني لفوهة جيزيرو على المريخ، وهي موقع الهبوط المحلي لمركبة بيرسيفيرانس الجوالة عام ٢٠٢٠. وربما كانت تدعم الحياة منذ ملايين السنين. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech

بداية المهمة

هبطت المركبة بيرسيفيرانس في ١٨ شباط فبراير ٢٠٢١ في فوهة جيزيرو على المريخ والبالغ قطرها ٤٥ كم. ويعتقد أنها قد ضمت يوماً ما بحيرة ودلتا نهرية. والمركبة تمشط الفوهة منذ ذلك الحين بحثاً عن علائم عن حياة ماضية، وتجمع وتخزن عشرات العينات في أثناء ذلك حتى وقت الرجوع المستقبلي إلى الأرض.

وقد كشف فريق بحثي من جامعة كاليفورنا، لوس أنجيلوس، وجامعة أوسلو -باستخدام أداة التصوير الراداري لما تحت سطح المريخ (ريمفاكس)- أدلة جديدة عن كيفية تشكل طبقات الرواسب عبر الزمن على قاع الفوهة الصدمية.

يقول الباحث ديفيد بايج: يمكننا أن نرى من المدار مجموعة من الرسوبيات المختلفة، ولكننا لا نستطيع الجزم بأن ما نراه هو الحالة الأصلية لها، أو أننا نرى خلاصة لقصة جيولوجية طويلة. ولمعرفة كيفية تكون هذه الأشياء يجب أن ننظر أسفل السطح.

كيفية الكشف تحت السطح

أثناء تحرك المركبة بيرسيفيرانس عبر سطح المريخ، ترسل أداة ريمفاكس موجات رادارية نحو الأسفل بفواصل ١٠ سم، وتقيس النبضات المنعكسة من أعماق تبلغ ٢٠ متراً تحت السطح لتكوين صورة عامة لما تحت قاع الفوهة.

وقد أظهرت بيانات الأداة دلائل على رسوبيات رسبتها المياه التي ملأت الفوهة في وقت ما. ومن المحتمل أن حياة مكروبية قد عاشت في تلك الفترة في الفوهة. وإذا وجدت الحياة بالفعل في تلك الفترة على المريخ، فإن عينات الرسوبيات ستحوي علامات على بقاياها.

وقد حدثت فترتا ترسيب واضحتان، نشأ عنها طبقات رسوبيات في قاع الفوهة بدت منتظمة وأفقية، وهي أشبه بطبقات الأرض الجيولوجية.
وأدت تقلبات مستويات المياه في البحيرة إلى تكوين بعض الرسوبيات لدلتا. وقد اجتازت المركبة بيرسيفيرانس هذه الدلتا بين أيار وكانون الأول ٢٠٢٢.

بيرسيفيرانس أكدت وجود بحيرة قديمة على المريخ قد تحمل دلائل على حياة قديمة
قياسات مركبة بيرسيفيرانس لمنطقة هاوكسبيل جاب في فوهة جيزيرو. حقوق الصورة: Svein-Erik Hamran, Tor Berger, David Paige, University of Oslo, UCLA, California Institute of Technology Jet Propulsion Laboratory, NASA

نتائج أخرى

تشير نتائج قياس أخرى إلى عدم استواء قاع الفوهة تحت الدلتا. ويرجح سبب ذلك إلى عملية الحتّ قبل هبوط الرسوبيات للمرة الأولى. وبعدها، ومع جفاف البحيرة مع الزمن، تآكلت طبقات الرسوبيات في الفوهة، مشكلة المعالم الجيولوجية المرئية على سطح المريخ اليوم.

يقول ديفيد: إن التغيرات التي نراها محفوظة في سجل الصخور أدت إليها تغيرات على نطاق واسع في البيئة المريخية. ومن الجميل أن نرى الكثير من هذه الأدلة على التغير في مثل هذه البقعة الجغرافية الصغيرة. الأمر الذي يمكننا من تعميم نتائجنا على ما تبقى من الفوهة كلها. وقد نشرت نتائج البحث في يوم ٢٦ من هذا الشهر في مجلة ساينس أدفانسز.

ملخص المقال

أكدت مركبة بيرسيفيرانس التابعة لناسا وجود دليل على رواسب بحيرة قديمة على المريخ في قاع فوهة جيزيرو.

وكشفت عن أدلة على كيفية تشكل طبقات الرواسب باستخدام أداة التصوير الراداري لما تحت سطح المريخ (ريمفاكس).

وقد أظهرت بيانات الأداة دلائل على رسوبيات رسبتها المياه التي ملأت الفوهة في وقت ما. ومن المحتمل أن حياة مكروبية قد عاشت في تلك الفترة في الفوهة.

المصدر

هنا