مركبة سوهو الفضائية الشمسية تكتشف المذنب رقم ٥٠٠٠
لا أصدق بأننا وصلنا أخيراً إلى هذا الرقم: ٥٠٠٠ مذنب!
عام ١٩٩٥، انطلق مرصد شمسي قاطعاً أكثر من مليون كم بعداً عن الأرض، جزءاً من مهمة بتكلفة مليار دولار لدراسة الشمس.
وقد ظن العلماء أن مهمة مرصد الشمس وغلافها المعروف باسم سوهو ستمتد لعامين. إلا أنها في الحقيقة تجاوزت التوقعات تجاوزاً كبيراً. ولم تصبح سوهو أطول مركبة تراقب شمسنا عمراً فحسب، بل وكانت كشافة وصيادة محظوظة للمذنبات. وفي يوم ٢٥ آذار الفائت، بعد أن تجاوزت مهمتها ٢٨ عاماً بقليل، استطاع هذا المرصد الشمسي اكتشاف المذنب رقم ٥ آلاف له.
أجهزة مركبة سوهو الشمسية
إن أجهزة سوهو مصممة لحجب توهج الشمس القوي جداً، وذلك لدراسة غلافها الذي يرى بصعوبة، أو ما يسمى الهالة الشمسية. وهي أخفت بمليار مرة من جسم الشمس نفسها. وذات التقنية تساعد سوهو في رصد المذنبات أيضاً. ومن ضمنها المذنبات التي تمر حول الشمس، قريبة جداً من سطحها الحارق. ويسميها العلماء مذنبات راعي الشمس. وقبل إطلاق سوهو لم يسجل إلا بضعة عشرات من هذه المذنبات.
الاكتشاف الجديد
يقول كارل باتامس، عالم الفضاء في مختبر أبحاث البحرية الأمريكي في واشنطن: كل هذا عرفنا بوجودها. وفي الحقيقة، اكتشفت سوهو حتى الآن أكثر من نصف المذنبات المعروفة، ومن ضمنها بعض مذنبات راعي الشمس، التي صنفت في مشروع راعي الشمس الذي تموله ناسا. وفي السنوات العشرين الماضية، انكب متطوعون من أنحاء العالم على صور مرصد سوهو واكتشفوا آلاف المذنبات الراعية للشمس.
والحقيقة، إن وصولنا أخيراً إلى هذه النقطة الهامة، ٥ آلاف مذنب، أمر يصعب تصديقه.
والمذنب الجديد الذي اكتشفته سوهو، عبارة عن صخرة صغيرة متجمدة تنتمي إلى مجموعة مذنبات مارسدين. وهو نوع من ثلاثة أنواع رئيسية تعرف بمرورها قرب الشمس. ويعتقد العلماء أن مذنبات هذه المجموعة هي الجيل الأول المنحدر من المذنب 96P/Machholz.
وهو مذنب صخري قطره ٦ كم، يدور حول الشمس مرة كل ٥.٣ سنة، وأحدثها في يناير ٢٠٢٣. ومن بين ٥ آلاف مذنب رصدتها سوهو، ينتمي ٧٥ منها فقط إلى مجموعة مارسدين المشار إليها.
ورصدت صور سابقة لسوهو شظايا من مذنبات، وذيلا واسعاً من الغبار يمتد قبل وبعد المذنب 96P، ما يشير إلى أن تشظيه أطلق مذنبات أخرى كالمذنب المكتشف. وقد وجد المذنب رقم ٥ آلاف طالب الدكتوراه في براغ في التشيك هانجيه تان. وهو عضو في مشروع راعي الشمس منذ ١٣ عاماً.
ماذا يعني ذلك؟
إن مجموعة بيانات ٥٠٠٠ مذنب ليست مجرد عدد هام فحسب، أو دليلاً على العلم القائم على المشاركة الشعبية فقط. بل هي مجموعة معطيات فريدة يمكن أن يتابع العلماء التنقيب فيها لإيجاد أنماط في مدارات المذنبات وغيرها من خواصها.
إضافة إلى ذلك، يعرف بأن حقل الشمس المغناطيسي يعرف بدفعه وتأثيره على شكل ذيول المذنبات المذهلة. لذلك فدراسة مذنبات رعاة الشمس يمكن أن تساعد العلماء في تعقب الحقل المغناطيسي الشمسي غير المرئي، ورصد تأثيره. وهذا بالطبع له قيمة علمية.
ملخص المقال
مركبة سوهو الشمسية تكتشف المذنب ٥٠٠٠، وقد انطلقت عام ١٩٩٥ لدراسة الشمس. وهي مرصد كانت مهمته لمدة سنتين لكنه تجاوزها وما زال بالطبع حتى اليوم.
ويعزى الفضل في الواقع لسوهو في اكتشاف نصف المذنبات اليوم. وأهمها ما يسمى مذنبات راعي الشمس التي تمر قرب الشمس.
والمذنب الجديد الذي اكتشفته ينتمي إلى مجموعة مذنبات مارسدين. ويمكن أن تفيد المذنبات التي اكتشفتها بالطبع سوهو في دراسة أنماط مدارات المذنبات وخواصها، وفي دراسة حقل الشمس المغناطيسي وآثاره.