ما مكونات الغلاف الجوي للكواكب في النظام الشمسي

إذا كنت تستطيع تنفس الهواء النقي، قد يغيب عن ذهنك أن سبب ذلك بالطبع هو الغلاف الجوي للأرض! فما كانت الحياة لتوجد على الأرض دون هذا الغلاف، فهو يحافظ على حرارة الأرض ويمكننا من التنفس ويقينا من الأشعة الكونية الضارة وغيرها.

فما الذي يميز غلافنا الجوي عن غيره على الكواكب الأخرى؟ وما مكونات الغلاف الجوي للكواكب في نظامنا الشمسي؟

١- غلاف الأرض

نعيش كلنا في طبقة التربوسفير من طبقات الغلاف الجوي. وهي الأقرب إلى سطح الأرض. وتبلغ ثخانة هذه الطبقة ٨ – ١٤ كم، وهي في الحقيقة الطبقة الأعلى كثافة في الغلاف الجوي. ويتكون الهواء الذي نستنشقه على الأرض من مزيج من الغازات وفق النسب الآتية: ٧٨٪ نيتروجين و٢١٪ أوكسجين، و١٪ آرجون وبخار الماء وثاني أوكسيد الكربون.

٢- غلاف المريخ

يملك المريخ غلافاً جوياً بالغ الرقة. ويتكون من ثاني أوكسيد الكربون بكامله تقريباً. ولما كان الضغط الجوي للكوكب الأحمر منخفضاً جداً، وكمية الميثان أو بخار الماء اللذان يعززان الاحتباس الحراري قليلة، يبقى سطح المريخ شديد البرودة. إذ يبلغ متوسط ​​درجة حرارة سطحه ما يقارب -٦٣ درجة مئوية.
وجدير بالذكر أن الاحتباس الحراري يحدث عندما يحبس الغلاف الجوي الحرارة المنعكسة من سطح الكوكب نحو الفضاء.

٣- غلاف الزهرة

يتكون الغلاف الجوي للزهرة بكامله تقريباً من ثاني أوكسيد الكربون كما غلاف المريخ. لكن كمية ثاني أوكسيد الكربون الموجودة فيه أكثر بمقدار ١٥٤ ألف مرة من الكمية الموجودة منه على الأرض، وأكثر بمقدار ١٩ ألف مرة مما هو موجود في غلاف المريخ.

والأثر الناتج بالطبع هو الاحتباس الحراري الجامح، ودرجة حرارة سطحه الهائلة التي تكفي لإذابة الرصاص. ويحدث الاحتباس الحراري الجامح عندما تستمر درجة حرارة كل من الغلاف الجوي للكوكب وسطحه بالارتفاع، إلى الحد الذي تصل حرارة السطح إلى تبخير محيطاته إن وجدت.

٤- غلاف المشتري

يحتمل أن المشتري يملك ثلاث طبقات مميزة من السحب في سمائه. وتتكون من النشادر وهيدروكبريتيد الأمونيوم والماء. وتمتد إلى ارتفاع يبلغ ما يقارب ٧١ كم. وبالطبع ينتج عن دوران المشتري السريع حول نفسه (مرة كل ١٠ ساعات) نشوء تيارات نفاثة قوية، تفصل السحب المذكورة إلى أحزمة داكنة وفاتحة، تلتف حول محيطه معطية شكله الجميل المعروف.

٥- غلاف زحل

يمتلك الغلاف الجوي لزحل خصائص مميزة. والرياح الدائرة على سطحه من بين الأسرع في النظام الشمسي، إذ تصل سرعتها إلى ١٨٠٠ كم في الساعة. وربما يكون زحل الكوكب الوحيد في مجموعتنا الشمسية الذي يملك دوامة قطبية دافئة، وهي كتلة غازية تلتف حول قطبه.

كما يحوي دوامات أو أعاصير تسمى عين الإعصار، ويحيط بها ما يسمى جدار العين، وهي حلقة من العواصف الرعدية. وبذلك هي شبيهة بأنظمة الأعاصير على الأرض.
ويتميز أيضاً بالعاصفة الهائلة ذات الشكل سداسي الأضلاع المحيطة بقطبه الشمالي. كما تحدث كل ٢٠- ٣٠ سنة عاصفة قوية على زحل تستمر لعدة أشهر.

٦- غلاف أورانوس

يأخذ أورانوس لونه الأزرق المخضر المميز له نتيجة وجود غاز الميثان البارد في غلافه الجوي بالطبع وغياب السحب المرتفعة فيه. وتبلغ درجة حرارة التروبوسفير، أي الطبقة الدنيا لغلافه الجوي -٢٢٤.٢ درجة مئوية. ليكون بذلك بارداّ أكثر من نبتون في بعض مناطقه.

أما الرياح فتسير فيه باتجاه معاكس لجهة دوران الكوكب عند خط استوائه. وتتحرك مع اتجاه دوران الكوكب عند القطبين.

٧- غلاف نبتون

يعد نبتون أكثر الكواكب رياحاً في نظامنا الشمسي. ومع أنه بعيد عن الشمس جداً، وكمية الطاقة الواصلة إليه منها قليل جداً، فإن سرعة الرياح فيه تتجاوز ٢٠٠٠ كم في الساعة!

وبذلك تكون أعتى بثلاث مرات من رياح المشتري وبتسع مرات من الأرض. فأقوى الرياح على الأرض لا تصل سرعتها إلى ٤٠٠ كم في الساعة.
ويجدر بالذكر أن غلاف نبتون الجوي أزرق لأسباب زرقة غلاف أورانوس نفسها.

ملخص المقال

ما مكونات الغلاف الجوي للكواكب في نظامنا الشمسي؟ غلاف الأرض مزيج من الغازات وفق النسب الآتية: ٧٨٪ نيتروجين و٢١٪ أوكسجين، و١٪ آرجون وبخار الماء وثاني أوكسيد الكربون. وغلاف المريخ بالغ الرقة. ويتكون هو وغلاف الزهرة من ثاني أوكسيد الكربون بكاملهما تقريباً.

أما المشتري فغلافه يتكون من ثلاث سحب من النشادر وهيدروكبريتيد الأمونيوم والماء. وأورانوس وبلوتو يكثر في غلافيهما الميثان البارد الذي يعطيهما اللون الأزرق المخضر.

المصدر

هنا