٥ أسباب لكوننا نعيش في كون متعدد

قد يكون كوننا كوناً من بين عدة أكوان وفقاً للفيزياء. وفي الواقع هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً. حقوق الصورة: Shutterstock/Victor Habbick
قد يكون كوننا كوناً من بين عدة أكوان وفقاً للفيزياء. وفي الواقع هذا هو الاحتمال الأكثر ترجيحاً. حقوق الصورة: Shutterstock/Victor Habbick

ربما قد لا يكون الكون الذي نعيش فيه هو الوحيد. ففي الحقيقة قد يكون كوننا واحداً من بين عدد لا نهائي من الأكوان التي تشكل الكون المتعدد. وهكذا، ربما نعيش في كون متعدد. ومع أن هذا المفهوم قد يبدو ساذجاً، إلا أن الفيزياء تأيده بقوة. وهناك عدة نظريات فيزيائية منفصلة تصل في نتائجها إلى الكون المتعدد. وفي الواقع يعتقد الخبراء أن احتمال  وجود أكوان خفية أعلى من عدم وجودها.

إليك أكثر ٥ نظريات علمية معقولة تنص على أننا نعيش في كون متعدد:

١- أكوان لا نهائية

لا يستطيع العلماء أن يؤكدوا شكل الزمكان، ولكنه على الأغلب مسطح ويمتد بلا نهاية، مقابل كونه كروياً أو حلقياً. ولكن إذا كان الزمكان يمتد إلى الأبد، فلا بد أن يبدأ بالإعادة في نقطة ما. بسبب وجود عدد محدود للطرق التي تنتظم فيها الجسيمات في الزمان والمكان.
وبهذا، إذا نظرت إلى بعد كافٍ، فربما تصادف نسخة أخرى عنك، بل نسخاً لا نهائية في الواقع. وبعض هذه النسخ ستكون منهمكة في عمل ما تعمله الآن. بينما سيكون آخرون قد ارتدوا سترة أخرى هذا الصباح. وبعضهم قد يكون اتخذ مهناً وخيارات أخرى في الحياة.

ولأن الكون المنظور يمتد إلى الحد الذي أتيح للضوء الوصول إليه خلال ١٣.٧ مليار عام عقبت الانفجار العظيم. فإن الزمكان الذي يقع بعد هذه الحدود يمكن اعتباره كوناً منفصلاً بحد ذاته. وبهذه الطريقة، سيقع عدد كبير من الأكوان بجانب بعضها البعض لتشكل كشكولاً متنوعاً ضخماً من الأكوان.

قد يمتد نسيج الزمكان إلى اللانهاية. وإذا كان هذا صحيحاً، فكل شيء في كوننا سيتكرر في نقطة ما. فتتكون رقعة لا نهائية من الأكوان. مصدر الصورة: Shutterstock/R.T.Wohlstadter
قد يمتد نسيج الزمكان إلى اللانهاية. وإذا كان هذا صحيحاً، فكل شيء في كوننا سيتكرر في نقطة ما. فتتكون رقعة لا نهائية من الأكوان. مصدر الصورة: Shutterstock/R.T.Wohlstadter

٢- الأكوان الفقاعة

بالإضافة إلى الكون المتعدد الذي يتكون من الزمكان المتوسع إلى ما لانهاية، قد تنشأ أكوان أخرى من نظرية تسمى «التضخم الأبدي».

والتضخم هو الفكرة القائلة بتمدد الكون بسرعة بعد الانفجار العظيم. وهو في الواقع يشبه في ذلك تضخم البالون. كما يشير التضخم الأبدي، الذي طرحه عالم الكونيات ألكسندر فيلينكن من جامعة توفتس، إلى أن بعض الجيوب في الفضاء تتوقف عن التضخم. بينما تستمر مناطق أخرى بالتضخم. وهكذا تعطي المجال لظهور العديد من الأكوان الفقاعة.

وبهذا، فإن كوننا، الذي انتهى فيه التضخم، مما يسمح بتشكل النجوم والمجرات، ليس إلا فقاعة صغيرة في بحر واسع في الفضاء. وبعض أجزاء هذا البحر ما زالت تتضخم، ويحتوي العديد من الفقاعات المشابهة لكوننا. وفي بعض هذه الأكوان الفقاعة، قد تكون قوانين الفيزياء والثوابت الرئيسية مختلفة عما لدينا، وتكون أكواناً غريبا عما نعرفه.

الأكوان الفقاعة. حقوق الصورة: FOTOJOG/ISTOCK/GETTY IMAGES PLUS
الأكوان الفقاعة. حقوق الصورة: FOTOJOG/ISTOCK/GETTY IMAGES PLUS

٣- الأكوان المتوازية

من الأفكار الأخرى التي تنشأ عن نظرية الأوتار مفهوم العوالم الغشائية. وتعني أن أكواناً أخرى تطفو خارج حدود قدرتنا على الوصول إليها في كوننا.

