لماذا نرى وجه القمر نفسه دائماً؟

لماذا نرى وجه القمر نفسه مواجهاً للأرض على الدوام؟ لمَ لا نرى الوجه الآخر له؟

نرى من مكاننا على الأرض وجه القمر نفسه دوماً. ويمكننا معرفة ذلك لأننا لو نظرنا إلى القمر بانتظام، سنرى أن أطواره تتبدل، لكننا نرى الفوهات الصدمية وغيرها من المعالم ذاتها دائماً.

وتلك المعالم من المناطق المرتفعة ذات الألوان اللامعة، والبحار القمرية الداكنة تقابل الأرض منذ آلاف السنين. وشاهدها بهذا الشكل كل البشر الذين عاشوا على الأرض.

والسؤال هنا، لماذا نرى فقط هذا الوجه من القمر؟ فطالما تدور الأرض حول محورها، لماذا لا نرى وجه القمر بكامله بما أن القمر أيضاً يدور حول محوره.

لماذا نرى وجه القمر نفسه
البدر من البرتغال. حقوق الصورة: Sérgio Conceição, Evoramonte, Portugal, 6 May 2023

لماذا نرى وجه القمر نفسه إذا كان يدور حول نفسه؟

الأمر بسيط، فالقمر يدور مرة حول نفسه كل ٢٧.٣ يوماً. وهو ذات الوقت الذي يستغرقه القمر ليدور دورة حول الأرض. فماذا تكون النتيجة؟ النتيجة أننا نرى الوجه ذاته من القمر دائماً.

ومع أن هذا ليس دقيقاً تماماً، فنحن نرى أكثر من نصف وجه القمر وذلك يعود إلى تأثير حركة تأرجح القمر.

نرى بفعل تأثير تأرجح القمر أكثر من نصفه بقليل. حقوق الصورة: Pete Lawrence

ولو أن القمر يدور حول نفسه أسرع أو أبطأ خلال دورته حول الأرض لكنا نرى القمر كله. ونقول بلغة علم الفلك أن حركة القمر مقيدة مدياً بالأرض، أي أن حركتهما متزامنة.

كيف أصبح القمر مقيداً مدياً بالأرض؟

لماذا نرى وجه القمر نفسه
صورة فنية توضح تشكل القمر من حطام تصادم.

عندما تشكل القمر قبل ٤.٥ مليار عام، كان يدور حول نفسه أسرع من اليوم. ولكن جاذبية الأرض أدت إلى انتفاخ مدي صخري فيه. أي أصبح كشكل الليمونة ورأسها نحو الأرض. وأثناء دوران القمر السريع في بدايته كان موقع الانتفاخ يتغير عبر سطحه، وذلك أشبه بحالة المد البحري لدينا.

وهذا كان بمثابة كابح أبطأ سرعة دورانه حول نفسه حتى وصل إلى حالة توازن مع فترته المدارية. وعند تلك النقطة أصبح الوجه المقابل لنا مقيداً في مكانه بالنسبة لنا.

لماذا يتغير مظهر القمر؟

يبقى الوجه ذاته للقمر مقابلاً لنا، لكن هذا الوجه يتغير مظهره باستمرار. حقوق الصورة: iStock

مع أن القمر يبقي الوجه ذاته نحونا دائماً، إلا أن نظرة خاطفة تبين لك أن إضاءته تتغير بين يوم وآخر. وهذا ما يسمى تغير أطوار القمر أو منازل القمر. والطور يعني الجزء المضاء بأشعة الشمس الذي نراه من الأرض. ومع أننا نرى هذا الجزء فقط مضاءً من مكاننا على الأرض، إلا أننا يجب أن نعرف أن نصف القمر يكون مضاءً بأشعة الشمس، ولكننا لا نراه دائماً.

الوجه البعيد للقمر. حقوق الصورة: NASA/Goddard/Arizona State University

ولا يسمي العلماء الوجه الذي لا نراه الوجه المظلم من القمر لأن ذلك غير صحيح. إنما يطلقون عليه اسم الجانب البعيد من القمر.

وتنتقل أطوار القمر من القمر الوليد إلى البدر وهكذا. مروراً بمرحلة الهلال والرُبيع والأحدب. ويستغرق ٢٩.٥ يوماً ليكمل أطواره.

الفرق بين الدورة القمرية والمدارية

مع أن القمر يستغرق ٢٩.٥ يوماً حتى يكمل الدورة القمرية أو الشهر الاقتراني. فإنه يستغرق ٢٧.٣ يوماً ليكمل دورة حول الأرض، وتسمى الشهر النجمي أو الفلكي.

وهذا الفرق ينشأ من كون دورة قمرية واحدة تحدد بالوقت الذي يستغرقه القمر للعودة إلى الطور نفسه، كما يشاهد من الأرض. ولأن الأرض نفسها تتحرك على مدارها حول الشمس، يستغرق القمر وقتاً أطول بقليل للحاق بالأرض ليكمل مداره.

ملخص المقال

لماذا نرى وجه القمر نفسه مواجهاً للأرض دائماً؟ لمَ لا نرى الوجه الآخر له؟
لأن الوقت الذي يستغرقه القمر ليدور مرة حول نفسه، وهو ذات الوقت الذي يستغرقه القمر ليدور دورة حول الأرض تقريباً. وهذا ما يسمى التقييد المدي، أو الحركة المتزامنة بين الأرض والقمر.

المصدر

هنا