١٠ حقائق غريبة عن كوكب عطارد
عطارد هو الكوكب الأقرب إلى الشمس، وهو أكبر بقليل من قمر الأرض، ومليء بالفوهات الصدمية.
يمكن أن يرى عطارد بالعين المجردة وهو معروف لدى البشر منذ القدم. فقد ذكره السومريون في مطلع الألفية الثانية قبل الميلاد، وأطلق عليه البابليون اسم نابو، ونعرفه بالاسم الذي أطلقه عليه الرومان تيمنا برسول الآلهة عطارد. وقد رصد كوكب عطارد لأول مرة عالمي الفلك جاليليو جاليلي وتوماس هاريوت بالتلسكوب الذي كان مخترعاً حديثاً عام ١٦٣١.
ومنذ الزيارة الأولى لمركبة ناسا الفضائية مارينر ١٠ عام ١٩٧٤، أثار هذا الكوكب الصغير حيرة العلماء، ولا شك أنه سيستمر في إذهالنا. إليكم ١٠ حقائق غريبة عن عطارد.
١- فيه أكبر التقلبات الحرارية في النظام الشمسي
مع أن عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس، إلا أن سطحه يمكن أن يكون بادراً جداً، وذلك لعدم وجود غلاف جوي يحبس الحرارة. فتصل الحرارة خلال اليوم إلى ٤٣٠ درجة سيليزيوس، ولكنها تهبط بسرعة في الليل إلى -١٨٠ درجة سيليزيوس وفقاً لناسا. وبذلك تتأرجح درجات الحرارة بفارق يصل إلى ٦٠٠ درجة سيليزيوس، وهو أكبر فرق حراري على أي كوكب في النظام الشمسي.
٢- أصغر كوكب في النظام الشمسي
يعد عطارد أصغر كوكب في المجموعة الشمسية. حيث يبلغ قطره ٤٨٧٦ كم تقريباً، فيقارب بذلك عرض القارة الأمريكية، وأكبر قليلاً من قمر الأرض.
يعد القمر تيتان قمر زحل، والقمر جيناميد قمر المشتري أكبر من عطارد حجماً. ويذكر أن بلوتو كان يعد أصغر كوكب في المجموعة الشمسية، ولكن عندما خرج من تصنيف الكواكب عام ٢٠٠٦ وأصبح يصنف من بين الكواكب القزمة، اكتسب عطارد هذا اللقب.
٣- نجا من صدم جسم فضائي هائل له
نجا عطارد من اصطدام جسم فضائي هائل به. شكل هذا الاصطدام فوهة صدمية ضخمة. ويظهر في الصورة حوض كارلوس، الكلمة التي تعني الحرارة باللاتينية، وهو سهل واسع ضمن الفوهة الصدمية. والصورة صورة فسيفسائية مجمعة من مركبة مسنجر الفضائية ومعززة الألوان.
٤- له مدار غريب
يندفع كوكب عطارد بسرعة تقارب ٤٧ كم في الثانية، ليكمل دورته حول الشمس خلال ٨٨ يوماً، ويكون بذلك أسرع كوكب في المجموعة الشمسية وفقاً لناسا.
وليس مداره سريع فحسب بل وبيضاوي بشدة، حيث يبلغ أقرب مكان له على مداره من الشمس ٤٧ مليون كم، وأبعد مكان له على مداره من الشمس ٧٠ مليون كم.
٥- يوجد الجليد على سطحه في قطبيه
اكتشفت المركبة الفضائية مسنجر التابعة لناسا عام ٢٠١٢ جليداً داخل بعض الفوهات الصدمية على سطح عطارد قرب القطبين. وفي عام ٢٠١٧ أثبت أن عطارد يحوي أكثر مما كان يعتقد من الجليد المنتشر في منطقة قطبه الشمالي. ويذكر أن احتمال وجود جليد على الكوكب طرح في التسعينيات، وذلك عندما رصدت التلسكوبات الأرضية بقعاً عاكسة بشدة عند القطبين.
وقد تستغرب وجود الجليد على أقرب كوكب من الشمس، والتفسير أن لدى عطارد ميلان محوري بسيط. يعني هذا أن بعض مناطق القطبين تتلقى القليل من الإشعاعات المباشرة من الشمس، وتبقى بعض الحفر الصدمية دائماً في الظلمة. كما أنه لا يمتلك غلافاً جوياً فترتفع وتهبط درجات الحرارة بفارق هائل بين الليل والنهار.
