العلماء يكتشفون عنصراً أساسياً للحياة يندفع من قمر زحل إنسيلادوس

أثبت العلماء وجود عنصر الفوسفات الأساسي للحياة، وذلك في اندفاعات من الماء الجليدي المنبثق من تحت سطح قمر زحل إنسيلادوس الجليدي.

إنسيلادوس
صورة من مركبة كاسيني لاندفاعات الماء الهائلة من قمر زحل إنسيلادوس. حقوق الصورة: NASA/JPL/Space Science Institute

الكشف الجديد

وجد العلماء دليلاً آخر أن المحيط الواقع تحت قشرة إنسيلادوس الجليدية قد يكون قادراً على استضافة حياة.

إذ اكتشف فريق دولي علامات على وجود فوسفات الصوديوم، وهو ملح يستخدم في اللحوم الباردة أو اللانشون على الأرض. لكنهم وجدوه في أعمدة الماء المندفعة من تحت سطح قمر زحل.

وهذا لا يعني أن أحدهم يقدد اللحم قرب زحل، إنما الفوسفات عنصر أساسي في كيمياء الجيلوجيا والبيولوجيا.

ولطالما اهتم العلماء بالمحيطات على الأجرام الأخرى، وذلك لأن الماء متطلب أساسي للحياة كما نعلم. فإذا كانت هذه المحيطات الخارجية تحوي أملاحاً وجزيئات عضوية مثل محيطات الأرض، فهذا يعني أنها قد تكون أيضاً قادرة على دعم الحياة.

والصعوبة الكامنة في هذه المحيطات أنها محجوزة تحت قشرة جليدية ثخينة، حيث لا يمكن لروبوتات ناسا الوصول. ولكن إنسيلادوس يقذف بين الحين والآخر ما يكفي، مخرجاً المواد من جوفه المخبأ في أعمدة من الماء الجليدي.

وقد اكتشفت مركبة كاسيني التابعة لناسا هذه الاندفاعات المائية أساساً. وقد درات هذه المركبة حول زحل لمدة ١٣ عاماً، حتى أنها حلقت عبر بعض الاندفاعات المائية هذه جامعة المعلومات خلال ذلك.

إنسيلادوس
توضيح فني لكاسيني وهي تمر عبر اندفاعة هائلة من الرذاذ فوق سطح إنسيلادوس. حقوق الصورة: NASA/JPL-Caltech

عندما اكتشفت كاسيني أعمدة الماء المندفعة أثناء دورانها حول زحل، رصد العلماء آثار أملاح صوديوم (مثل كلور الصوديوم الذي يعرف أيضاً باسم ملح الطعام، وبيكربونات الصوديوم أي صودا الخبز)، ليشي ذلك بكيمياء المحيطات بالأسفل. ولكن كاسيني لم تكن مصممة لتقصي الاندفاعات الجليدية والمحيطات الغامضة.

تستخدم هذه الدراسة معلومات من محلل الغبار الكوني لكاسيني، المصمم أساساً لاستكشاف تركيبة الغبار في حلقات زحل. وذلك من أجل الوصول إلى رؤى جديدة عن الماء المتدفق.

ما فائدة هذا الكشف؟

يساعد الكشف عن الفوسفات على إنسيلادوس العلماء على جمع أجزاء صورة ما يحدث تحت قشرة القمر الجليدية هذه.
ويميل الفوسفات إلى الظهور في الماء الذي ينخفض فيه الكالسيوم. مثل البحيرات القلوية كبحيرة مونو في كاليفورنيا، وهذه البحيرات قلوية تحديداً، أي عكس الحموضة، وغنية بالأملاح والفوسفات.

ويعتقد العلماء أن هذا النوع من الماء هو الموجود تحديداً داخل إنسيلادوس. وقد يحتوي تركيزات فوسفور أعلى بمئة مرة مما في محيطات الأرض على الأقل. هذا وفق ما قاله الفريق في بحثهم الذي نشر يوم ١٤ حزيران في مجلية نيتشر.

ومع هذا الاكتشاف لدى العلماء الكثير من الدلائل لكي يقولوا بثقة: إن أعمدة المياه المندفقة من محيط إنسيلادوس الباطني وقمر زحل هذا محمل بالفوسفور الأساسي بيولوجياً. ولديهم آفاق مثيرة حول مكان وجود الحياة في نظامنا الشمسي.

ملخص المقال

اكتشف العلماء وجود عنصر الفوسفات في اندفاعات مائية من المحيط تحت قشرة إنسيلادوس قمر زحل.
والفوسفات عنصر أساسي للحياة، ويعني احتمال وجود حياة في المحيط.
وقد اعتمد العلماء على معلومات جمعتها المركبة كاسيني أثناء تحليقها حول زحل، مع أنها غير مصممة لدراسة المياه بل الغبار الكوني.
لذلك لدى العلماء حالياً آفاق جديدة عن مكان وجود حياة في النظام الشمسي.

المصدر

هنا