أشكال غريبة فوق البقعة الحمراء العظيمة في المشتري

أشكال غريبة اكتشفها علماء الفلك مستخدمين تلسكوب جيمس ويب الفضائي لم تشاهد سابقاً في الغلاف الجوي للمشتري. فوق البقعة الحمراء العظيمة التي يشتهر بها الكوكب بالطبع.

أشكال غريبة فوق المشتري
البقعة الحمراء العظيمة في المشتري. حقوق الصورة: ESA/Webb, NASA & CSA, Jupiter ERS Team, J. Schmidt, H. Melin, M. Zamani

أشكال غريبة اكتشفها العلماء مستخدمين تلسكوب جيمس ويب إلى جانب نشاط لم يشاهد في الماضي، في الغلاف الجوي لكوكب المشتري، وتحديداً فوق البقعة الحمراء العظيمة. ويبدو بأن هذه المعالم الغريبة نتجت عن أمواج الجاذبية القوية في الغلاف الجوي.

ويجدر بالذكر أن البقعة الحمراء العظيمة هي في الواقع أكبر عاصفة في المجموعة الشمسية. وتبلغ من الحجم مثلي حجم الأرض. ومن المعتقد أن هذه العاصفة مستمرة منذ ما يزيد عن ٣٠٠ عام.

وتقدر سرعة الرياح في هذه العاصفة ما يقارب ٤٣٠ إلى ٦٨٠ كم في الساعة. وتبلغ هذه السرعة ٣.٥ ضعف سرعة الأعاصير على الأرض.

ورغم عمر هذا العاصفة الكبير وحجمها وقوتها، إلا أن العلماء لم يعتقدوا بأن الغلاف الجوي للمشتري فوق البقعة الحمراء العظيمة فيه ما يثير الاهتمام على الإطلاق. ولكن عمليات الرصد لتلسكوب جيمس ويب مؤخراً تفيد بأن اعتقادهم ذلك كان خطأً جسيماً.

يقول قائد الفريق هنريك ميلين من جامعة ليستر: «اعتقدنا اعتقاداً ساذجاً أن هذه المنطقة ليس فيها ما يثير الاهتمام، لكن يبدو أنها كذلك، كأضواء الشفق وربما أكثر، إن المشتري يفاجئنا دوماً».

ما الأسرار التي كانت البقعة الحمراء تخفيها؟

الغلاف الجوي العلوي للمشتري هو النقطة التي يلتقي عندها الغلاف الجوي السفلي له، مع حقله المغناطيسي. ويؤدي هذا إلى أضواء شفق ساطعة في الشمال والجنوب. ويغذيها سيل من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، ورذاذ مواد بردكانية تنبثق من قمر المشتري آيو، وهو أنشط الأجسام البركانية في النظام الشمسي.

وربما يكون المشتري من أكثر الأجسام سطوعاً التي ترى في سماء الليل على الأرض، وتسهل رؤيته عندما تكون السماء صافية.

وعدا عن أضواء الشمال والجنوب على المشتري، فإن غلافه الجوي يتوهج توهجاً ضعيفاً. الأمر الذي يصعب الرصد المفصل للمشتري عبر غلاف الأرض الجوي باستخدام التلسكوبات الأرضية.

أما تلسكوب جيمس ويب الفضائي، فإنه من موقعه خارج الأرض لا يعيقه عائق كالغلاف الجوي بالطبع. ومع حساسيته العالية في طيف الأشعة تحت الحمراء، فإنه يستطيع رصد تفاصيل معقدة في غلاف المشتري الجوي. ومن ضمن ذلك ما يقع فوق البقعة الحمراء العظيمة.

وقد أدى الرصد الدقيق لهذه المنطقة إلى اكتشاف أشكال متنوعة ومعقدة ضمن مجال رؤية تلسكوب جيمس ويب، وتضم أقواساً داكنة وبقعاً مضيئة.

ومع أن ضوء الشمس الخارجي الساقط على غلاف المشتري وراء معظم الضوء الذي نراه عبر غلافه الجوي. يظن الفريق بضرورة وجود مصدر آخر يؤدي إلى تغييرات في شكل الغلاف الجوي العلوي للمشتري وبنيته.

موجات الجاذبية

يشرح ميلين: «إحدى العوامل التي تؤدي إلى تغيير في هذه البنية هي موجات الجاذبية. الأمر أشبه بما يحدث عندما تتكسر الأمواج على الشاطئ، وتترك تموجات في الرمال. وهذه الموجات تنشأ في عمق الغلاف الجوي السفلي المضطرب في جميع المناطق المحيطة بالبقعة الحمراء. ويمكنها أن تتحرك صعوداً، وتغيير بذلك بنية الغلاف الجوي العلوي وما يصدر منه».

وموجات الجاذبية في غلاف المشتري تختلف عن موجات الجاذبية في الفضاء، فتلك تموجات صغيرة في نسيج الزمكان، تنبأ بها أينشتاين في نظريته النسبية العامة عام ١٩١٥.

ويجدر بالذكر أن موجات الجاذبية الجوية نراها أيضاً على الأرض من حين لآخر، لكنها بالطبع أقل كثافة وقوة بكثير من الموجودة في المشتري.

فوائد هذا الكشف

يأمل الفريق في الحقيقة متابعة رصده لهذه المعالم فوق البقعة الحمراء العظيمة، وأنماط الموجات المعقدة الكامنة وراءها باستخدام جيمس ويب. وقد يتعرفون بذلك على كيفية تدفق الموجات عبر الغلاف الجوي العلوي للمشتري، وكيف يؤدي ذلك لتحريك البنى المرصودة.

ويتوقع أن تساعد النتائج في الوصول إلى فهم أفضل لتوزع الطاقة عبر كوكب المشتري. وقد تدعم مهمة مستكشف أقمار المشتري التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية التي أطلقت في نيسان العام الفائت. وستصل إلى المشتري وأقماره عام ٢٠٣١، وسترصد بدقة أكبر أقماره، وهي جانيميد وكاليستو ويوروبا.

ملخص المقال

أشكال غريبة اكتشفها علماء الفلك عبر تلسكوب جيمس لم تشاهد سابقاً. وذلك في الغلاف الجوي للمشتري، فوق البقعة الحمراء العظيمة التي يشتهر بها الكوكب.

ويبدو بأن هذه المعالم الغريبة نتجت عن أمواج الجاذبية القوية في الغلاف الجوي للكوكب.

المصدر

هنا