القمر ميماس «نجم الموت» يحوي محيطاً مخفياً
إن أبرز المعالم الظاهرة على قمر زحل الصغير ميماس، هي فوهة هرشل الصدمية الضخمة. وهي ما أدت إلى تسميته «نجم الموت». وذلك لأنها تجعله شبيهاً بالمحطة الفضائية الضخمة المزودة بأسلحة ليزر فائقة ومدمرة في سلسلة حرب النجوم.
قمر زحل ميماس
يعد قمر زحل ميماس أصغر الأقمار المعروفة التي تحوي محيطاً سائلاً. ويقع هذا المحيط تحت قشرة ميماس الجليدية المليئة بالفوهات الصدمية بعمق ٢٠ إلى ٣٠ كم.
يحتمل أن يكون محيط ميماس السائل قد تشكل في فترة حديثة نسبياً، أي منذ ٥ إلى ١٥ مليون عام مضى، نتيجة تعرضه لقوى شد ضاغطة من زحل.
يقدم ميماس الآن فرصة للعلماء لدراسة كيفية تشكل المحيطات، ولاستكشاف الحياة المحتملة خارج حدود الأرض، نظراً لترافق الماء مع الحياة.
ميماس يحوي محيطاً مخفياً
حمل ميماس أصغر أقمار زحل سراً كل هذه الأعوام، فتحت سطحه الجليدي المليء بالفوهات الصدمية يقع محيط شامل من المياه السائلة. وقد اكتشف ذلك فاليري لايني من مرصد باريس مع فريقه، وذلك عن طريق تحليل بيانات المركبة كاسيني التي دارت حول زحل، وتنقلت بين أقماره بين عامي ٢٠٠٤ و٢٠١٧.
ويكشف العمل عن محيط فتي تكوّن منذ ٥ إلى ١٥ مليون عام مضى. الأمر الذي يجعل ميماس كوكباً هدفاً لدراسة أصول الحياة في نظامنا الشمسي. وقد نشر الفريق البحث في مجلة نيتشر في ٧ شباط ٢٠٢٤.
يعلق نيك كوبر من جامعة الملكة ماري في لندن، وهو مؤلف مشارك في الدراسة قائلاً:
ميماس قمر صغير، يبلغ قطره ٤٠٠ كم فقط. ولم يعطنا سطحه الجليدي الذي تملؤه الفوهات الصدمية أي دلالة عن وجود محيط سائل تحته.
ويضع هذا الاكتشاف ميماس بين مجموعة الأقمار الأخرى التي تحوي محيطات سائلة، ومن بينها قمر زحل إنسيلادوس، وقمر المشتري يوروبا. ولكنه يختلف عنها اختلافاً فريداً، ألا وهو: محيط ميماس حديث إلى حد كبير، ويقدر عمره مابين ٥ إلى ١٥ نليون عام فحسب.
محيط حديث في قمر صغير
أكد العلماء وجود محيط ميماس وأن عمره صغير عبر تحليل مفصل لتداخلات قوى الشد والسحب بين ميماس وزحل. بعبارة أخرى، تضغط جاذبية زحل على القمر ميماس الصغير وهو يدور حوله.
ويشير العمل إلى أن المحيط قد تشكل حديثاً. وأن قمران آخران لزحل قد أحدثا اضطراباً في مدار ميماس وهما إنسيلادوس وتيثس. إذ دفعاه إلى مدار يمكن لزحل فيه أن يضغط عليه بفاعلية.
ويقول العلماء أن عمر المحيط الحديث يفتح لهم نافذة فريدة على المراحل الأولى لتشكل المحيطات واحتمال الحياة التي يمكن أن تظهر.
فوجود محيط من الماء السائل تشكل حديثاً يجعل ميماس مرشحاً رئيسياً لدارسة الباحثين الذين يدرسون أصل الحياة.
وقد وصل العلماء إلى هذا الاكتشاف عن طريق تحليل بيانات من مركبة كاسيني التابعة لناسا. وقد درست هذه المركبة زحل وأقماره بدقة شديدة لما يزيد عن عقد من الزمان.
وتمكن العلماء عن طريق دراسة التغيرات الطفيفة في مدار ميماس من استنتاج وجود محيط مخفي وقدروا حجمه وعمقه.
ماذا يعني ميماس للحياة؟
يتفق العلماء بأن اكتشاف محيط ميماس الفتي قد يساعد في زيادة فهمنا لاحتمالية وجود الحياة خارج الأرض.
ويشير وجود محيط في مثل هذا القمر الصغير أن الأقمار الصغيرة، والتي تبدو غير نشطة حتى، يمكنها أن تأوي الحياة في محيطات يمكنها أن توفر ظروف الحياة الأساسية.
إذاً يفتح المحيط المخفي تحت سطح القمر الصغير ميماس سبلاً جديدة للاكتشافات المستقبلية. وقد تقربنا من الإجابة على السؤال الأزلي الذي يقول: هل نحن وحيدون في هذا الكون؟
ملخص المقال
قمر زحل الصغير ميماس، الملقب «نجم الموت» تيمناً بأفلام حرب النجوم، قد يصبح أصغر قمر يحوي محيطاً سائلاً تحت سطحه الجليدي المليء بالحفر الصدمية.
وهذا المحيط سائل، ويقدر عمره ما بين ٥ إلى ١٥ مليون عام فقط، وقد يدعم الحياة بالطبع. ويجد بالذكر أن العلماء قد استخدموا بيانات مركبة كاسيني للوصول إلى هذا الاكتشاف.
وهذا سيفتح أبواباً جديدة للاكتشافات المستقبلية التي قد تجيبنا عن وجود حياة خارج الأرض من عدمها.