الغبار الفضائي قد يحمل معه دلائل عن الحياة الفضائية عبر المجرة

هل يمكن للقطع المتشظية من الكواكب نتيجة اصطدام الكويكبات بها أن تقدم دليلاً على حياة فضائية؟

الغبار الفضائي يحمل دلائل الحياة
اصطدام كويكب عنيف بكوكب يستضيف حياة قد يقذف جسميات صغيرة حاملة للحياة معها إلى الفضاء بين النجمي، وفق دراسة في آذار ٢٠٢٣. حقوق الصورة: NASA/Don Davis

على علماء بيولوجيا الفضاء فحص الغبار الفضائي وغيره من حطام الكواكب الخارجية بحثاً عن حياة خارج الأرض. فالغبار الفضائي قد يحمل معه الحياة الفضائية عبر المجرة وفق دراسة جديدة.

الدراسة الجديدة

تقول الدراسة أن ما يصل إلى ١٠٠ ألف جزيئة غبارية حاملة للحياة يحتمل أنها تشق طريقها إلى الأرض كل عام. ومؤلف الدراسة تومونوري توتاني بروفيسور في علم الفضاء في جامعة طوكيو.

فعند اصطدام كويكب كبير بكوكب يمكن أن يكون لذلك انعكاسات كونية. والديناصورات التي يحتمل أنها انقرضت نتيجة لاصطدام مشابه منذ ٦٦ مليون عام شاهدة على ذلك.

ومثل هذه الاصطدامات الكارثية يمكنها أن تحدث فوهات صدمية بحجم نصف كوكب، وأن تنشر الحطام على الكواكب كلها وإلى الفضاء بين النجمي.

الغبار الفضائي
يعتقد أن هذه الجزيئة من الغبار بين الكوكبي جزء من النظام الشمسي المبكر ووجدت في غلاف الأرض الجوي. وتثبت أن الجزيئات الخفيفة يمكن أن تنجو من الدخول في الغلاف الجوي لأنها لا تولد كثيراً من الحرارة بسبب الاحتكاك. حقوق الصورة: NASA

يقول توتاني في الورقة البحثية المنشورة في International Journal of Astrobiology بأن الحطام المقذوف إلى الفضاء من اصطدام كبير بما يكفي بكوكب حامل للحياة قد يحمل معه دليلاً  عن تلك الحياة إلى الفضاء معه.

يمكن للكائنات المجهرية الأحفورية وغيرها من مؤشرات الحياة من الناحية النظرية أن تبقى محفوظة في المقذوفات المنطلقة بسرعة من الكواكب. وقد يجد بعض هذا الحطام طريقه إلى أسطح كواكب تدعم الحياة كالأرض. ليكون لها موطن جديد أو أن تدرس لتعطي دليلاً على حياة فضائية.

وهذه الفكرة شبيهة في بعض أوجهها بفكرة فرضية بانسبيرما (أو التبذر الشامل أو البذور الكونية) التي تفترض بأن الحياة موجودة في كل مكان وتنتشر عبر المجرة من جسم كوكبي إلى آخر. ويستشهد توتاني بهذه الفكرة في بداية بحثه. بالإضافة إلى ملاحظات بأن الأحجار النيزكية المريخية وجدت على الأرض. أي أن بحثه يستطلع الفكرة  باستخدام بيانات متاحة من عدة أوجه لهذا السيناريو.

شروط حمل الجزيئات للحياة إلى الفضاء

ولا يمكن لكل الحطام المقذوف من كوكب خارجي أن تكون له السرعة الكافية للإفلات من جاذبية الكوكب فحسب، بل ويجب أن يكون المقذوف ضئيل الحجم ليفلت. ووفق حسابات توتاني فإن الأجسام ذات القطر البالغ ميكرو متراً كافية لاستضافة خليه حية واحدة، وصغيرة بما يكفي للوصول إلى سرعات بين نجمية.

يقول توتاني أنها قد تحدث على مسافات وأزمنة بعيدة. وكلاهما يقللان فرص وصول الجزيئات المقذوفة الحاملة لدلائل عن الحياة في كوكب آخر إلى الأرض. أضف إليها بالطبع ظواهر الفضاء التي يمكن أن تدمر الأجسام الصغيرة بسبب الحرارة والإشعاع، وعندها تقل الفرص أكثر.

وتظهر حسابات توتاني حتى مع هذه الاحتمالات أن ما يقارب ١٠٠ ألف من هذه الجزيئات تصل إلى الأرض كل عام. وقد تكون محفوظة جيداً في جليد القطب الجنوبي أو في قاع المحيط.

وهذه العينات سيكون من السهل نسبياً الحصول عليها مقارنة بالجزيئات الغبارية الحاملة للحياة والتي ما تزال طافية في الفضاء.
وبالطبع يبقى التمييز بين المواد الناشئة خارج النظام الشمشي والمواد التي نشأت فيه أمراً معقداً. ولكن بالطبع هناك تقنيات لالتقاط هذا الغبار الفضائي حالياً.

ملخص المقال

الغبار الفضائي قد يحمل معه دلائل عن الحياة الفضائية عبر المجرة وفق دراسة جديدة.

وذلك مع الجزيئات الناتجة عن اصطدامات الكويكبات بالكواكب. وذلك بشرط أن تفلت من جاذبية كوكبها وأن تكون صغيرة بما يكفي وأن تنجو من ظواهر الفضاء المدمرة لها.

وتقول الدراسة أن ما يقارب ١٠٠ ألف من هذه الجزيئات تصل إلى الأرض كل عام. وقد تكون محفوظة جيداً في جليد القطب الجنوبي أو في قاع المحيط.

المصدر

1 2