لماذا استغرق اكتشاف أورانوس وقتاً طويلاً من علماء الفلك؟
لمَ لم يعرف علماء الفلك القدماء أورانوس قبلاً؟
قد نتساءل عن السبب الذي جعل اكتشاف أورانوس يستغرق ذلك الوقت الطويل، وعدم معرفة العلماء القدماء له. وذلك مع أن هذا الكوكب يمكن لهاوٍ أن يرصده باستخدام تلسكوب عادي من منزله بالطبع.
يرى أورانوس عندما يكون في أعظم إشراقه بدون تلسكوب حتى، وذلك إن عرفت أين تنظر. ولكنه لم يكتشف بالعين المجردة. إذ كان من الأجسام التي كان من الصعب رصدها قبل اختراع التلسكوب في القرن السادس عشر. ولربما كان في أحسن أحواله قد خلط العلماء بينه وبين النجوم في الواقع.
ولتحقيق اكتشاف هذا الكوكب، كان على علماء الفضاء تتبعه، ولكن ذلك كان صعباً جداً بلا منصب تتبع مسار النجم للتلسكوب.
بدايات الرصد
بالإضافة لصعوبة رصد أورانوس، لم يكن هناك الكثير من الاهتمام بفهرسة الكواكب. بل ركز علماء الفضاء بدلاً من ذلك على رصد النجوم والمجموعات النجمية بصورة أساسية. وسرعان ما اكتشف أورانوس عندما ابتكر التلسكوب. مع أن معظم العلماء لم يعرفوا ما الذي اكتشفوه.
ويعتقد أن جون فلامستيد هو أول شخص رصد هذا الجسم الذي ندعوه أورانوس اليوم. أما عند رؤية الكوكب عام ١٦٩٠، فقد سجل بأنه النجم ٣٤ توري. وما لحق ذلك من مشاهدات حذا الحذو نفسه. وبهذا بالطبع ليس من المفاجئ تأخر العلماء في اكتشاف أورانوس إلى وقت قريب.
اكتشاف أورانوس الكوكب السابع
حتى عام ١٧٨١ كان النظام الشمسي المعروف يتألف من ٦ كواكب. ولكن في آذار من نفس العام اكتشف الكوكب ويليام هرشل. إذ رصد جسماً خافتاً في كوكبة الجوزاء. ولاحظ بأن ذلك الجسم يتحرك ببطء بالنسبة للنجوم قربه. وقد اعتقد بأنه مذنب في البداية، لكنه صحح ذلك فيما بعد وقال بأنه كوكب. وسمي أورانوس وكان الكوكب السابع حينها.
وبسبب بعد أورانوس الشديد، لم يعرف العلماء على مدى عقدين إلا القليل عن الكوكب، ما عدا أن له أقماراً خمسة، واكتشاف وجود حلقات حوله عام ١٩٧٧. وكان تحليق المركبة فوياجر ٢ القريب منه عام ١٩٨٦ ما زاد معرفتنا كثيراً عن هذا الكوكب النائي.
فخلال تحليق المركبة الذي امتد لأربعة أشهر كشفت في الحقيقة الكثير عن أورانوس وغلافه الجوي وأقماره الفريدة وحقله المغناطيسي الذي يميل ميلاً غير مألوف. وقد أرسلت المركبة أكثر من سبعة آلاف صورة أدق بآلاف المرات من الصور المأخوذة من الأرض. وقد كشفت الصور عن ١١ قمراً جديداً. بالإضافة إلى تفاصيل عن نظامه الحلقي المعقد. ولا خطط قريبة للاستكشاف الروبوتي له، لكن بعض صور هابل تنافس صور فوياجر تلك.
ملخص المقال
قد نتساءل عن السبب الذي جعل اكتشاف أورانوس يستغرق ذلك الوقت الطويل.
والأسباب صعوبة رصد أورانوس قبل اختراع التلسكوب، وقلة الاهتمام بفهرسة الكواكب، والتركيز على رصد النجوم والمجموعات النجمية بصورة أساسية.
وقد اعتقدوا في البداية أنه نجم، وعندما رصده هرشل عام ١٧٨١ اعتقد أنه مذنب في البداية. ليصحح ذلك بعدها. ولم نحصل على معلومات مفصلة عنه حتى تحليق فوياجر القريب من أورانوس عام ١٩٨٦.
المصدر