زخة شهب البرشاويات لعام ٢٠٢٤ في سمائنا على مدار يومين

يشهد العالم العربي على مدرا يومين، بين ١١ و١٣ آب ٢٠٢٤، زخة شهب البرشاويات، الزخة البديعة التي يصل فيها تساقط الشهب إلى معدل ٦٠ وقد يزيد عن ١٠٠ شهاب في الساعة، والتي ينتظرها هواة الفلك عاماً بعد عام.

البرشاويات

ما هي زخة شهب البرشاويات؟

هي بقايا مذنب يتقاطع معها مدار الأرض بين منتصف تموز وأواخر آب من كل عام. ولها سرعات كبيرة، وتخلف وراءها ذيلاً مضيئاً يرصد بالعين المجردة من النصف الشمالي للأرض عند صفاء السماء وقلة التلوث الضوئي.

من أين أتت هذه الشهب؟

تنتج زخة شهب البرشاويات عن المذنب سويفت تتل الذي اكتشفه لويس سويفت عام ١٨٦٢. وهذه الشهب بقايا وحطام لهذا المذنب. إذ يدور هذا المذنب مرة حول الشمس كل ١٣٣ عاماً، ويجر وراءه بقايا غبارية وحطاماً يمتد ملايين الكيلومترات بالطبع. وهذه البقايا تتحرك في الفضاء وعند مرور الأرض ضمنها يحدث ما نسميه زخة شهب البرشاويات.

ويرتفع عدد الشهب التي نراها مع اقتراب الأرض من مركز مدار المذنب الذي مر فيه. وعندما تمر الأرض في منطقة إشعاع المذنب تحدث هنا ما نسميه ذروة زخة الشهب وتمتد لساعات، وهنا يزداد عددها وقد يصل إلى مئة في الساعة الواحدة.

الشهب التي نراها

تحترق هذه البقايا عند دخولها أعلى الغلاف الجوي، ولكن يوجد منها ما هو كبير نسبياً، لذلك عندما تدخل الغلاف الجوي تحترق وتخلف وراءها ذيلاً ساطعاً يختلف باختلاف مواد الشهاب التي يتكون منها. وهو ما يرصده هواة الفلك. إذاً تتلاشى هذه المواد في الغلاف الجوي ولذلك تسمى شهباً، أما لو كانت كبيرة بما يكفي ووصلت إلى الأرض، فعندها نسميها نيازك.

لماذا سميت البرشاويات؟

تسمى الشهب وفقاً للجهة التي يبدو أنها تأتي منها. وهذه الشهب تأتي من جهة كوكبة برشاوس، والمعروفة باسم حامل رأس الغول. حيث أن نقطة انبثاقها من هذه الكوكبة، وهي نقطة وهمية يبدو أن جميع الشهب منطلقة منها.

البرشاويات
صورة توضح مكان انطلاق شهب البرشاويات. حقوق الصورة: Earthsky.org

ذروة زخة البرشاويات هذا العام

يتوقع العلماء أن تكون ذروة الزخة لهذا العام الاثنين ١٢ آب بين الساعة ١ ظهراً و٤ عصراً بتوقيت غرينتش. كما يتوقع أن تمر الأرض عبر مناطق كثيفة من بقايا المذنب يوم الإثنين ١٢ آب أيضاً بين الساعة ٤ صباحاً و١١ صباحاّ بتوقيت غرينتش. ومساء الإثنين هو الأفضل لرصدها في المنطقة العربية. ويكون الوقت السابق للفجر هو الوقت الأمثل والذي تشاهد فيه أكثر الشهب. وخاصة إذا رصدت من مناطق مظلمة وبعيدة عن التلوث الضوئي.

هل تشكل الشهب خطراً على الأرض؟

بالطبع لا تشكل الشهب خطراً على سطح الأرض وإن كانت زخة كثيفة، وذلك ببساطة لأنها تتلاشى وتحترق في الغلاف الجوي. ولكن قد يكون لهذه البقايا ذات السرعات العالية تأثير على الأقمار الاصطناعية خارج الأرض، حيث تصل سرعاتها إلى ما يقارب ٢١٤ كم في الساعة. فاصطدامها بهذه السرعات الهائلة بهذه الأقمار رغم دقة حجمها يمكن أن تحدث فيها أعطالاً، وهذا ما حدث أثناء زخة البرشاويات عام ١٩٩٣.

ملخص المقال

يشهد العالم العربي على مدرا يومين، بين ١١ و١٣ آب ٢٠٢٤، زخة شهب البرشاويات.

تنتج زخة شهب البرشاويات عن بقايا وحطام المذنب سويفت تتل. حيث يتقاطع معها مدار الأرض بين منتصف تموز وأواخر آب من كل عام.

يتوقع العلماء أن تكون ذروة الزخة لهذا العام الاثنين ١٢ آب بين الساعة ١ ظهراً و٤ عصراً بتوقيت غرينتش.

وهذه الشهب لا تشكل خطراً على الأرض لأنها تتلاشى في الغلاف الجوي.

المصدر

١٢٣