ناسا تنهي مهمة مركبتها إنسايت على المريخ بعد فشل الاتصال بها
أعلنت ناسا عن انتهاء مهمة المركبة إنسايت على المريخ وذلك بعد أربع سنوات من جمع البيانات العلمية.
حدث ذلك بعد فشل المسؤولين عن المهمة في وكالة ناسا بالاتصال بالمركبة مرتين. والسبب في ذلك أن بطاريات المركبة قد نفدت منها الطاقة، وهذه البطاريات تعمل بالطاقة الشمسية.
وحسب ناسا، كانت المرة الأخيرة التي تواصلت فيها إنسايت مع الأرض في ١٥ كانون الأول/ ديسمبر.
وقد أعلنت ناسا سابقاً لذلك أن فريق إنسايت في ناسا توقع أن تخرج المركبة عن الخدمة بحلول كانون الأول/ ديسمبر. وذلك لانخفاض الطاقة التي تنتجها الألواح الشمسية للمركبة، ويرجع ذلك إلى تراكم الغبار عليها على نحو مستمر ومتزايد.
ما هي المركبة إنسايت؟
هي أول مركبة آلية صممت خصوصاً لدراسة الأجزاء الداخلية لكوكب المريخ. وتضم المركبة إنسايت ثلاثة مجسات علمية وهي:
- مقياس اهتزازات أو سيسموغراف، وعمله مراقبة الهزات الحاصلة في أرض المريخ، بالإضافة للاهتزازات الأخرى.
- مثقب وعمله الحفر في تربة المريخ إلى عمق ٥ متر. والهدف من ذلك قياس درجات الحرارة تحت سطح الكوكب. الأمر الذي يسمح للعلماء بمعرفة كمية الطاقة الباقية من نشوء كوكب المريخ.
- جهاز لقياس سرعة دوران الكوكب الأحمر حول محوره.
تستطيع المجسات مراقبة الهزات والنشاط التكتوني، بالإضافة إلى قياس آثار اصطدام النيازك بالمريخ. أضف إلى ذلك الكشف عن وجود مياه سائلة تحت سطح الكوكب الأحمر.
وبذلك تكون وظيفة المجسات الثلاثة المجتمعة تقديم صورة عن داخل الكوكب الأحمر كالحجم وتكوين النواة والقشرة المريخية. وتفيد هذه البيانات بتكوين صورة عن بدايات النظام الشمسي ونشأة الكواكب الصخرية في النهاية.
فنشوء الكواكب الصخرية يتضمن ترسب المواد عالية الكثافة في لب الكوكب، والمواد ذات الكثافة الأقل تبقى أقرب إلى سطحه. ولهذا تتكون نواة الأرض مثلاً من معادن ثقيلة. ولكن ليس لدى العلماء سوى المعطيات التي درسوها على الأرض، وإنسايت تهدف إلى دراسة نموذج آخر على المريخ والحصول على صورة أوضح عن عملية نشوء الكواكب الصخرية.
مهمة إنسايت وأهدافها
انطلقت المركبة إنسايت في أيار/ مايو ٢٠١٨، وقد حملها صاروخ أطلس ٥. وهبطت على سطح المريخ في أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر من نفس العام.
وقد أريد للمركبة أن تكون ثابتة على سطح المريخ، والهدف منها دراسة لب المريخ وبنيته الداخلية.
وقد اختير سهل الأليسيوم الواقع شمال خط استواء المريخ مكاناً للهبوط. إذا أنه سهل واسع خالٍ من الأخاديد والحفر والصخور، فيخفف بذلك احتمال حدوث اصطدامات للمركبة.
بالإضافة لانخفاضه بما يكفي لهبوط المركبة بالمظلة الضخمة والصواريخ الكابحة بأمان. كما أنه مثالي للألواح الشمسية لتلقي الضوء وشحن بطاريات المركبة.
وقد كانت مهمة المركبة سنتان ثم مددت إلى أربع سنوات بعدها.
ماذا حققت المركبة إنسايت من الأهداف؟
كشفت البيانات القادمة من إنسايت عن:
- ثخانة قشرة المريخ
- حجم لبه الداخلي
- كثافة لبه الداخلي
- هيكل الغلاف الواقع بين القشرة واللب
- أثبتت أن المريخ نشط زلزالياً حيث سجلت ١٣١٩ زلزال
- قاست الموجات الزلزالية الناتجة عن اصطدام النيازك بالكوكب
وقد قال الباحثون في ناسا أن هذه البيانات الزلزالية تقدم صورة أوضح عن المريخ وعن غيره من الكواكب الصخرية ومنها الأرض.
ملخص المقال
أنهت ناسا مهمة مركبتها إنسايت على المريخ بعد فشل الاتصال بها. ويعود ذلك إلى نفاد الطاقة نتيجة تراكم الغبار على الألواح الشمسية.
وقد ضمت المركبة مجسات لمراقبة الهزات الأرضية والنشاط التكتوني في المريخ، كما كان من أهدافها دراسة البنية الداخلية وقياس درجات الحرارة وغيرها. وكل ذلك يصب في إعطاء صورة اوضح عن نشوء الكواكب الصخرية.
وأهم ما أثبتته بيانات المركبة أن المريخ نشط زلزالياً حيث سجلت ١٣١٩ هزة خلال مهمتها.