٦- له لب معدني هائل
يمتلك عطارد لبّاً معدنياً هائلاً، عرضه يتراوح بين ٣٦٠٠ كم إلى ٣٨٠٠ كم تقريباً. وهذا ما يشكل ٧٥٪ من قطر الكوكب تقريباً! وللتوضيح، فهذا يعني أن ثخانة طبقة عطارد الخارجية تبلغ ٥٠٠ إلى ٦٠٠ كم فقط.
يحتوي اللب حديداً أكثر من أي كوكب آخر في المجموعة الشمسية. ولا يعرف العلماء كيف تشكل هذا اللب على وجه الدقة، ولا يعرفون سبب كونه كبيراً إلى هذه الدرجة الغريبة.
٧- وضعت خريطة لكامل سطحه
[3d_viewer id=”1508″]
دارت المركبة الفضائية مسنجر التابعة لناسا حول عطارد لما يزيد عن ٤ سنوات، وأرسلت لنا صوراً مذهلة له. استخدم العلماء هذه الصور لإنشاء أول خريطة لسطح عطارد على الإطلاق.
٨- له أرقّ غلاف جوي في المجموعة الشمسية
يمتلك عطارد أكثر غلاف جوي رقةً من أي كوكب في المجموعة الشمسية. ولشدة رقته أطلق عليه العلماء اسم طبقة جوية عليا أو إكسوسفير. ويتكون هذا الغلاف الرقيق بمعظمه من الأوكسجين والصوديوم والهيدروجين والهيليوم والبوتاسيوم وفقاً لناسا.
٩- عليه «أذيال» غريبة
اكتشف العلماء في عطارد وجود تيارات من الجسيمات التي تندفع من سطحه، وأشبه ما تكون بالمذنبات. وتظهر الصور المأخوذة من الأرض هذه الأذيال غريبة الأطوار.
يرى العلماء أن هذه الأذيال تحدث عندما يتوهج الصوديوم الموجود في الغلاف الجوي لعطارد بسبب تعرضه إلى أشعة الشمس وإثارته بذلك. كما يمكن لأشعة الشمس أن تحرر هذه الجزيئات من سطح عطارد وتدفعها إلى الفضاء الخارجي.
١٠- فيه أعاصير مغناطيسية
يحتار العلماء في أمر الحقل المغناطيسي لعطارد، فمع أنه يبدو صغيراً على وجود حقل مغناطيسي له، إلا أنه يمتلك واحداً. ومع أن شدة حقله المغناطيسي يعادل ١٪ من شدة الحقل المغناطيسي للأرض، إلا أنه يستطيع إحداث اضطراب على سطح عطارد على شكل أعاصير مغناطيسية.
وفقاً لناسا، عندما يتداخل حقل عطارد المغناطيسي مع الرياح الشمسية، تتولد أحياناً أعاصير مغناطيسية. توجه هذه الأعاصير بلازما الرياح الشمسية الحارة والسريعة إلى سطح الكوكب الصغير. وعندما تصطدم البلازما الحارقة بسطحه تشرد الذرات متعادلة الشحنة على السطح، مرسلة الحلقات عالياً في غلاف عطارد الجوي.
ملخص المقال
يتميز كوكب عطارد، الأصغر في المجموعة الشمسية والأقرب إلى الشمس بميزات قد يبدو بعضها غريباً، وهي أن فيه أعلى الفروقات الحرارية بين الليل والنهار وقد تصل إلى ٦٠٠ درجة سيليزيوس، وأنه أصبح الكوكب الأصغر بعدما خرج بلوتو من تصنيف الكواكب. كما أنه نجا من اصطدام هائل وآثاره على سطحه، وله مدار بيضاوي غريب. بالإضافة إلى وجود الجليد في قطبيه! أما لبه فهو لب معدني هائل وله قشرة رقيقة، ولسطحه وضعت المركبة مسنجر خريطة كاملة. وبالنسبة لغلافه الجوي فهو أرق غلاف جوي في المجموعة الشمسية. ويرى على سطحه أذيال غريبة وهي تيارات من الجسيمات، ورغم حقله المغناطيسي الضعيف يحدث فيه أعاصير مغناطيسية!