طعام من الكويكبات! هل هذا ممكن؟
ربما ستستخدم المواد المأخوذة من الكويكبات لتغذية رواد فضاء المستقبل، في الرحلات الفضائية طويلة الأمد. فهل سينجحون باستخراج طعام من الكويكبات!
طعام من الكويكبات
حدد باحثون من معهد الأرض واكتشاف الفضاء في جامعة ويسترن طريقة لإنتاج كتلة حيوية قابلة للأكل، أي طعام. وذلك عبر استخدام مكروبات ومركبات عضوية توجد في الكويكبات. وتتناول طريقتهم المفترضة مسألة معالجة ما يكفي من طعام للمهمات المستقبلية إلى أقاصي النظام الشمسي، بل وما وراءه. فلكي نستطيع اكتشاف أعماق النظام الشمسي، سيكون من الضروري تقليل الاعتماد على إعادة التزود بالمؤن من الأرض بالطبع.
محطة الفضاء الدولية
يعتمد الطاقم الموجود حالياً على متن محطة الفضاء الدولية على التزود من الأرض بالمؤن. وتلك عملية مكلفة ومعقدة من الناحية اللوجستية بالطبع. والزراعة في الفضاء ممكنة، لكنها مع ذلك معقدة في الواقع. ولهذا يقترح الباحثون مصدراً محلياً للطعام وهو الصخور الفضائية.
طريقة الحصول على الطعام من صخور الفضاء
إن الحل الذي اقترحوه يتطلب استخدام حرارة عالية لتفكيك المركبات العضوية الموجودة في الكويكبات، في بيئات خالية من الأوكسجين. وهو ما يعرف بالتحلل بالحرارة. عندها يمكن أن نغذي بالهدروكربونات الناتجة المكروبات التي ستستهلك المواد العضوية، وتنتج كتلة حيوية. وتلك الكتلة الحيوية ذات قيمة غذائية للبشر وفق الدراسة.
وقد ركز الباحثون على نوع معين من الكويكبات يسمى الكوندريت الكربوني. ويحوي هذا النوع ما يصل إلى ١٠.٥ ٪ من الماء وكميات وافرة من المادة العضوية. ومن بين هذه الكويكبات الكويكب بينو. وهو الذي زارته المهمة أوسيرس ركس عام ٢٠١٨ لجمع عينات منه. وقد أعادت قطعاً منه إلى الأرض عام ٢٠٢٣ لدراستها علمياً.
تقديرات أولية
وقبل الشروع بالعمل على عينات كويكبات حقيقية، تحسب الدراسة الحالية ناتج الطعام المحتمل الذي يمكن إنتاجه باستخدام الطرق المقترحة. بالإضافة إلى حساب كمية مواد الكويكبات المحتاجة بالإجمال لإنتاج هذه الكميات.
ويقدر الباحثون أن كويكباً كبينو، يمكن أن يستخدم لإنتاج ٥٠ إلى ٦٥٥٠ طن متري من الكتلة الحيوية القابلة للأكل. وتحوي هذه الكمية سعرات حرارية كافية لتزويد مابين ٦٠٠ إلى ١٧ ألف حياة رائد فضاء في الواقع. والحد الأدنى يعتمد فقط على تحويل الهيدروكربونات الأليفاتية إلى طعام. بينما يحتاج الحد الأقصى في الحقيقة إلى استغلال المواد العضوية غير القابلة للذوبان كلها.
ولذلك فإن استخراج الطعام من الكويكبات من الناحية النظرية في الحقيقة سيحدث ثورة في السفر الفضائي لمدد طويلة. وذلك عن طريق السماح للرواد بالاعتماد على الطعام المأخوذ من مصدر محلي بدلاً من الحاجة للانطلاق مع كميات كبيرة من الأرض.
على أي حال هناك حاجة للمزيد من الدراسات التي تبحث في كيفية استخراج الغذاء من الكويكبات، ومعالجتها خلال مثل تلك المهمات. وفيما إذا كان الطعام الناتج مناسباً للاستهلاك ومذاقه سائغ من ناحية أخرى.
وبناء على هذه النتائج، فإن هذا المنحى باستخدام الكربون الموجود في الكويكبات لتوفير مصدر طعام موزع للبشر الذين يستكشفون النظام الشمسي أمر واعد. ولذلك نحن بحاجة للمزيد من العمل على الموضوع في المستقب بالطبع. وقد نشرت النتائج في مجلة International Journal of Astrobiology
ملخص المقال
طريقة جديدة لاستخراج طعام من الكويكبات. حيث حدد باحثون طريقة لإنتاج كتلة حيوية قابلة للأكل عبر استخدام مكروبات ومركبات عضوية توجد في الكويكبات. معتمدين على التحلل بالحرارة.
وقد ركزوا على نوع معين من الكويكبات يسمى الكوندريت الكربوني. الذي يحوي ١٠.٥ ٪ من الماء وكميات وافرة من المادة العضوية. ومنها الكويكب بينو.
وبالطبع سيحل ذلك تعقيدات التزود بالمؤن من الأرض في المهمات الطويلة إلى أقاصي النظام الشمسي، ويحتاج المزيد من البحث في الواقع.
المصدر