ظاهرة الاعتدال: هل يتساوى الليل والنهار فيها؟

الاعتدال تساوي الليل والنهار

 

الاعتدال ظاهرة مميزة يتساوى فيها طول الليل والنهار تقريباً على سطح الأرض ولا يتطابقان. ذلك في غير المناطق الواقعة على خط الاستواء، لكون الليل والنهار متساويان في مناطق خط الاستواء على مدار العام.

تساوي الليل والنهار يعني أن الليل يمتد ١٢ ساعة، والنهار ١٢ ساعة. وهذا يختلف عن أيام العام الأخرى. والسبب في ذلك ميلان الأرض بزاوية ٢٣.٥ درجة تبعاً للوقت من العام والمنطقة من كوكب الأرض.

ولكن هل هذا التساوي هو ذاته الاعتدال؟ إن لم يكن هو ذاته، هل يقع قبله أم بعده؟

سبب حدوث الاعتدال

يجدر بالذكر أن هذه الظاهرة تحدث مرتين في العام: في مارس وسبتمبر. ولأن الأرض تدور حول الشمس بدرجة الميلان المذكورة أعلاه، فهذا يعني أن أجزاء مختلفة من الأرض تتلقى كميات مختلفة من أشعة الشمس في أوقات مختلفة من العام، وحسب موقع كوكبنا في مداره حول الشمس.

ففي شهر يوليو تقريباً، يطول النهار في نصف الكرة الشمالي، ويقصر في نصف الكرة الجنوبي. وفي ديسمبر يحدث العكس، حيث تزداد ساعات النهار في نصف الكرة الجنوبي وتقل في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

أما خلال الاعتدال، فتكون الشمس مباشرة فوق خط الاستواء ويتساوى طول النهار والليل في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي تقريباً

إذ تكون الشمس في هذا الوقت من العام مباشرة فوق خط الاستواء، فيكون عدد ساعات الليل والنهار في نصفي الكرة الأرضية ذاته تقريباً. وفي هذا الوقت من العام ينصف الخط الفاصل بين الليل والنهار الأرض -يسمى الخط الرمادي أو منطقة الشفق- ماراً عبر القطبين الشمالي والجنوبي.

الاعتدال لا يحدث فيه التساوي التام

مع أن الاعتدال يعني تساوي ساعات الليل والنهار، فلا يتساوى الليل والنهار تماماً، ولكن يقتربان من ذلك كثيراً في وقت الاعتدالين.

والحقيقة أن النهار أطول من الليل في الاعتدال بعدة دقائق، والسبب في ذلك أن شروق الشمس يبدأ منذ أن يظهر طرف قرص الشمس فوق الأفق. أما الغروب فيحدث عند اختفاء طرف الشمس المقابل تحت الأفق.

ولأن الشمس قرص، وبسبب تأثير الغلاف الجوي للأرض، نرى ضوء الشمس لدقائق أخرى بعد غروبها. الأمر الذي يزيد من مدة النهار في وقت الاعتدال عدة دقائق عن الليل.

ووفقاً لدائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية:
يتراوح طول اليوم قبل الاعتدال وأثناءه وبعده بين: ١٢ ساعة و٦.٥ دقيقة عند خط الاستواء. و١٢ ساعة و٨ دقائق عند خط عرض ٣٠ درجة، و١٢ ساعة و ١٦ دقيقة عند خط عرض ٦٠ درجة.

هل مصطلح الاعتدال يختلف عن مصطلح تساوي طول الليل والنهار؟

مصطلح التساوي يقصد به اليوم الذي يتساوى فيه طول الليل والنهار تماماً. كما اليوم ١٦ مارس ٢٠٢٤، حيث يتساوى فيه طول الليل والنهار تماماً، وهو سابق ليوم الاعتدال الربيعي.

إذاً ليس من الضروري أن يحدث التساوي في وقت الاعتدال الخريفي أو الربيعي ذاته. إذ يحدث تساوي الليل والنهار قبل بضعة أيام من الاعتدال الربيعي وقبل عدة أيام من الاعتدال الخريفي.

هل يحدث الاعتدال في ذات اليوم من كل عام؟

لا تحدث الاعتدالات بالضرورة في نفس اليوم تماما من كل عام. إذ تكون في ٢٠ مارس تقريباً، و٢٣ سبتمبر تقريباً. وسبب تغير تاريخها ببساطة لأن العام ليس ٣٦٥ يوماً بالضبط، فهناك ربع يوم إضافي ( ٦ساعات) يتراكم كل عام، مما يتسبب في تغير تاريخ الاعتدالين. كما يتغير اتجاه الأرض نحو الشمس باستمرار، مما يؤدي إلى اختلاف وقت الاعتدال أيضاً.

ويشير الاعتدال إلى بداية الربيع أو الخريف فلكياً وفق نصف الكرة. أما الأرصاد الجوية، فتعد بداية الربيع في ١ مارس، وبداية الخريف في ١ سبتمبر.

ويبشر الاعتدال الربيعي ببداية الربيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في مارس، ويكون في ذات الوقت الاعتدال الخريفي في نصف الكرة الجنوبي. والعكس صحيح في سبتمبر.

هل يحدث الاعتدال في الأرض فقط؟

الأرض ليست الكوكب الوحيد الذي تحدث فيه ظاهرة الاعتدال. فكل كواكب النظام الشمسي تحدث فيها اعتدالات. وذلك لأن مدار الكوكب وميله بالنسبة للشمس يؤدي إلى تلقي كل من نصف منه كميات متساوية تقريباً من الضوء.

ملخص المقال

الاعتدال ظاهرة مميزة يتساوى فيها طول الليل والنهار تقريباً على سطح الأرض في غير المناطق الواقعة على خط الاستواء، ولا يتطابقان. وتحدث مرتين خلال العام. والسبب مدار الأرض وميلانها.

أما التساوي التام لطول الليل والنهار فيحدث قبل الاعتدالين بعدة أيام. فاليوم ١٦ مارس ٢٠٢٤ يتساوى فيه الليل والنهار تماماً، ولكن الاعتدال الربيعي بعد عدة أيام.

المصدر

هنا