طرح هذه النظرية بول ستينهاردت ونيل توروك. وتأتي الفكرة من إمكانية وجود أبعاد أخرى متعددة، مختلفة عن الأبعاد المكانية الثلاثة وبعد الزمن التي نعرفها. فبالإضافة إلى «غشائنا» المكاني ذو الأبعاد الثلاثة، قد يكون هناك أغشية أخرى ذات ثلاثة أبعاد تطفو في فضاء ذو أبعاد أعلى.

قد يكون هناك كون خارجي موجود على غشاء أو غلاف آخر. وهذا الغلاف موازٍ لأغشية أخرى تحوي أكوانها الخاصة. وجميعها تطفو في فضاء ذو أبعاد أعلى.

يصف الفيزيائي براين غريني الفكرة بأنها مفهوم ينص على أن كوننا شريحة من بين شرائح عديدة تطفو في فضاء ذو أبعاد أعلى. أشبه بقطعة من رغيف خبز ضمن رغيف كوني أضخم بكثير.
تشير نقطة أخرى من النظرية بأن هذه الأكوان الغشائية، لا تكون متوازية دوماً وبعيدة عن الوصول إليها. فهي أحياناً تتصادم، فتحدث انفجارات عظيمة تعيد بداية الكون في كل مرة.

مصدر الصورة: societyofmodernastronomy.wordpress.com
مصدر الصورة: societyofmodernastronomy.wordpress.com

 

٤- الأكوان الوليدة

تشير نظرية ميكانيك الكم، التي تحكم عالم الجسيمات دون الذرية، إلى طريقة أخرى لظهور أكوان متعددة. وتصف نظرية ميكانيك الكم العالم بلغة الاحتمالات، أكثر من وصفها بنتائج محددة.

وقد تشير رياضيات هذه النظرية إلى أن جميع النتائج المحتملة لحالة ما تحدث جميعها، وذلك في أكوانها المنفصلة. فمثلاً عندما تصل تقاطع طرق ما، حيث يمكنك أن تذهب إلى اليمين أو اليسار، فإن الكون الحالي يؤدي إلى ظهور كونين وليدين: أحدهما حيث تذهب إلى اليمين، والآخر حيث تذهب إلى اليسار. وفي كل من هذين الكونين هناك نسخة عنك تشهد هذه النتيجة أو تلك. وأنت تعتقد اعتقاداً خطأً بأن واقعك هو الواقع الوحيد.

أكوان وليدة. حقوق الصورة Victor de Schwanberg/Science Photo Library.
أكوان وليدة. حقوق الصورة
Victor de Schwanberg/Science Photo Library.

٥- الأكوان الرياضياتية

يتجادل العلماء فيما إذا كانت الرياضيات أداة مفيدة في وصف الكون. أو إذا كانت الرياضيات نفسها حقيقة أساسية، بينما ملاحظتنا لهذا العالم مجرد إدراكات ناقصة لطبيعته الرياضية الحقيقية.

وإذا صحت الأخيرة، إذاً فربما لا تكون البنية الرياضية المعينة التي تشكل كوننا هي الخيار الوحيد. وفي الواقع كل البنى الرياضية المحتملة موجودة كل منها في كونه المنفصل.
فالبنية الرياضية شيء يمكن وصفه بطريقة مستقلة تماماً عن نظريات الإنسان البالية. ويمكن جداً أن يوجد كون بشكل مستقل عن الإنسان، ويستمر حتى مع عدم وجود البشر.

ملخص المقال

ربما قد لا يكون كوننا هو الوحيد. فقد يكون واحداً من بين عدد لا نهائي من الأكوان التي تشكل الكون المتعدد. وهناك عدة نظريات فيزيائية منفصلة تصل في نتائجها إلى الكون المتعدد. منها: أولاً، الأكوان اللامتناهية: وفيها يمتد المكان والزمان بلا نهاية. ولوجود عدد محدود للطرق التي تنتظم فيها الجسيمات في الزمان والمكان، فلا بد أن يبدأ التكرار في وقت ما. ثانياً، الأكوان الفقاعة: وتقول باستمرار تضخم بعض جيوب الفضاء، في حين أن بعضها توقف عن التضخم. ما أدى لوجود أكوان فقاعة معزولة. ثالثاً، الأكوان المتوازية: وتقول بوجود أكوان أخرى تطفو خارج حدود قدرتنا على الوصول إليها. ووجود أبعاد أكثر. رابعاً، الأكوان الوليدة: تشير رياضيات هذه النظرية المعتمدة على نظرية الكم، إلى أن جميع النتائج المحتملة لحالة ما تحدث جميعها، وذلك في أكوانها المنفصلة. خامساً، الأكوان الرياضياتية: تقول بأن البنية الرياضية المعينة التي تشكل كوننا قد لا تكون هي الخيار الوحيد.

المصدر:  هنا