كهف قمري قرب موقع هبوط أبولو ١١ قد يكون ملجأً لرواد المستقبل

كهف قمري قرب أبولو ١١

كهف قمري قرب موقع هبوط أبولو ١١

بينت مجموعة أدلة جمعها فريق دولي من العلماء عن وجود شبكة كهوف متعرجة تحت سطح القمر. وأحدها يمتد من أسفل حفرة تقع قرب موقع هبوط أبولو ١١ على القمر.

وقد حقق الفريق هذا الكشف عبر تحليل البيانات التي جمعتها مركبة الاستطلاع القمرية المدارية التابعة لناسا في عام ٢٠١٠. حيث وجدوا في الحقيقة دليلاً على وجود كهف تحت سطح القمر، يمتد لأكثر من ٦٠ متراً من قاعدة الحفرة.

وتبعد تلك الحفرة ما يقارب ٣٢٦ كم شمال شرق موقع هبوط أبولو ١١ في منطقة بحر السكون على القمر. وهو المكان الذي أصبح فيه نيل أرمسترونغ وباز ألدرين أول من يطأ جرماً خارج الأرض بالطبع. ويردف العلماء بأن الكهف قد يكون ممتداً لكيلومترات في أسفل منطقة بحر السكون.

كهف قمري قرب أبولو ١١
صورة أول قناة صهارة قمرية مكتشفة. حقوق الصورة: JAXA/SELENE

اكتشاف الكهوف القمرية

توجد كهوف تحت سطح القمر كما الكهوف الموجودة في الأرض تماماً، وقد شك العلماء في ذلك لعقود بالطبع. وقد جمعت أدلة عن هذه الكهوف عبر المركبات المدارية القمرية حتى قبل عصر أبولو في الواقع.

وفي عام ٢٠٠٩ جرى التثبت من وجود حفرة عبر الصور التي التقطتها المركبة الفضائية «كاغويا» التابعة لوكالة استكشاف الفضاء اليابانية. ثم اكتشف العديد من الكهوف القمرية على سطح القمر، وذلك عبر الصور والقياسات الحرارية عبر مركبة الاستطلاع المدارية القمرية. وتتراوح أحجام الحفر التي كشفت عنها المركبة في الواقع بين ٥ أمتار إلى ٩٠٠ متر.

كهف قمري
حفر على القمر. حقوق الصورة: NASA/GSFC/Arizona State University

يقول لورينزو بروزوني الأستاذ في جامعة ترينتو، والذي شارك في الدراسة: «طرحت نظريات حول هذه الكهوف لما يزيد عن ٥٠ عاماً، ولكنها المرة الأولى التي نثبت وجود هذه الحفر حقيقة. حيث حصلنا من مهمة لناسا عام ٢٠١٠ على بيانات تضمنت وجود حفرة في بحر السكون. وبعد سنوات أعدنا تحليل هذه البيانات عبر تقنيات لمعالجة الإشارات المعقدة طورناها مؤخراً. وكشفنا عن  انعكاسات رادارية من منطقة الحفرة، وأفضل تفسير لذلك بالطبع هو وجود قناة كهفية تحت سطح القمر. ويقدم هذا الاكتشاف في الحقيقة الدليل الأول المباشر على وجود قناة صهارة قمرية يمكن الوصول لها تحت سطح القمر».

صورة لحفرة قمرية قد تؤدي إلى كهف قمري، تقع في بحر السكون. حقوق الصورة: NASA/Goddard/Arizona State University

قنوات الصهارة القمرية

ما الذي أدى لتشكل شبكة الكهوف هذه تحت سطح القمر؟ يعتقد العلماء أن تشكلها يمكن أن يكون مماثلاً لتشكل قنوات الصهارة في الأرض. حيث تدفقت في تلك القنوات الصهارة القمرية تحت صهارة سطحية متبردة في التاريخ المبكر للقمر.

وربما تكونت قشرة قمرية فوق نهر من الصهارة،  فتشكلت أنفاق طويلة مجوفة نتيجة لذلك بالطبع. وإذا انهار سقف أحد قنوات الصهارة القمرية هذه، فإنه سيكشف عن حفرة يمكن أن ترصدها مركبة مدارية قمرية، وتشير إلى كهف يمتد تحت سطح القمر.

تصور فني لحفرة تحت سطح القمر. حقوق الصورة: Elaboration of a photo by A. Romeo. LRO 3D model by NASA (Brian Kumanchik, Christian Lopez, NASA/JPL-Caltech

كهوف القمر والرواد المستقبليين

مع عودة إرسال البشر مسبارات إلى القمر، واستعداد ناسا لمهمة أرتميس ٣ التي ستعيد البشر مرة أخرى إلى سطح القمر لأول مرة منذ بعثات أبولو. يدور جدل كبير عن كيفية ضمان سلامة رواد الفضاء في المستقبل.

وربما يكون أحد الحلول استخدام الكهوف تحت سطح القمر وسيلة لحماية مستكشفي القمر من المخاطر التي يفرضها وجودهم وعملهم على القمر.

إذ ربما تكون الحفر القمرية ذات فائدة للبشر على القمر. فالإقامة في حفرة، التي تكون مثالية تحت سطحها على بعد عدة عشرات من الأمتار نحو الداخل، يمكن أن تكون مكاناً آمناً لرواد الفضاء. وذلك بالطبع لأنها تقيهم من الإشعاع والنيازك الدقيقة وتحد من الغبار، ومن التقلبات الشديدة في درجات الحرارة في الليل والنهار.

ملخص المقال

كشف العلماء عن شبكة كهوف متعرجة تحت سطح القمر. وأحدها كهف قمري يمتد من أسفل حفرة تقع قرب موقع هبوط أبولو ١١ على القمر.
وقد تكون هذه الكهوف مكاناً آمناً لرواد الفضاء في المستقبل. وذلك بالطبع لأنها تقيهم من الإشعاع والنيازك الدقيقة وتحد من الغبار، ومن التقلبات الشديدة في درجات الحرارة في الليل والنهار.

المصدر

هنا